الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 01:01

د.سهاد ظاهر ناشف:اسرتي هي قمة كياني والمرأة العربية نموذج للعطاء والتقدم

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 30/01/13 19:20,  حُتلن: 08:44

د.سهاد ظاهر ناشف:

المرأة الفلسطينية تعني لي الكثير كوني أراها أحيانا قوية مميزة مبدعة إنسانة وأحيانا أخرى أراها مستسلمة خاضعة ضعيفة مستضعفة ومقموعة لدرجة أنها تصل لدرجات من جلد الذات من خلال قمع ذاتها وتقبلها دور الضحية

اسرتي هي قمة كياني أنا شريكة الحياة للمفكر والباحث د. إسماعيل ناشف ولنا ثلاث بنات مميزات مبدعات جميلات الروح والعقل والوجه دوزان ونيل وكندة

أسرتي هي مرساتي والمكان الذي فيه أنا والحب فيها هو مصدر قوتي وأساس وجدانيتي وعشقي لحياتنا

علينا النظر للرجل كشريك وليس كعدو علينا التعاون معه لإحداث التغيير وليس الوقوف ضده مع المؤسسة التي تحلم بأن تقمع الرجل العربي الفلسطيني أكثر وأكثر

أنا لا أشارك بأي نوع من الانتخابات لأي مؤسسة رسمية لأنني لا أثق بها أصلا ولا أراها تمثل واقعي وهويتي ووجداني

أحيانا نلتزم الصمت فقط لأننا لا نجيد الكلام والكتابة، تحسبا أن تكون الكلمات لا تف بحق من تحب أن تكتب وتتحدث عنه، واخترنا التواصل معهم فالتواصل سجية الكرماء وأغصان تعانق السماء، لنا اليوم لنا وقفة مع إنسانة أسهمت في إنارة طرق العطاء والتقدم لتصبح نموذج للعطاء والتقدم للمرأة العربية الفلسطينية في مجتمعنا العربي من خلال عملها كمحاضرة في اكاديمية القاسمي وكلية اورانيم، وكذلك عملها كمنسقة لبرنامج الدراسات النسوية في "مدى الكرمل"-المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية. الدكتورة سهاد ظاهر ناشف كنموذج للمرأة العربية كنا معها في حوار مميز وصريح .
 



نبذة مبسطة عن الدكتورة سهاد ظاهر ناشف
د.سهاد ظاهر ناشف: ولدت في مدينة الطيبة في المثلث، أنهيت دراستي الابتدائية والثانوية فيها. أنهيت دراستي للقب الأول والثاني في مجال العلاج الوظيفي في جامعة تل أبيب، في كلية العلوم والمهن الصحية. مباشرة بعد اللقب الثاني في سنة 2003 باشرت الدراسة للقب الثالث في الجامعة العبرية في قسم العلوم الاجتماعية وتخصصت في علم الإنسان الاجتماعي-الصحي. موضوع بحث الأطروحة هو "الممارسات السياسية والاجتماعية على جسد الفلسطيني الميت: حالة معهد الطب العدلي الفلسطيني". عملت في عدة مجالات بداية كمعالجة، ومن ثم كمرشدة ومركزة للطواقم العلاجية والتربوية في منطقة المثلث، القدس ووادي عارة. اليوم أعمل كمحاضرة، مرشدة وباحثة في العلوم التربوية والاجتماعية وطريقي للعمل تتفرع بين باقة وكل بلدان وادي عارة وبين حيفا وكلية أورانيم.

ماذا تعني للدكتورة سهاد المرأة العربية؟
د.سهاد ظاهر ناشف: لا يمكن التكلم عن المرأة العربية في العالم العربي بوصف متجانس وبمعنى موحد. بالنسبة لي وإن كنا نتكلم تحديدا عن المرأة الفلسطينية فهي تعني لي الكثير بنفس الوقت بدءا من كوني أراها أحيانا قوية، مميزة، مبدعة، إنسانة وأحيانا أخرى أراها مستسلمة، خاضعة، ضعيفة، مستضعفة ومقموعة لدرجة أنها تصل لدرجات من جلد الذات من خلال قمع ذاتها وتقبلها دور الضحية. هذه المعاني هي نتاج ما أرى بكل السياقات التي عملت وأعمل بها.

زرت وجلت في مختلف البلدات العربية في مختلف المناسبات. فما وجهة نظرك حيال الوضع العام للمرأة في مجتمعنا العربي؟
د.سهاد ظاهر ناشف: واقع المرأة العربية الفلسطينية اليوم يعكس حالة التهميش والإقصاء التي تمارس من قبل السلطات الإسرائيلية أيضا على الرجل الفلسطيني ، ضف إلى ذلك أنها بحالة تهميش وإقصاء آخر داخل مجتمعها. أي أنها بحالة من التهميش المزدوج الذي يصل أحيانا إلى ثلاثي ورباعي إذا ما كانت مع إعاقة جسدية أو صعوبات في الإنجاب وإلخ إلخ. الإقصاء والتهميش يضعف كيانها ويجعلها بمكان تسهل ممارسة السلطة والهيمنة عليها وعلى جسدها وكيانها ككل. المسؤولية حيال هذا الحال مشتركة وتقع على الرجل والمرأة معا. أنا أرى الكثير من النساء تتقبل القمع وتمارسه على نفسها وعلى إناث أخر لكن بالمقابل أرى الكثير من النساء العربية الفلسطينية تتحدى كل وسائل وآليات القمع والهيمنة والتهميش بشتى الطرق وبكل ما تملك من قدرات.

أين تجدين الدكتورة سهاد في أكاديمية القاسمي ام في كلية اورنيم  ام في مركز مدى أو في مواقع أخرى؟
د.سهاد ظاهر ناشف:  أنا أجد نفسي في كل واحدة من هذه الأماكن بطريقة مغايرة مع بعض أوجه الشبه: ففي أكاديمية القاسمي أجد نفسي كوكيلة لتغيير الكثير من المفاهيم والأيديولوجيات المجتمعية المرسخة في ذهن الطالبات والطلاب من خلال كوني نموذج ومن خلال أجندتي الأكاديمية وما تحويه من محاضرات ومن خلال اختياري للمقالات ومواد القراءة التي أطلبها. في كلية أورانيم أجد نفسي وكيلة لتغيير مفاهيم وأيديولوجيات مجتمعية وسياسية تم ترسيخها في ذهن الطالبات العربيات-الفلسطينيات وكثيرا ما أجد نفسي بموقع قوة لأنني مع معرفة واسعة بعدة مجالات. وهذا شعاري في الحياة المعرفة بكل أنواعها هي القوة. أما في مركز مدى الكرمل، فأنا أعمل هناك منذ ثلاثة أشهر وهناك أجد لي حيزا للبحث بما أحب ومنبرا من خلاله أمارس نشاطي المجتمعي وفاعليتي بمواضيع أؤمن بها مثل كل موضوع قتل النساء.

هل لديك هوايات ؟وما هي الأقرب إلى قلب دكتورة سهاد ظاهر ناشف؟
د.سهاد ظاهر ناشف: أهوى بنفس الشغف قراءة الروايات، الرقص، الاستماع لموسيقى كلاسيكية عربية وغربية والغناء معها

كيف ترى دكتورة سهاد مثل هذه التقارير في ليدي كل العرب في منح المرأة العربية منصه خاصة بها ؟
د.سهاد ظاهر ناشف: بصراحة لم يتسنى لي قراءة تقارير سابقة، لكنني مقتنعة بأن مثل هذا التقرير هو بمثابة فرصة لتعريف الفتيات والنساء على نماذج من النساء القوية ،الفاعلة ذات الفكر المتحرر من أيديولوجيات وقيم استهلاكية ومجتمعية بالية علينا محوها وعدم السماح بأن يتم نقشها على عقولنا وأجسادنا. أجد أنه من المهم من خلال هذه التقارير إيصال الفتيات والنساء إلى نماذج بديلة، واعية وقوية ،ليست مستنسخه هاوية وضعيفة.

الحياة الأسرية للدكتورة سهاد ظاهر ناشف كيف هي ؟
د.سهاد ظاهر ناشف: هي قمة كياني. أنا شريكة الحياة للمفكر والباحث د. إسماعيل ناشف، ولنا ثلاث بنات، مميزات، مبدعات، جميلات الروح والعقل والوجه: دوزان ونيل وكندة. أسرتي هي مرساتي والمكان الذي فيه أنا والحب فيها هو مصدر قوتي وأساس وجدانيتي وعشقي لحياتنا. أسرتي الموسعة مقيمة في مدينة الطيبة، أكن لها كل الحب والفخر والاشتياق. لي أختان وأخ، لنا ذات الشغف للعلم والتقدم، كل بطريقته/ا ووسائله/ا. ذكرى والدتي يمدني قوة ويذكرني دوما بأنه على كل امرأة أن تنص رسالة لها في الحياة، وطيبة قلب والدي تذكرني بأن مجتمعنا ليس بالأبوية التي يفرضها الغرب على قناعاتنا. دعم وعطاء والدة إسماعيل علمني أنه لا شروط في الحب، لها كل الحب والتقدير.

هل لك مشاركة في منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات نسائية ؟
د.سهاد ظاهر ناشف: حاليا أعمل ضمن "لجنة مناهضة قتل النساء" والتي عبارة عن ائتلاف لعدة جمعيات فلسطينية. امثل فيها برنامج الدراسات النسوية في مدى وكذلك أمثل نفسي وإيماني بمنع كل أشكال العنف الموجه ضد النساء. أنا أعمل أكثر في الفكر والذي أؤمن بأنه لا يقل أهمية عن الفعل لأن وراء كل فعل هنالك فكر يوجهه. فمثلا الفكر النسوي هو القاعدة للفعل النسوي والفكر المارسكي هو القاعدة للفعل الماركسي وغيره.

ما اجمل مرحلة في حياة الدكتورة سهاد ظاهر ناشف؟
د.سهاد ظاهر ناشف: أجد كل مرحلة جميلة بذات الدرجة، أجد جمال طفولتي وصباي بتمردي وتميزي والذي رافقهما ألم طبعا، لكنني أفرح وأتألم بنفس الدرجة لذكرياتي في كل مرحلة من حياتي.

بالرغم من غياب المرأة العربية في المجال السياسي، هل لديك توجه سياسي؟
د.سهاد ظاهر ناشف: ربما هنالك غياب كما تقول عن الحلبة السياسية المباشرة لكن برأيي انخراط المرأة الفلسطينية في العمل السياسي ضمن المؤسسة الإسرائيلية نتيجته ازدياد القمع والتهميش لها لأننا لا يمكننا التحرر من السيد من خلال أدواته. وإن كانت بعض النساء تعمل ضمن هذه المؤسسات على إحداث تغيير على واقع المرأة فهذا فعل لا يعي بأننا علينا التحرر من فكرة أن الرجل الأبيض سيحررنا من رجالنا. علينا النظر للرجل كشريك وليس كعدو، علينا التعاون معه لإحداث التغيير وليس الوقوف ضده مع المؤسسة التي تحلم بأن تقمع الرجل العربي الفلسطيني أكثر وأكثر. أنا مثلا لا أشارك بأي نوع من الانتخابات لأي مؤسسة رسمية لأنني لا أثق بها أصلا ولا أراها تمثل واقعي وهويتي ووجداني. برأيي الممارسة السياسية موجودة وممكنة بكل مكان في الشارع، في البيت، في العمل وبكل زمان ومكان، المهم هو عدم التنازل والخنوع لأدوات الهيمنة والسيطرة على كياننا وعقولنا. حين تسرد لابنتك تاريخ فلسطين كما هو وليس كما نصه كتاب وزارة التربية فهذا عمل سياسي لا يقل أهمية عن الصراخ والخطابة المنتصرة في واقع مهزوم بين جدران الكنيست.

وصلت الى لقب الدكتوراة ومحاضرة، لماذا حتى اليوم فشلت المرأة في الوصول الى مراكز سياسية في مجتمعنا العربي حتى على الصعيد المحلي في العمل البلدي في سلطاتنا المحلية، من هو المسؤول عن هذا الواقع؟
د.سهاد ظاهر ناشف: أنا لا أرى عدم وصولها للبلديات أو السلطات واقعا مريرا بل يفرحني ولعله من حظها حتى لو كان ذلك نتاج التهميش الذكوري الذي يمارس ضدها، والتهميش الذاتي الذي هي تمارسه بحق ذاتها. العمل السياسي ضمن السلطات هو طريقة ربما أنا لا أؤمن بها وهنالك الكثيرات ممن يختلفن مع وجهة نظري. برأيي كل امرأة تعمل بشكل وبذهن متحرر حتى لو كربة بيت فقط فهذا عمل سياسي لا يقل أهمية بل ربما أهم من الانخراط بالعمل السلطوي.

قمتِ وشاركت في الكثير من الدراسات والابحاث حول وضع وواقع المرأة العربية، فماذا تقولين عن هذه التجربة؟
د.سهاد ظاهر ناشف: أنا أهوى البحث ربما هذا هو متنفسي في العمل وأداة تطوري الفكري والمهني. كثيرا ما أشعر بأن البحث يزيدني قوة لأنني أزداد معرفة وغنى. هنالك اكتشافات معرفية تجعلني أفرح مثل أنه نسبة الإناث من بين الطلاب/ات العرب في الجامعات تفوق ال-60% وهنالك معرفة تجعلني أتألم مثل أن من يقتل امرأة أو فتاة هو أخ وأب، لكن أؤمن بمقولة الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي ميشيل فوكو، الألم يولد الوعي.

ماذا اكتشفتِ في رحلاتك في هذا العمل النسائي؟
د.سهاد ظاهر ناشف: أكثر اهتماماتي البحثية هي في فلسفة وممارسة الموت، واكتشفت بأننا بحالة هروب متواصلة من الموت بكل ما نعمل في حياتنا يوميا. وأننا نرى الموت كنهاية خارج الحياة مع انه جزء من الحياة واستمرارية لها. اكتشفت أن الناس لا تعي كم هو سيئ عدم وجود الموت في حياتنا وأن حياتها ستكون أصعب بدونه. اكتشفت أن الناس تشفق على ذاتها حين يموت عزيز أكثر مما تشفق على من فقدت. كلها دلالات على أنانية الإنسان.

- بماذا تصفين مايلي:
د.سهاد ظاهر ناشف:  الإنسان: ممثل على خشبة مسرح الكرة الأرضية
السفر: فرصة لتغذية العقل بالمعرفة والروح بالمتعة
الحبّ: أسمى المشاعر الإنسانية
الكره: صحي لنعرف قيمة الحب
سهاد ظاهر ناشف: أنا بكل ما أنا
الكلية: منبر وفضاء لتحقيق بعض من ذاتي
عملك ودراساتك: وسائل كياني واستمراريتي
الأم: شريكة الأب ومرساة البنات والأبناء
الشباب/الصبا: في الروح والعقل
المرض: يذكرنا بالموت وبكون الجسد ألة لا بد من صيانتها
الجنون: الحقيقة وقمة الإنسانية

هل من كلمة أخيرة تقولينها على شرف هذا التقرير؟
د.سهاد ظاهر ناشف:  أشكر ملحق ليدي كل العرب على منحي هذه الفرصة التي أرى لها قيمة كبيرة بنشر التوعية بين الفتيات والنساء، على أمل أن تكون تقارير أخرى عن نساء واعية وقوية. وعلى شرف هذا التقرير عندي شكر وامتنان لنساء كن بمثابة صديقات وأمهات وأخوات بدعمهن وحبهن لي على مدى نموي وتطوري المعرفي والأكاديمي، بدءا بمعلمتي نجوى عبد الباقي التي علمتني اللغة العربية في المرحلة الابتدائية فهي من نقشت بعقلي وحفرت بروحي أنني مميزة ولي قدرات تفوق الأخريات، أشتاق لها. استمرارا بفاتنة عبد الرازق مديرة مركز الدعم التعليمي في الطيبة، د. دالية فضيلي نائبة رئيس كلية القاسمي وبروفسور نادرة شلهوب كيفوركيان، محاضرة في الجامعة العبرية ومديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى، هي أغلى امرأة في حياتي.

 

مقالات متعلقة