الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 10:01

قنوات الأناشيد وكيفية تأثيرهل على أطفالنا

أماني حصادية -
نُشر: 18/06/13 13:46,  حُتلن: 14:19

من المفهوم أن الأم تحتاج إلى فترات راحة وتحتاج إلى إنجاز أعمالها المختلفة ولكن هذا لا يعني أن يكون التلفزيون سلة مهملات نلقي أطفالنا فيها أغلب اليوم

واجب الأم ليس أن تبقى تلاعب طفلها وإنما أن توفر له البيئة المناسبة قدر المستطاع مع أطفال مقاربين في السن وفي أماكن مفتوحة وأن تتيح لصغيرها اللعب في البيت وتوفر له مكانا آمنا يخرج فيه طاقته

عندما كانت ابنتي الصغيرة في الثالثة من عمرها لاحظت قلة كلماتها، فذهبت لإستشارة أحد أكبر أطباء نفسي الأطفال، فقد كانت فرصة لي لسؤاله عن أمور تربوية أخرى، وفور أن عرضت له ملاحظتي عن قلة كلام ابنتي سألني سؤالا واحدا: كم من الوقت تتركين ابنتك أمام قنوات الأناشيد؟ في الحقيقة أذهلني سؤاله.. فهو لم يسألني هل تشاهدها أم لا، وإنما سألني عن معدل المشاهدة.. أجبته بدهشة: أتركها كثيرا أمام هذه القنوات.. ابتسم بغيظ.


صورة توضيحية

بادرته: كيف عرفت أنها تتابع هذه القنوات طويلا؟.. قال: منذ ظهرت قناة (***) – أول وأشهر قناة أناشيد للأطفال وتبعتها قنوات أخرى على نفس المنوال، وقد زاد تردد الأهالي على أطباء نفسية الأطفال بشكل كبير، يشكون من تأخر كلام الأطفال، وغرابة تصرفاتهم، كثيرون يشكون في إصابة أبنائهم بالتوحد أو فرط الحركة وتشتت الانتباه، وبعضهم وجد تشابها بين سلوكيات الأطفال وبين ما قرأه عن الوسواس القهري! وتابع: "لقد أنعشت هذه القنوات عياداتنا نحن الأطباء، مع الأخذ في الاعتبار أن من يلجأون لطبيب نفسي لمثل هذه الظواهر هم قلة من أصحاب الوعي من الآباء والأمهات، ما يعني أن نسبة أكبر من الأطفال في العالم العربي تأثرت سلبيًا بهذه القنوات".

خطورة التكرار
وقال أنه يعتبر هذه القنوات من "الكبائر" التربوية، فهي تشغل الصغار عن الأهل، وتهدئ بكاءهم وأنينهم، ولكنها تقتل إبداعهم، بعرض صور تكرارية سريعة مرتبطة بإيقاع ثابت، وتظل نفس الأناشيد تعرض، حتى إن الطفل قد يشاهد النشيد الواحد 10 مرات في اليوم، وهو ما يعني أننا نضع عقول الصغار التي تتفتح على الحياة تحت أسطوانة مشروخة تدهس أولا ميلهم للحركة وهو ميل طبيعي وصحي فتجعلهم يتسمرون أمامها بلا حراك وتتعلق عيونهم بما يرون بالساعات، وهي تدهس ثانيًا فضولهم العقلي وميلهم لاستكشاف بيئتهم ولمس الأشياء والفك والتركيب والكلام مع من حولهم. هذه القنوات تكدس في عقول الأطفال كلمات كثيرة ومكررة لا يفهمون أغلبها مرتبطة بحركة وإيقاع، مما يجعل الكلمات بالنسبة لهم غير ذات معنى، وهو ما يعطل الاستجابة الطبيعية لديهم لفهم الكلام وترديده، فقنوات الكارتون رغم ما فيها من خلل أرحم كثيرًا لأنها تعرض قصة للطفل. وأخيرًا نصحني بمنع هذه القنوات فورًا، والبدء في الإهتمام بصغيرتي بالحديث معها كثيرًا، وقراءة القصص المصورة، ودفعها للقيام بأنشطة مختلفة مثل الرسم والتلوين واللعب المفتوح... وهو ما جعلني أتدارك – بفضل الله تعالى- تقصيري، وألحظ التطور في الكلام عند طفلتي سريعًا مثل الأطفال في سنها.

التلفزيون والخلاص من الأطفال
من المفهوم أن الأم تحتاج إلى فترات راحة، وتحتاج إلى إنجاز أعمالها المختلفة، ولكن هذا لا يعني أن يكون التلفزيون سلة مهملات نلقي أطفالنا فيها أغلب اليوم، فقد كان الأطفال في السابق عندما كانت الحياة أبسط وأأمن يلعبون مع أقرانهم في الشوارع والبيوت والنوادي، أما اليوم فكل طفل يعيش في جزيرة منعزلة أمام شاشة تلفاز هو دائمًا الملتقي فيها، ولا يجد فرصة للتجاوب كما في الحياة الفعلية. وواجب الأم ليس أن تبقى تلاعب طفلها، وإنما أن توفر له البيئة المناسبة قدر المستطاع، مع أطفال مقاربين في السن، وفي أماكن مفتوحة، وأن تتيح لصغيرها اللعب في البيت وتوفر له مكانا آمنا يخرج فيه طاقته، ويكتشف إبداعه. أما قنوات الأناشيد فلتكن شيئًا استثنائيًا، يطالعها الطفل كل أسبوع أو أسبوعين لفترة وجيزة ضمن لعبه مع أمه أو إخوته مثلًا لإضفاء جو من الابتهاج، وليست كطقس يومي يعزل عقله وجسده عن الحياة في عالم من التكرار والرتابة.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة