الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 13:01

للأهل: أهم وأبسط النصائح لمواجهة مشاجرات الأبناء

أماني حصادية -
نُشر: 18/06/13 14:12,  حُتلن: 14:20

الشجار بين الأبناء شأنه شأن أي مشكلة أسرية تحتاج من الأب أو الأم التحلي بقدر من الصبر والحكمة والتريث وحسن الإنصات لجميع أطرافها

هناك من الآباء والأمهات من يعتبرون الشجار بين الأبناء دليلًا دامغًا على عجزهم عن تربية أبنائهم تربية صحيحة وبرهانًا صريحًا على فشلهم في جعلهم متحابين متسامحين متراحمين فيما بينهم

كثيرًا ما يصاب العديد من الآباء والأمهات بصدمة وشعور باليأس وخيبة الأمل وقلة الحيلة إزاء المشاجرات المستمرة التي تحدث بين الأبناء، والتي لا يكاد يخلو بيت منها. تلك المشاجرات التي لا يجيد معظمهم التعامل معها بحكمة، بل يزيدونها - وللأسف الشديد - تعقيدًا وغالبًا ما يكونون سببًا مباشرًا في اشتعالها، سواء لكثرة النزاعات والخلافات الزوجية التي تحدث أمام الأبناء، أو بسبب التفريق بين الذكور والإناث في المعاملة، أو تفضيل أحد الأبناء على الآخرين وتمييزه وتخصيصه بالهبات والهدايا، الأمر الذي يولد الكراهية والحقد بينهم ويجعلهم دومًا في حالة استعداد وتأهب للتنازع والدخول في معارك لتفريغ ما بداخلهم من شحنات غضب وألم..


صورة توضيحية

هناك من الآباء والأمهات من يعتبرون الشجار بين الأبناء دليلًا دامغًا على عجزهم عن تربية أبنائهم تربية صحيحة، وبرهانًا صريحًا على فشلهم في جعلهم متحابين متسامحين متراحمين فيما بينهم، الصغير منهم يحترم الكبير، والكبير يعطف ويحنو على الصغير، ولا يؤذي أحدهم الآخر بأي شكل من الأشكال سواء بالضرب أو الشتم أو الاستفزاز. غير ملتفتين إلى أن هذا الشجار يعد في أحايين كثيرة أمرًا صحيًا ومفيدًا حيث يتعرف الأبناء من خلاله على إمكاناتهم ونقاط القوة والضعف عندهم وكيفية التعبير والدفاع عن أنفسهم، كما يجربون تذوق حلاوة الانتصار ومرارة الهزيمة، وينفسون عن الغضب والطاقات المكبوتة بداخلهم.

الشجار بين الأبناء شأنه شأن أي مشكلة أسرية تحتاج من الأب أو الأم التحلي بقدر من الصبر والحكمة والتريث وحسن الإنصات لجميع أطرافها دون محاباة أو جور للنجاح في حلها والسيطرة عليها قبل استفحالها.. وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن بها مواجهة هذه المشكلة:

أولًا: أن يحرص الآباء والأمهات على ألا يكونوا سببًا مباشرًا في خلق حالة من العداء والغيرة والكراهية بين الأبناء، ويتحقق ذلك بالعدل والمساواة وعدم التمييز بينهم، كما يتحقق في بُعد هؤلاء الآباء والأمهات عن التشاجر أمام أبنائهم لما في ذلك من أخطار ومثالب وآثار بالغة ربما تلازمهم طوال حياتهم وتسبب لهم عقد نفسية يعاني منها أبناؤهم فيما بعد.

ثانيًا: التدخل فورًا لفض الاشتباك إذا ما كان أحد الأبناء عرضة للإصابة بأذى جسدي بأن يطلب منهم الأب أو الأم التوقف في الحال عن التشاجر.

ثالثًا: الاستماع جيدًا لطرفي الشجار "المعتدي والمعتدى عليه" بعد أن يتوقف الضرب والسباب ويتحقق الهدوء، ومحاولة معرفة من الذي بدأ بالشجار ولماذا، وقتها سيحاول كل طرف تبرئة نفسه وتحسين موقفه ولكن على أحد الوالدين أو كليهما انتزاع الحقائق بحكمة وحنكة لإنصاف المظلوم وتوبيخ ومعاقبة المخطئ.

رابعًا: لا ينبغي تدخل الأب أو الأم لفض الشجار إذا لم يكن هناك ضرب أو أذى من أي نوع، لأن الأبناء في حاجة إلى تلك المشاجرات، حيث يتعلمون من خلالها أمورًا كثيرة، كما أنه لا ينبغي أن تكون هناك سيطرة مفروضة على الأبناء في كل مشاجرة لأن هذا الأمر يجعل العلاقة بينهم غير طبيعية ومضبوطة بسلطة الأب أو الأم، مما يجعل حالة العداء بينهم تطول وستكون علاقتهم ضعيفة هشة، وسيفضلون الانفصال عن بعضهم البعض في أول فرصة سانحة.

خامسًا: على كل أب وأم أن يوضحوا لأبنائهم أنهم ليسوا ضد محاولتهم فض الخلاف بأنفسهم، ولكن ضد الضوضاء التي يصلون إليها لفض خلافهم، وإذا كان الخلاف على لعبة فيمكن أخذ اللعبة منهم جميعاً، مع إخبارهم بإمكانية استرجاعها بعد أن يتوصلوا إلى اتفاق، وقد يحتاج الأمر إلى الفصل بينهم لمدة قصيرة.

سادسًا: ربما تكون المشكلة أشد صعوبة عندما يكون فارق السن كبيرًا بين الأولاد المتنازعين، ورغم أن الكبير أقوى من الصغير إلا أن الصغير قادرٌ أيضاً على إزعاج الكبير، لاسيما أنه قد يحتمي بصغره.

سابعًا: عدم الانحياز إلى أحد الأبناء ضد الآخر، مع ضرورة إشعار الابن الكبير أن عليه أن يعطف على أخيه الصغير ويصبر عليه قدر الإمكان، وإن لم يستطع الصبر وجب عليه اللجوء لأحد والديه لمساعدته في حل المشكلة قبل تفاقمها.

ثامنًا: عدم التعجل في معاقبة المذنب فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والإنتقام، وقد يقع العقاب على البريء فيشك الطرفان في سلامة حكم الأب أو الأم في المستقبل .

تاسعًا: عدم مقارنة الواحد منهم بالآخر بالقول لأحدهم: (إن أخاك كان أفضل منك عندما كان في سنك)، أو ( إنك على عكس أخيك فهو يطيعني وينفذ كل ما أقوله له)، فإن ذلك يجعل الولد يشعر دائمًا بالذنب من نفسه، والغيظ من أخيه، كما أن تكرار هذه المقارنة يجعل الولد يكره التشبه والإقتداء بأخيه رغم صفاته الحسنة.

عاشرًا: من الطرق المناسبة لإمتصاص ثورة العراك بين الأطفال تحويل نقمتهم وغضبهم إلى نوع من العمل الإيجابي السليم، كمساعدة الغير أو دعوتهم إلى مساعدة أمهم أو ما شابه، ومن الخطأ أن يتوقع الآباء أن يتصرف الأبناء بعقليتهم!.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة