الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 09:02

مولد الرسول صلى الله عليه وسلم/ بقلم: الشيخ محمود أبو غظية

الشيخ محمود أبو
نُشر: 19/10/21 11:47,  حُتلن: 11:48

ما اشبه جاهلية اليوم بجاهلية الامس، وليس الجاهلية هي امية الكتابة والقراءة او عدم امتلاك شهادات جامعية، بل الجاهلية في نظري هي تدهور الاخلاق الى اسفل مستوى خلقي، والادهى التمشي مع الامر وكأنه من اساسيات العادة والاجتماعيات.

لكي نقف على عظمة مولد ودعوة النبي صلى الله عيه وسلم، لا بد ان نقف على حجم افعال الجاهلية التي سبقت المولد الشريف، ولنقارن بن الامس واليوم فلعل القارئ يعجب ان هناك عدة خُصَل من جاهلية الامس ما زلنا نحملها على كاهل اجتماعياتنا، والغريب ... كل في مواله.
من ناحية الدين: لم يكن في الجاهلية الاولى لا قلة الذين كانوا على ما تبقى من دين ابراهيم واسماعيل عليهما السلام، منهم زيد ابن عمرو بن نفيل الذي كان يرفض الاصنام، ومنهم ورقه ابن نوفل الذي يدين بالنصرانية واول من امن بالرسول صلى الله عليه وسلم، اما الباقي فقد كانوا وثنيين يعبدون الاصنام، وفيما روى البخاري عن ابو رجاء العطاردي انه قال: كنا نعبد الحجر فاذا وجدنا حجرا اخر أخيّر منه القيناه واخذنا الاخر، فان لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب -اي كومة من تراب ثم جئنا بشاة وحلبناه عليه، ثم طفنا به!!!!
انظر الى حالنا اليوم وصلنا الدين على طبق من ذهب فلا نكترث.
كل هذا أثر سياسيا على عرب الجاهلية فاصبحوا في احسن الاحوال يتبعون اما الروم واما الفرس!!
وهذا شأن عرب جاهلية اليوم اما يتبعون الشرق واما الغرب، وحتى الشيعة يتبعوها ويصفقون لرجالها، هذا ما آلت به احوالنا اليوم فلا نلُم الغير.
اما الاجتماعيات في جاهلية الامس زواج الشغار- وزواج بالاختين وامرأة الاب- والاستبضاع - والتعدد بلا حدود - والطلاق بلا حدود- ومعاشرة المرأة لعدة رجال وحين وضع المولود تدعوهم لتسند نسبه الى اجملهم.
وحالنا اليوم من زنا واغتصاب، وقتل، ومعاشرة بالحرام، وزواج بلا ولي امر، وهروب مع الحبيب..... وحدث ولا حرج
فجاهليتنا اليوم اعظم من جاهلية الامس لان مولد النبي صلى الله عليه وسلم وضع لنا ثوابت الاخلاق والتصرف والاجتماعيات والدين والمعاملات من الولادة حتى الممات ونعلمها جميعنا، فترانا نرنو لجاهلية الامس لانها تخدم شهواتنا الذي اتخذناها اله نلبي طلباته، فما فرق بين عبادة الاصنام وعبادة الشهوة وتبعاتها؟؟؟
مولد النبي صلى الله عليه وسلم وضع الامور في نصابها، وانار لنا الطريق السوي، فاصبحت بمولده الامور واضحة فلا ضباب ولا متاهات، فاما شمالا (جاهلية قديمة حديثة) واما يمينا من صاحب المولد صلى الله عليه وسلم، فالعجب كل العجب حين نحتفل بالمولد وتعاليمه في واد ونحن في واد، فالاحتفال بالمولد هو لبس ثوب الاسلام الحنيف الي جاء به صاحب المولد والالتزام بما جاء في اوامره ونهيه.
يبقى ان هناك امانة أُبقِيَّت لنا وهي تمرير مفاهيم المولد وصاحب المولد الى الجيل الذي يعقبنا بالطريقة الصحيحة والسليمة.
صلى الله عليك يا حبيبي يا صاحب المولد وعلى ألك وصحبك وسلم اجمعين.
والله غالب على امره

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
 

مقالات متعلقة