الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 06:02

وطفة عماش:المرأة الجسراوية المؤهلة يمكنها أن تبلغ أعلى مستويات التقدم

ابراهيم ابوعطا -
نُشر: 17/12/12 16:30,  حُتلن: 15:03

وطفة عماش شابة طموحة تحلم بواقع جديد في قرية جسر الزرقاء تقود مشروع نسائي يحمل عنوان "نساء يولدن من جديد"

وطفة عماش :

الشباب ثروة وهناك حاجة لتنمية قدرات الشباب

إسهامات المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية

صحيح أن الجميع فيما ذلك النساء يتغنى بعهد جديد لواقع ومكانة المرأة لكن الواقع صعب ومؤلم خصوصا في بلدنا جسر الزرقاء حيث أن مجتمع النساء وعلى مدار سنين طويلة حرمن من التعليم

الهدف هنا هو دراسة أسباب الوضع الحالي والوصول إلى بدائل مبتكرة في صنع السياسات العامة من خلالها يتم صياغة سياسات أكثر إيجابية مستجيبة لمطالب المرأة واحتياجاتها

المرأة الجسراوية المؤهلة لديها القدرة والعزيمة والرغبة و كل ما نحتاجه هو فتح المجال لها كي تشارك بكل ما حباها الله من موهبة وعزيمة وقدرة لكي تساهم في بناء مستقبل ناجح ومثمر ايضا

توصياتي أوجِّهها إلى جهات العمل وصناع السياسات وليس إلى المرأة العاملة لأن العتب لا يقع عليها وإنما على التقصير في فهم وتطبيق النظريات الحديثة التي تمكن المؤسسات وجهات العمل من تقديم سياق يدعم عمل المرأة

أعربت وطفة عماش، مركّزة مشروع "نساء يولدن من جديد" في جسر الزرقاء، عن قلقها للواقع الصعب الذي تعيشه النساء والفتيات في قرية جسر الزرقاء، لكنها في نفس الوقت أعربت عن تفاؤلها لمستقبل أفضل لمجتمع النساء في جسر الزرقاء خصوصا بما يتعلق بحق التعليم. وقالت عماش في مداخلتها في مؤتمر نساء خاص احتضنته قرية جسر الزرقاء حمل عنوان " التعليم كحق" : "بالرغم من أن واقع المرأة في قرية جسر الزرقاء بكل ما يتعلق بالتعليم هو واقع مر وصعب، فاليوم النسب لا تذكر وهي شبيهة بالصفر، لأن القليل من مجتمع النساء تكملن مسيرة التعليم، وهنالك مسؤولية على الجميع في سبيل تغيير هذا الواقع المرير وفي سبيل النهوض بحق المرأة في التعليم في قرية جسر الزرقاء. إن تعليم المرأة في جسر الزرقاء سيساهم في تطوير مكانتها وتدعيمها وبالتالي مساهمتها في تطوير الكثير من المجالات ونواحي الحياة".


وطفة عماش- مركّزة مشروع "نساء يولدن من جديد"

تعتبر وطفة عماش إحدى القيادات النسائية الجسراوية التي لم يعقها العمل من الاهتمام بقضايا عمل المرأة الجسراوية والتحديات والمعوقات التي تواجهها، مؤكدة انه هنالك تأثير الثقافة والنوع الاجتماعي على القيادة وعملية صنع القرار والمخرجات الوظيفية.

دراسة أوضاع المرأة الجسراوية
كما طالبت وطفة عماش الى بلورة مشروع علمي يهدف إلى دراسة أوضاع المرأة الجسراوية والعربية، وتقديم التوصيات التي تهدف إلى إصلاح شئونها في جميع المجالات ، مؤكدة الى ان المرأة التي كانت ولا تزال شريكاً رئيسياً للرجل في كافة جوانب الحياة. فالتاريخ يؤكد على إسهامات المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. إلا أن الوضع العام قد تغير الآن نتيجة للتغييرات الحديثة في النظم الاقتصادية والسياسية وتبعاتها الاجتماعية. وبالتالي هنالك حاجة من اجل الاستفادة من الخبرات السابقة في مجالات تمكين المرأة للوصول بالمرأة العربية إلى مستويات تنموية تناسب تاريخ وحضارة وإسهامات المرأة في عصور الازدهار التي شهدتها الدول والولايات العربية.

ليدي-كيف حال وضع المرأة الجسراوية والعربية برأيك؟
وطفه عماش: بكل صراحة وصدق صحيح أن الجميع فيما ذلك النساء يتغنى بعهد جديد لواقع ومكانة المرأة لكن الواقع صعب ومؤلم ، خصوصا في بلدنا جسر الزرقاء ، حيث ان مجتمع النساء وعلى مدار سنين طويلة حرمن من التعليم ، لماذا حرمن من التعليم على اثر الواقع المؤلم والصعب للمجتمع ، من هنا برأيي البداية تاتي من التعليم ، والتعليم كحق للنساء في جسر الزرقاء ، من هنا برأيي البداية يجب ان تبدأ بمشروع دراسة اواضع المرأة الجسراوية .

ليدي-ماذا تقصدين بدراسة أوضاع المرأة الجسراوية؟
وطفة عماش: تتجلى أهمية دراسة أوضاع المرأة الجسراوية والإسهام في صنع سياسات عامة ترفع شأن القرية وتساهم في تحسين مراتبها في مقارنات مؤشرات تمكين المرأة، التكافؤ بين الجنسين في مجالات التعليم، الصحة، الفرص الاقتصادية والسياسية، والقدرة على الوصول إلى مناصب قيادية ومسئولة. وبالتالي فالهدف هنا هو دراسة أسباب الوضع الحالي، والوصول إلى بدائل مبتكرة في صنع السياسات العامة من خلالها يتم صياغة سياسات أكثر إيجابية مستجيبة لمطالب المرأة واحتياجاتها لتحقيق هدف رئيسي وهو رفع مستويات الأداء لدى المرأة الجسراوية في كافة المجالات.

تجربة المرأة الجسراوية
ليدي-ركزت في مبادرتك على المرأة الجسراوية . . هل السبب كونك جسراوية أم كون المرأة الجسراوية نموذجاً صعبا ومؤلمة بحاجة الى التغيير؟
وطفة عماش: سؤال في الصميم .. إنني على يقين من أن اهتمامي بالمرأة الجسراوية وأوضاعها ينبع من تجربتي كامرأة جسراوية عاشت في هذا البلد الكريم و ترعرعت على حبه والشعور بالانتماء لأهله. و لكنني كذلك مهتمة بمسألة المرأة العربية بشكل عام ، و بتجربة النساء في جسر الزرقاء بشكل خاص، لإيماني بأن المرأة الجسراوية المؤهلة يمكنها أن تبلغ أعلى مستويات التقدم وتحقيق الذات، و ما ينقصها هو إتاحة الفرص لها لا غير ، في واقع صعب ومؤلم همشت على مدارس سنين والاصعب انها حرمت ، نعم هذا هو الواقع المرأة الجسراوية حرمت على مدار سنين طويلة لتحقيق ذاتها وحرمت من حقوقها ، هذه الحقوق القيادية والتعليم التي منحها اياها الاسلام ايضا ، من هنا نحن نطالب بحقنا بالتعاليم كحق والقيادة حق والمشاركة كحق والمسئولية كحق.
تعديل السياق القائم

ليدي- هل برأيك وصلت المرأة الجسراوية إلى الدور المأمول منها في عملية صنع القرارات، أم أن دورها هو الإشراف على تنفيذ هذه القرارات؟
وطفة عماش: رغم تفاوت الفرص، المرأة الجسراوية المؤهلة لديها القدرة والعزيمة والرغبة ، و كل ما نحتاجه هو فتح المجال لها كي تشارك بكل ما حباها الله من موهبة وعزيمة وقدرة لكي تساهم في بناء مستقبل ناجح ومثمر ايضا . قدرتها على صنع القرار (وليس فقط تنفيذه) تتعلق بمسألة إصلاح وتعديل السياق القائم والوقاع المؤلم وازالة الحواجز والغاء التهميش لتمكينها من ممارسة دورها كاملاً بإتاحة فرص المساهمة في بناء مستقبل الجيل الجديد من النساء والرجال في هذا البلد الغالي. و لقد رأينا نماذج جبارة لنساء لعبن دوراً قيادياً في تاريخ الاقلية العربية في الداخل الفلسطيني حتى في العالم العربي ، وأعتقد أن المرأة الجسراوية لا ينقصها شيء من ذلك. ورغم صعوبة الظروف الحالية نسبياً إلا أن المرأة الجسراوية قد أثبتت قدرتها في العديد من المجالات المهمة، ومن الممكن لها أن تلعب دوراً أكبر و أكثر فعالية إن أتيحت لها الفرصة.

تطوير المستقبل المهني للنساء
ليدي-الرضا الوظيفي متطلب أساسي للكفاءة والفعالية، ماهي توصياتك للمرأة العاملة؟
وطفة عماش: توصياتي أوجِّهها إلى جهات العمل وصناع السياسات وليس إلى المرأة العاملة، لأن العتب لا يقع عليها، وإنما على التقصير في فهم وتطبيق النظريات الحديثة التي تمكن المؤسسات وجهات العمل من تقديم سياق يدعم عمل المرأة، ويحفزها على تحقيق أهدافها والموازنة بين متطلبات العمل والحياة الخاصة. كثيراً ما يكون تحقيق التوازن المستدام بين مهام العمل والأسرة أمراً صعباً يُلقَى بثقله على كاهل النساء، الأمر الذي يعود جزئياً إلى المعايير والممارسات الاجتماعية والثقافية التي تهمش دور المرأة كعضو فاعل ومنتج اقتصاديا. من هنا أهم التوصيات في هذا المجال ترسخ المعايير والممارسات التي تساهم في تمكين النساء والرجال من المساهمة في الاقتصاد العربي وتطويره وهنا ايضا دور للحكومة التي تهمش الاقلية العربية في هذا المجال. وعلى الرغم من أن مسألة تحقيق التوازن بين مهام العمل والأسرة هي مسألة يتم التعامل معها على المستوى الفردي، فإن هناك الكثير من الأبحاث تثبت إمكانية نجاح مبادرات خاصة في تطوير المستقبل المهني للنساء ، وهنا يتطلب مبادرات عربية وحتى للسلطات المحلية العربية والتي تهدف الى تدعيم واقع بلداتنا وايضا مجتمع النساء.

ليدي-كلمة اخيرة تقولينها؟
وطفة عماش:
بالرغم من أن حديثنا كان على مجتمع النساء ، الا أن كلمتي هي لمجتمع الشباب ولقيادتنا العربية ولعائلاتنا العربية اقول: "الشباب ثروة وهناك حاجة لتنمية قدرات الشباب"، و لذلك فإن كلمتي لصناع القرار أكدت على أننا لسنا بحاجة لحماية الشباب من العالم الخارجي، بل علينا تعليمهم كيفية التعامل معه. علينا خلق الفرص داخل بلدنا وتمكينهم من التعرف على اهتماماتهم ووضع أهداف محددة والتوصل إلى فهم أفضل لما يريدونه بدلا من إعطائهم المحاضرات حول ما يفتقدونه من مهارات أو حكمة. علينا السماح لمرونة أكبر وفتح مساحات وفضاءات أوسع لكي يتمكن من خلالها الشباب من الالتقاء ببعضهم البعض من خلال جمعيات مستقلة وغير حكومية يتم فيها فعلا تنمية المهارات والمواهب الثقافية والأدبية والعلمية وغيرها، جمعيات طلابية يتم فيها الانتخاب المفتوح، معارض للكتاب والفن بعيدة عن سيطرة الجهات الوسيطة. إن الهدف من كل ذلك هو صقل هوية متمكنة وتنمية القدرة على اتخاذ القرارات والتفكير باستقلالية. إذا أردنا أن نبني جيلاً من القيادات الشبابية المؤهلة يجب أن نعترف أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى هدفنا هو توفير المحيط الملائم حتى يستطيعوا صنع القرارات التي تتعلق بهم بأنفسهم وبطريقة مستقلة".

 
الصور خلال مؤتمر "التعليم كحق" للنساء في جسر الزرقاء

 

مقالات متعلقة