الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 23:02

ابحثوا عن الشهامة كلّها لدى نشامى السلط/ بقلم: منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 24/06/22 07:42,  حُتلن: 10:40

مدينة السلط هي الاقرب إلى فلسطين في الضفة الشرقية من نهر الاردن، أين تعمّد في هذا النهر سيدنا وابننا عيسى ابن مريم، يسوع المسيح الناصري التلحمي الفلسطيني الاول والمُعذّب الاول. جاء برسالة التسامح والمحبة فانتشرت في جنبات المعمورة الاربع، وخاصة فيما يُعرف حاليّا بأوروبا ودول الغرب، مع أنّهم حرّفوا دعوة التسامح والمحبة إلى لغة الغطرسة والهيمنة واستخدام القوّة الغاشمة، بداية بالحروب الصليبية على الشرق العربي وعلى بلاد المسيح. ومرورا بزراعتهم اسرائيل في ارض فلسطين عنوة وظلما وتجنّيا على شعب المسيح وارض اسراء ومعراج سيدنا محمد (ص).
السلط منبع وأرض النشامى والشهامة، فمن جبال السلط ترى قبّة الصخرة في القدس الشريف.
في السلط تشمّ النسيم القادم الهاب من المسجد الاقصى وكنيسة القيامة،
في أرض السلط الجميلة المعطاءة تشم نفس رائحة تراب جبال القدس ونابلس ورام الله.
ترى الحنّون ذاته والميرمية والزعتر ذاتها.
مرّ في مدينة السلط قادما من جسر دامية، في طريقه إلى العاصمة عمّان، الباص الذي أقلّ ابناء الشهداء من مخيّم جنين الذين يقومون بزيارة إلى البلد التوأم الشقيق بدعوة من الاخوة في نادي يرموك البقعة (اكبر المخيّمات الفلسطينية في الاردن).
سارت الرحلة بسلاسة من الجسر صعودا إلى جبال السلط، إلى مدينة السلط.
عبر الباص إلى مدينة السلط. فجأة توقّف الباص، فقد "اعترض" طريقه مجموعة من الشباب، مجموعة من شباب مدينة السلط.
ظنّ منظّموا الرحلة أنّ في الأمر خطب ما، "مشكلة" ما!!!!. فاستغربوا ويا للعجب!!! لكن العجب تحوّل إلى اعجاب بعد حين ...
صعد شباب السلط إلى الحافلة المدبوزة عن بكرة ابيها بأبناء شهداء مخيّم جنين. وكانت البسمة تُزيّن وجوه الشباب من السلط الابيّة المضيافة الكريمة المعطاء... تحدّثوا وأقسموا يمينا غليظا بأن الباص لن يمرّ من مدينة السلط إلا بعد أن يهبط جميع ركّابه لتناول طعام الغداء ضيوفا وأهلا و"محلّه" مُعزّزين مبجّلين على السلط وشباب السلط وأهل السلط...
ولم يُغادر شباب السلط باص ابناء شهداء جنين إلا بعد "مفاوضات مُضنية" لاكثر من ساعة، وبعد أن حصلوا على وعد من منظّمي الرحلة بأن يتناول ابناء الشهداء طعام الغداء في السلط بعد يومين التزاما واحتراما لبرنامج الزيارة المُعد سلفا ومسبقا.
يا إلهي هل بعد هذا الكرم يوجد كرم، هل بعد هذه الاخلاق توجد اخلاق هل بعد هذه الشهامة توجد شهامة، في هذه الدنيا. انها قمّة الاخلاق والشهامة والكرم والاخوّة.
تحيّة كبيرة إلى شباب السلط وأهل السلط وثرى السلط من كلّ فلسطيني في الارض المقدّسة، في القدس وفي جنين وفي نابلس وفي رام الله وفي الخليل، تحية ودّ واعتزاز من الشقيق إلى الشقيق، من التوأم إلى نصفه التوأم الثاني.
الاردن العزيز لن يكون يوما "الوطن البديل" حسب مخططات "وخندزات وأسافين ودسدسات" الصهاينة.
الاردن هو التوأم والشقيق الحاني المساند لفسطين، فعندما يُصيب فلسطين جرحا نسمع أنينه في الاردن، وعندما يصيب الاردن مكروه يتردد صداه في فلسطين.
 

  المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة