الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 22:01

ضربة يهودية أمريكية لإسرائيل- أكبر شركة بوظة أمريكية تقاطع المستوطنات

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 21/07/21 10:23,  حُتلن: 13:15

في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر/كانون أول العام الماضي، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن مكتب الجمارك الامريكي أصدر لائحة تتضمن إلغاء التمييز بين المنتوجات المصنعة داخل إسرائيل والأخرى المصنعة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس". وهذه الخطوة التي اتخذتها الجهات الأمريكية في تلك الفترة تعتبر مخالفة لجميع القوانين والمواثيق الدولية التي تجرّم الاستيطان والتعامل معه.

لكن اليوم تغير الوضع، وأصبحت غالبية دول العالم تطالب بوضع علامة مميزة بين منتوجات من داخل إسرائيل ومنتوجات من داحل المستوطنات،التي يرفض الكثير من دول العالم التعامل مع منتوجاتها كونها منتوجات إحتلال.

وقد أصدرت الجهات الفلسطينية المسؤولة قرارا بمقاطعة منتوجات المستوطنات في الضفة الغربية، ولم تقتصر عملية مقاطعة منتجات المستوطنات على الفلسطينيين فقط؛ بل حققت تضامنًا دوليًا واسعًا. وفي الحادي عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015 أقرت المفوضية الأوروبية بوسم منتوجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى هضبة الجولان، بهدف تمييزها عن غيرها.
ويأتي قرار الاتحاد الأوروبي بمقاطعة منتجات المستوطنات ليعزز الأحكام الصادرة عن محكمة العدل الدولية في لاهاي عام 2004، القاضية بضرورة اتخاذ موقف من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس والجولان، باعتبارها تشكل خرقا للمادة 49 من ميثاق جنيف، الذي يحظر على دولة محتلة أن توطن سكانها في المناطق التي احتلتها.
ومن الشركات التي اقتنعت مؤخراً بصحة مقاطعة المستوطنات، أكبر شركة أمريكية لبيع المثلجات. فقد أعلنت شركة البوظة الأمريكية "بن آند جيريس" استناداً إلى بيان لها،أنها ستوقف مبيعات منتجاتها في مستوطنات الضفة الغربية، "لأن ذلك لا يتوافق مع قيم الشركة"، وأنهم تلقوا طلبات متكررة من الزبائن والشركاء بوقف التسويق في المستوطنات.
هذه الشركة التي تاسست عام 1978 يملكها يهوديان أمريكيان هما: "بن كوهين وجيري جرينفيلد". ويبدو أن هذين اليهوديين أعادا التفكير ملياً بما يجري في المستوطنات وما يعانيه الفلسطينيون في الضفة الغربية، فقررا مقاطعة التعامل مع المستوطنات، وبذلك فكرا سياسياً ومنطقياً وإنسانياً وليس يهودياً فقط. فقد قاما بإبلاغ وكيل الشركة في إسرائيل بأن العقد القائم والذي ينتهي نهاية العام القادم لن يتم تمديده، وسيتم ترتيب مسألة البيع في إسرائيل فقط، أي ممنوع بيع منتوجات الشركة في المستوطنات.
قرار شركة البوظة الأمريكية أحدث ضجة كبيرة داخل حكومة اليميني العنصري نفتالي بينيت، وفي أوساط سياسية أخرى. فقد هب بينيت "متل المجنون" ليصف قرار الشركة بأنه "في غاية الخطورة". تصوروا هذه السخافة: قرار شركة بعدم بيع منتوجاتها من البوظة للمستوطنات هو بنظر بينيت في غاية الخطورة. ألهذه الدرجة أصبحت البوظة الأمريكية خطيرة إذا لم تباع في المستوطنات؟ إذا كان الأمر كذلك لنهتف جميعا بصوت عال : "تحيا بوظة بن أند جيريس.
أما وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، صاحب سيناريو ترؤس بينيت للحكومة، فإنه ذهب بعيداً في اتهاماته للشركة لدرجة أنه وكما أعتقد لم يكن على وعي بما قاله. فغقد اتهم الشركة "بالمعاداة للسامية والاستسلام المخجل لدعوات المقاطعة من منظمات BDS." يا ريتك يا لابيد بقيت في الصحافة ولم "تنط" للسياسة. المعاداة للسامية أيها الصحفي السابق والسياسي الحالي تعني من وجهة نظركم هي معاداة اليهود. هكذا تقولون أنتم. فكيف يمكن ليهوديان أن يعاديا اليهود؟ هل فكرت في ذلك؟ أكيد لا.
ما فعله صاحبا شركة البوظة الأمريكية، ليس عداءً للسامية أو غيرها، بل هو موقف أخلاقي، وبما أن كلمة"أخلاق" بعيدة كل البعد عن سياسة الحكومات الإسرائيلية، فإنكم لا تعرفوا معناها لأنها غير موجودة في قاموس أي حكومة إسرائيلية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة