الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 09:02

50 عاما من العطاء لأول مدرسة ثانوية بالجنوب

النقب: مدرسة كسيفة أبو ربيعة الثانوية تحتفي بيوبيلها الذهبي

ياسر العقبي
نُشر: 09/06/22 22:24,  حُتلن: 16:33

احتفال حاشد أقيم لمناسبة اليوبيل الذهبي – 50 عاما لتأسيس مدرسة كسيفة أبو ربيعة الثانوية، وذلك بالتعاون بين لجنة الترشيد للمدرسة وشبكة أورط والمجلس المحليّ كسيفة والمركز الجماهيريّ، بحضور العشرات من القياديين ورجالات التربية والطلاب الذين تخرجوا من المدرسة منذ سبعينيات القرن الماضي.

بدأ المؤتمر بقراءة آيات من الذكر الحكيم، ثم قدم الخطباء الإعلامي نواف النباري، حيث بدأ بكلمة مدير المدرسة الأستاذ نايف أبو ربيعة الذي رحّب بجميع الحضور وأكّد على "رسالة المدرسة السامية لما فيها من رؤية للوصول إلى مثال الإنسان المتعلم للاندماج في مصافي المجتمعات الراقية وفق متطلبات المرحلة، وعلى مدار 50 عاما كانت صرحا تربويا وتعليميا يجمع بين أبناء وبنات العائلات من شتى ربوع النقب، تجمعهم روح الأخوّة والمحبة توّاقون للعلم والمعرفة".
وتناول الخطباء الدور الريادي للمدرسة الثانوية العربية الأولى في النقب، وأشادوا بالدور الثقافي والتربوي للمدرسة في تنشئة آلاف الطلاب من شتى ربوع النقب، وذلك منذ أقيمت كمدرسة ابتدائية في العام 1938 مع نحو عشرين طالبا، مرورا بتحولها إلى مدرسة ثانوية وتخريج 17 طالبا إلى اليوم حيث سيتخرج منها 180 طالبا وطالبة.
وقال مدير عام شبكة أورط تسفيكا بيليج في رسالة بعثها للمؤتمر إنّ هذا اليوم هو يوم عيد وفخر لبلدة كسيفة، وأشاد بدور مدير المدرسة لإدخاله النماذج الحديثة في العملية التدريسيّة في المدرسة، مما يتيح للشباب الاندماج في سوق العمل.
وألقى كلمة رئيس البلديّة بالنّيابة خالد أبو عجاج الذي عبّر عن دعم مجلس كسيفة للمدارس في البلدة ووجّه كلمات الشكر للمسؤولين والقائمين على إنجاح العملية التعليميّة في الحاضر والماضي.
وتحدث أيضا مدير قسم التربية والتعليم، سلطان القرعان، عن أهمية العودة إلى الماضي بكل ما يتعلق باحترام المعلمين، ووقف ظاهرة الوساطات التي تضرب المدارس العربية في العمق.
أما رئيس المجلس السابق، سالم أبو ربيعة، فاثنى على المعلمين من الشمال ومن القدس العربية، الذين حضروا إلى هنا – مسافات شاسعة – لتعليم أولاد النقب.
وأشاد الشيخ حابس العطاونة رئيس مجلس حورة بدور المدرسة في تخريج الطلاب الذين يشكّلون المجتمع بعلمهم وأخلاقهم. وكذلك قال الدكتور سلطان القرعان إنّ هذه المدرسة شاهدة على النقب ولها كبير الأثر على أهل المنطقة.
وألقى مفتّش المدرسة الأستاذ سالم القريناوي قصيدة يمدح فيها المدرسة والعاملين فيها، كما ترحّم على أحد الأعلام من مؤسسي هذا الصرح الشيخ والنائب المرحوم حمّاد أبو ربيعة.
وأبدى ممثّل شبكة أورط نيسيم إيلوز إعجابه بالتغيير الكبير الذي حدث عبر التاريخ في المدرسة، والتطوّر الرائع الذي نرى نتائجه حاليًا.
وتحدث عدد من الخريجين بينهم الأستاذ المتقاعد ذيب الصرايعة، وهو خريج عام 1973، والخريجة المربية وفاء العطاونة أبو شارب وهي مديرة مدرسة الوفاء ببلدة حورة.
وسادت أجواء الأخوّة والمحبة والخطاب البنّاء والموضوعيّ حول كافة القضايا التعليمية للوصول لجهاز تربية وتعليم يتلاءم ومتطلبات العصر مما عزّز ثقة الحضور وطموحهم لطرح التحديات الماثلة أمام التنمية التربويّة والتعليميّة والصحيّة وتنمية المهارات وإيقاظ القدرات البشريّة والإداريّة في كل مناحي الحياة، حيث اندمج المئات من الخريجين على مدار اليوبيل الذهبي،في رسالة التعليم والطب والهندسة والمحاماة، بل وجميع التخصصات، وأصبح منهم رجال الدين والقياديون والمبادرون ورجال الاعمال، والباحثون والأطباء .
البيان الختامي

أجواء تاريخية عمّت المؤتمر المميز الذي شارك فيه أيضا المعلمون القدامى وأوائل الخريجين، ممن بقي على قيد الحياة، حيث دعا في بيانه الختامي أهالي كسيفة ومنطقة النقب إلى الوحدة والتعاون في الارتقاء بمجتمعنا إلى الأفضل، وأدان حوادث العنف والإجرام المتكررة، مؤكدا أن الحل لهذا الوباء المجتمعي الخطير هو التمسك بالثوابت التعليميّة والدينيّة والأخلاق الإنسانيّة الحميدة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تلخيص البيان الختامي توصيات القضايا الجوهرية:
1. يثمّن المؤتمر مبادرة مدرسة كسيفة أبو ربيعة للقيام بهذا المهرجان، اليوبيل الذهبي، لما فيها من رؤية سامية تهدف الى تنمية التربية والتعليم المهارات وتطوير القدرات البشريّة والأكاديميّة كرافعة لتطوير المؤسسات وتعزيز المهنيّة نحو عمليّة تعليميّة تنمويّة شاملة رصيدها الاستثمار في رأس المال البشريّ نحو التعليم والتأثير على القرار وأحداث الحصانة التعليميّة والمجتمعيّة .
2. يرى المؤتمر أنّ التنمية التربويّة والتعليميّة تتطلب تظافر الجهود ومسح الاحتياجات وتحليل المخاطر والتحديات بكل أشكالها وتتطلب التنمية التعليميّة شراكة المجتمع والمؤسسات وتعزيز هذا النهج بمهنية عالية.
3. يثمّن المؤتمر ضرورة المشاركة الفعّالة للمرأة في جميع مجالات الحياة التعليمية والأكاديمية، وبناء المجتمع ودورها الفعّال نحو التعليم والتطوير والوصول إلى سوق العمل بكافة المركّبات.
4. يبارك المؤتمر منهج ثقافة الشكر لكل الخريجين والمساهمين ويشمل جميع العاملين في التربية والتعليم لجميع الفئات العمريّة حتى التعليم العالي والبحث العلميّ والرفاه الاجتماعي والصحة والتطوير الاقتصاديّ وجودة الحياة.
5. يدعو المؤتمر أهالي كسيفة ومنطقة النقب أفرادًا وجماعاتٍ إلى الوحدة والتعاون في الارتقاء بمجتمعنا إلى الأفضل. بل وفي كل قرانا ومدننا العربية، وكافة البلاد.
6. يدين المؤتمر العام حوادث العنف والإجرام المتكررة في بلداتنا وقرانا العربيّة وفقدان الأمن الشخصي ويدعو الجميع إلى تضافر الجهود ونبذ العنف. ويؤكد المؤتمر أن الحل لهذا الوباء المجتمعي الخطير هو التمسك بالثوابت التعليميّة والدينيّة والأخلاق الإنسانيّة الحميدة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
7. يتابع المؤتمر مسيرة التربية والتعليم والتجسير نحو التخصصات الأكاديمية التي تتلاءم ومتطلبات العصر.
8. يدعو المؤتمر إلى المحافظة على حقوق الإنسان لتذليل العقبات وتجاوز التحديات لتحقيق النجاح والعيش الكريم.
9. يدعو المؤتمر أبناء المنطقة إلى الوحدة في العمل نحو الارتقاء تربويًا وأخلاقيًا وقيادة النهوض المجتمعي.
10. يحث المؤتمر إلى تضافر الجهود لكافة مؤسسات البلد والمنطقة للتطوع في جميع مجالات الحياة وعلى كل نافذة، وللتكافل الاجتماعي وتعزيز هذه القيمة وترسيخها مع الموروث الثقافي الفزعة – والعونة – والنخوة وتآلف القلوب، والتأكيد على التعليم وفئة الشباب في الطليعة لأنهم مستقبل الأمّة.

مقالات متعلقة