الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:02

ريم شحبري عزايزة: للتنمر أبعاد خطيرة وصعبة على نفسية الطفل.. ازرعوا الحُب في نفوس أطفالكم

رغدة بسيوني
نُشر: 19/08/21 16:57,  حُتلن: 23:29

نلاحظ مؤخّرًا مدى انتشار ظاهرة التّنمّر، هذا السلوك الذي يهدف لإيذاء الأشخاص بشكل متكرر ومستمر نفسيًّا وجسديًّا، ويُعاني الجميع كبارًا وصغارًا من هذه الآفة التي تؤثّر بشكل سلبي على صحّتهم النّفسية وينعكس ذلك على تصرّفاتهم وطريقة كلامهم، فما بالكم لو كان المتنمّر عليه طفلًا لا يستطيع الدّفاع عن نفسه؟ هذا عدا عن أنّه في ظلّ وجود مواقع التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها ارتفعت نسبة المتنمّرين المتخفّين وراء شخصيات وهمية والمتنمّر عليهم بشكل كبير. 

ريم شحبري عزايزة

حول هذا الموضوع كان لنا حديث مع ريم شحبري عزايزة، وهي محللة رسومات أطفال، ومرشدة أهل وموجهة مجموعات وصاحبة منصة اجتماعية تربوية عبر الانستغرام "مشاعر على ورق"، تقول ريم: "التنمر هو ظاهرة عدوانية تُمارس بعدة أساليب من خلال سلوكيات عنيفة صادرة عن أفراد أو مجموعة ولها عدّة أشكال (جسدية/ لفظية/ الكترونية)، وهذه الظاهرة لا نستطيع اعتبارها حديثة، إلا أنّها شاعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة بين طلّاب المدارس بالذات وما زاد الأمر سوءًا هو وجود مواقع التواصل الاجتماعي.

لا شك وأنّ منصات التواصل الاجتماعي فتحت مجالًا واسعًا للتنمّر بالذات مع انكشاف أكبر على صور ومحتويات شخصيّة، ما يجعل التنمّر الالكتروني مُتاحًا ومُباحًا بشكل واسع ويمنح شرعية للمنتقدين أن ينتقدوا الآخرين بشكل جارح جدًّا دون رقابة. 

وتابعت قائلة: "هناك أنواع للتّنمر، الأول التّنمر المباشر وهو السلوك العدواني الذي يقوم به المتنمّر تجاه الشخص بشكل مُباشر ومتعمّد ذلك ينعكس من خلال (كلام بذيء، عنف جسدي وكلامي بعدّة أشكال واضحة وصريحة) وكل ذلك من أجل التسبب بأذى وإقصاء الآخر. أمّا النوع الثاني من التنمّر وهو النوع غير المباشر الذي يتمّ من خلاله عزل اجتماعي عن طريق نبذ الفرد، انتقاد، رفض وعدم الاختلاط مع الشخص المتنمر عليه لأي سبب كان، العرب أو اللون، أو الدين أو المبادئ وغيرها من الأسباب".

التنمر واحد من السلوكيات التي ألاحظها من خلال عملي، فأجد الكثير من الرسومات التي يرسمها أطفال تُشير إلى أنّه يتعرّض لأمر ما وتلفت انتباهي بعض الرسومات التي تحتوي على ألوان غامقة مثل الأسود والبني، ورسم عدواني ثمّ تمزيق الصفحة، أو رسم حرف x بشكل متكرّر، أو مخالب وأنياب، جميعها قد تكون مؤشّرات لضغط معيّن أو ظرف يمرّ به الطّفل، لذا على الأهالي الانتباه لهذه التّفاصيل لانّ الطفل أحيانًا قد لا يستطيع التعبير بشكل كلامي عن مكنوناته فيعبّر عنها بالرّسومات، لذلك يجب إعطائها أهمية كبيرة.

ما هي أشكال التنمر: 

1. التنمر اللفظي/الكلامي الذي يتضمن السخرية والاستفزاز والتهديد والتعليقات الجارحة.

2. التنمر الجسدي والذي تتخلله أساليب الإيذاء الجسدي منها الطعن والصفع والضرب وغيرها!

3. التنمر الالكتروني وهو شائع في زمن مواقع التواصل الاجتماعي وذلك من خلال نشر الصور الشخصية/ معلومات شخصية او شائعات لإحراج الشخص أو حتّى التعليقات والانتقادات الجارحة.

وأكملت ريم قائلة: "للتنمر أبعاد صعبة جدًّا، وقد تكون أعراضه بعيدة المدى، فأطفال تعرّضوا للتنمر هم الاكثر عرضة لـ

1. اضطرابات في الشخصية

2. اضطرابات وأمراض نفسية مزمنة

3. تراجع في سلوكيات الطفل التي لا تتناسب مع جيله مثل التبول اللاإرادي، اضطرابات نوم وكوابيس، مصّ الاصبع وغيرها.

4. سلوكيات انحرافية (كذب، سرقة والعمل في عالم الإجرام)

5. عدوانية

6. هم عرضة أكتر لأمراض قلب/ضغط/سكري وسرطان

7. إدمان الكحول والحشيش

8. انتحار.

وأكملت حديثها قائلة: "تابعنا في الأيام الأخيرة قصّة الطفل من الطيرة الذي تعرض للتنمر، وتغيّب جميع أصدقائه عن حفل ميلاده لهذا السبب، وأنا أقدّر مُشاركة الام وجعها عن طريق المنشور الذي كتبته لتوصل صوت طفلها والأذى الذي تعرّض له، نحن كبالغين قد لا نحتمل أن نمرّ بموقف صعب مُشابه فما بالكم الأطفال؟ ولكن مثل قصّة هذا الطفل هناك قصص كثيرة وربّما أصعب منها قد يمرّ بها الأطفال وقد لا يعلم عنها الأهل أو لا يشاركوها حتّى، شعور الخذلان من أصعب المشاعر التي قد تؤثّر سلبيًّا على الطفل، علينا أن نتعلّم من هذه الحادثة أن نُربّي أطفالنا على محبّة الآخرين وتقبلهم رغم كُل اختلاف، وأن يحبوا أنفسهم لأنّهم يستحقون، بعض القسم والمعايير على الأهل أن يتمسّكوا بها وينقلوها لأطفالهم كي لا يمرّوا بلحظات صعبة أو يشعروا بإهانة ما من أحدهم، إذ عليهم توفير الحصانة النفسية لهم لئلا يكونوا عرضة لأي متنمر، وحتّى كي لا يكونوا هم أنفسهم بدور المتنمر". 

وأخيرًا نصيحتي للأهالي، من المهم أن تتفهّموا حاجة الطفل بأن يكون محبوبًا داخل إطار عائلته وداخل المنزل أوّلًأ كي يستطيع أن يحب نفسه وبعدها ليحبّ الآخرين، الطفل يعتبر أهله قدوة له لذلك عليكم جميعًا أن تزرعوا الحب والاحترام وتقبل الآخر والمختلف في دواخلهم. لكن إذا لم تتوفّر قدرة الاحتواء والحب والاحترام لدى الاهل فمن الممكن أن يتحوّل الطفل إلى متنمر، فالطفل مثل الشجرة، هي بحاجة أن تُزرع بشكل سليم، وأن يُوفر لها المناخ المُلائم والاعتناء بها كي تكبر وتعطي ثمارًا صالحة وإلا لفسدت "إن فسد الراعي فسدت رعيّته".  وأخيرًا "أحب لأخيك كما تحبّ لنفسك" هذا النّهج المليء بالمحبة والاحترام هو النهج الأمثل لنكون بمكان أفضل مع أطفالنا، لأنّ الكون يتسع للجميع".

منشور الأم من الطيرة 

مقالات متعلقة