الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 08:02

امرأة ناجحة..د.رنا زهر من الناصرة:تحصيل الطالب العربي في الانجليزية متدن

كتبت:حنان حبيب الله
نُشر: 14/07/11 14:25,  حُتلن: 21:52

د.رنا زهر حاصلة على اللقب الثالث في الانجليزية:

"مستوى تحصيل واجادة الطالب العربي للغة الانجليزية ما زال متدنيا ولا يناسب القرن ال 21"

"البطالة تنتشر بين جمهور المعلمين بشكل خاص بينما تكثر الفرص في وجه معلم اللغة الانجليزية وهم احيانا عملة نادرة في المجتمعين اليهودي والعربي"

"إجادة اللغة الانجليزية امر حيوي جدا للتفدم المهني، الاكاديمي، والاقتصادي وحتى الشخصي والانجليزية هي اداة اتصال وتواصل مع العالم"

"السعي لنشر اللغة الانجليزية وضمان سيطرتها في العالم هو مدخل لسيطرة ثقافية وحضارية للشعوب الناطقة بهذه اللغة كالثقافة الاميركية حاليا والبريطانية سابقا وهي بالضرورة مرتبطة باهداف سياسية وثقافية"

د. رنا زهر، من مدينة الناصرة، حاصلة على لقب اول في اللغة الانجليزية والتربية الخاصة ، وعلى اللقب الثاني ايضا في اللغة الانجليزية تخصص socio-linguistics من جامعة حيفا ، وكذلك على اللقب الثالث تخصص socio-linguistics من جامعة Anglia Ruskin University في بريطانيا، وهي محاضرة في كلية عيمك يزراعيل، والكلية العربية لاعداد المعلمين العرب. التقينا رنا للحديث عن مستوى اللغة الانجليزية في بلادنا، وأبحرنا معها في رحلتها الأكاديمية ودار معها هذا الحوار.

هل كان هنالك جو داعم لد. رنا لاكمال دراستها ؟ وللمرأه بشكل عام؟
لحسن حظي، كان هنالك جو داعم داخل العائلة وبين الاصدقاء وحتى في مكان العمل. استطيع ان اقول اني لمست تشجيعا من اكثر من جهة لاكمال دراستي الاكاديمية، واعتقد ان سبب ذلك يعود لكون المجتمع - مع انه ما زال تقليديا في مفاهيم كثيرة- بدأ يفهم اهمية فتح المجال للنساء للتعمق بدراستهن والحصول على ارفع الشهادات، لان ذلك لا يعود بالفائدة فقط على المرأه وعائلتها ومحيطها المحلي، انما على مكان عملها ونشاطها الاجتماعي او السياسي ان وجد، ومجتمعها بشكل عام.
الاحصائيات الاخيرة تشير بان هنالك تحسن ملحوظ بنسبة الفتيات اللواتي يتوجهن للتعليم الاكاديمي، وهي تفوق نسبة الذكور مع ان نسبة الذكور والاناث في الجامعات ما زالت منخفضة. ولكن عدد هؤلاء النساء الواتي يكملن المشوار الاكاديمي حتى وصولهن الى القاب متقدمة كالدكتوراة للاسف ما زال قليلا، وهنالك عدة اسباب تفسر ذلك منها الاجتماعية. فالمجتمع الذكوري يشجع تعليم المرأه بشرط الا تتفوق على الرجل او خوفا من عدم قدرتها بالا تقوم بدورها العائلي والامومي على الوجه الاكمل، او بقدرتها على تحمل العبء النفسي المنوط بهذه المهمة او ايجاد الوقت لذلك ، ومنها النفسية اذا ان النساء يذوتن خوف المجتمع من عدم قدرتهن على التوفيق ما بين العائلة والدراسة او ايجاد الوقت لذلك، وبالتالي يخترن عدم اكمال الدراسة لالقاب اعلى. وهناك أسباب اقتصادية إذ ان التعليم لالقاب عليا مكلف وعادة النساء والرجال من هذه الفئة العمرية يتحملون مسؤلية اعالة البيت والعائلة".

ما هي الصعوبات والعوائق التي واجهت د. رنا؟
شخصيا، لحسن حظي لم اواجه عقبات مجتمعية خاصة، فانا اعيش داخل بيئة داعمة لمفهوم التعليم بشكل عام ولتعليم النساء بشكل خاص، ولكن كانت هنالك لحظات شككت بها بقدرتي على كسر هذا التحدي الكبير نفسانيا واقتصاديا، وفي فترات معينة كنت قد قررت الانسحاب من مشوار الدكتوراة الذي بدأ عام 2004 وانتهى عام 2011 اذ ان المهمة ليست بسهلة وتتطلب طاقة ووقت وصبر وايمان بالنفس حتى اتمام المهمة".

حول اللغة الانجليزية، ما مدى اهمية دراسة واستعمال اللغة للطلاب؟
اجادة اللغة الانجليزية هي امر حيوي جدا للتقدم المهني، الاكاديمي، والاقتصادي وحتى الشخصي. هي اداة هامة جدا للاتصال والتواصل مع العالم، ولكن هي ليست فقط اداة اتصال انما هي اداة للتعبير عن اجندة اجتماعية وسياسية، وهذا هو صلب التخصص المسمى ب"علم اجتماع اللغة" وهذا هو تخصصي بلقبي الثاني والثالث. اي البحث الذي يعنى بالمدلولات الاجتماعية-السياسية لاستعمال اللغة. اللغة هي جزء من هوية الشعوب ودلالة على ثقافاتها وحضاراتها، وبالتالي السعي لنشر اللغة الانجليزية وضمان سيطرتها بالعالم هو مدخل لسيطرة ثقافية وحضارية للشعوب الناطقة بهذه اللغة ( وعلى الاغلب للثقافة الاميركية حاليا والبريطانية سابقا) وهي بالضرورة مرتبطة بأهداف سياسية وثقافية. وذلك يتم عن طريق عدة وسائل، ومن المهم جدا دراسة اللغة الانجليزية واجادتها وحتى التخصص بها اكاديميا، ولكن على معلم او دارس هذه اللغة ان يعي انه وكيل لهذه اللغة ولثقافتها وبالتالي بأن يتعامل معها بكل انفتاح ولكن ايضا بوعي نقدي. ان معلم اللعة الانجليزية بمدارسنا هو بالضرورة اكثر من معلم، ولدوره هنالك بعد ثقافي-حضاري-سياسي غير مرئي للعين المجردة. ان منهاج اللغة الانجليزية ليس منهاجا بريئا وخاليا من مصالح اجتماعية سياسية وطبقية لواضعي المنهاج ومن يمثلون، كما هو الحال مع باقي مناهج التعليم لباقي المواضيع، ولكن معلم اللغة الانجليزية او المتعاطي مع هذه المواد لا يراها بالعين المجردة، تماما كما لم ارها انا بالسابق، لأننا كمعلمين لا نتدرب كيف ننظر الى المنهاج بشكل نقدي وعادة انغماس المعلمين بأمور التعليم اليومية المنهكة تصرف نظرهم عن حقيقة الامور. ان التعمق بدراستي للغة الانجليزية من جانبها السياسي والاجتماعي والطبقي كشف لي عن سياسات تربوية غير بريئة من قبل واضعي المنهاج للغة الانجليزية في البلاد".

كيف تقيمين مستوى الطلاب في المدارس العربية؟
بشكل عام تحصيل الطالب العربي مقارنة مع الطالب اليهودي باماتحانات اللغة الانجليزية متدني. امتحانات الميتساف تظهر ذلك بوضوح علما ان الواقع اسوأ من هذه المعطيات. اما تحصيل الطلاب بامتحانات البجروت فهي في تحسن ولكن تحسن اصطناعي كما اسميه. وزارة المعارف لا تنشر معطيات عن معدلات الطلاب بالمجتمع العربي بامتحانات بجروت اللغة الانجليزية المختلفة، ولكنها تنشر فقط نسب النجاح لكل امتحان وامتحان علما انها ترسل العلامات والمعدلات لكل مدرسة ومدرسة دون ان يكون باستطاعة كل مدرسة ان تقارن نفسها بمعدل الوسط العربي، انما فقط المعدل العام للدولة. ان نسب النجاح تبدو عالية بشكل يثير الشكوك ولكن بالواقع مع ان نسب النجاح عالية الا ان المعدلات منخفضة جدا. وسبب نسب النجاح العالية ليس فقزة نوعية في ساعات تعليم اللغة الانجليزية وعدد الملاكات ومصادر اثراء اللغة في مدارسنا العربية ، انما مبنى امتحان البجروت نفسه والامكانية المتساهلة جدا لاعادة نفس الامتحان ( 8 مرات). لذلك التقدم برأيي لا يدل على تقدم نوعي انما كمي فقط وهو يخدم الحكومة الحالية التي تتباهى بواسطة وزارة معارفها بتحسين مستوى اللغة الانجليزية بالمجتمع العربي، بينما هنالك تحسن كمي ونوعي الى حد ما اعزوه للعديد من الاسباب ومنها العولمة وثورة الاتصالات والاعلام، الا ان مستوى تحصيل واجادة الطالب العربي للغة الانجليزية ما زال متدن ولا يناسب القرن ال 21 والعصر المعولم الذي نعيشه".
 

اللغة الانجليزية وأهميتها للقبول والنجاح في المسيرة الجامعية والبحث العلمي
لا يوجد شك بان اجادة وتعلم لغات العالم والانفتاح على لغات وحضارات شعوب العالم هو امر مبارك وللغة الانجليزية بشكل خاص اهمية كبرى كونها اللغة المسيطرة على العالم الأكاديمي بالذات.
ان الاصدارات والابحاث المنشورة باللغة العربية والتي تخرج من العالم العربي تكاد تكون معدومة وكذلك الامر لتلك المنشورة بالعبرية، مع ان نسبتها اعلى وتصل اسرع من الترجمات العربية بعشر سنوات على الاقل. وهذا القصور يعني ان على الطالب العربي وغير العربي ان يبذل جهدا ليتخطى هذا الحاجز علما ان اللغة الانجليزية هي لغة ثالثة عند الطالب العربي والبعض يعتبرها رابعة للفرق بين اللغة المحكية والفصحى، ليستطيع ان يتقدم بمسيرته الاكاديمة. فبغض النظر عن موضوع التخصص، فان اغلب الابحاث والدراسات هي باللغة الانجليزية. من هنا اوجه دعوة لزملائي الباحثين والاكاديمين العرب بأن يلتفتوا اكثر لكتابة الابحاث العلمية ليس بالانجليزية فقط، انما بالعربية ونشرها بمنتديات محلية كمحاولة لسد فجوة كبيرة داخل مجتمعنا".

ماذا عن البطالة بين الخريجين العرب وضرورة ربط التعليم بسوق العمل؟
المفارقة هي ان البطالة تنتشر بين جمهور المعلمين بشكل خاص، بينما تكثر الفرص بوجه معلم اللغة الانجليزية. ان معلمي اللغة الانجليزية هم احيانا عملة نادرة بالمجتمعين اليهودي والعربي على حد سواء، حتى ان وزارة المعارف اعلنت عام 2003 بأنها ستفتح الباب لكل من يجيد الانجليزية جيدا ويود ان يعلم الانجليزية، ممن هم ليسوا حملة اللقب الاول على الاقل باللغة الانجليزية وادابها وذلك عن طريق تعلمهم لدروس سريعة لتحضيرهم لهذه المهمة. الوضع اسوأ بالمجتمع العربي اذ ان قلة قليلة تتوجه لتعلم اللغة الانجليزية بالجامعات الاسرائيلية ونسبة قليلة من هؤلاء يتم قبولهم بعد امتحان الدخول. لذلك رغم ان العديد من الطلاب يتوجهون للكليات لتعلم اللغة الانجليزية، الا ان عددهم ما زال قليلا نسبة لعدد معلمي اللغات او المواضيع الاخرى وامكانيات العمل لديهم مفتوحة اكثر وليس بالضرورة في التعليم فقط .

مقالات متعلقة