الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 02:02

الحلويات والنشاط الزائد لدى الأطفال... حقيقة علمية أم شائعة متوارثة

كل العرب
نُشر: 08/07/13 12:39,  حُتلن: 08:27

تبيّن أن السكر لا يؤثر بشكل يذكر على سلوك الأطفال.

الإفراط في تناول السكر يؤدي الى متاعب صحية لا يختلف حولها طبيبان .

في الوقت الذي يعتقد معظم الآباء والأمهات بوجود علاقة قوية بين السكر و الحلوى وارتفاع مستوى النشاط لدى الأطفال، يذهب آخرون باعتقادهم إلى أبعد من ذلك حيث يرون أنها قد تجعل الأطفال أكثر عنفاً لعدم قدرتهم على تفريغ كل تلك الطاقة التي يكتسبونها خلال ممارستهم لأنشطتهم اليومية العادية.

دراسات عديدة وأفكار مسبقة 

عدة دراسات علمية برأت السكر من التهم المنسوبة إليه ، فمثلاَ سبق أن طالبت صحيفة نيويورك تايمز وصحف عالمية أخرى الأمهات والآباء بالتخلي عن اعتقادهم الخاطئ بأن السكر والحلويات مسؤولين عن زيادة نشاط الأطفال ، حيث أكدت الصحيفة الأميركية عام 1995 أن باحثون قاموا بتحليل نتائج أكثر من 23 دراسة حول السكر والسلوك ، وتبيّن أن السكر لا يؤثر بشكل يذكر على سلوك الأطفال ، وأكد الباحثون أن دراستين أدانتا السكر بالتأثير على سلوك الأطفال عامي 1980 و1986 رسختا في أذهان الأمهات .


الصورة للتوضيح

كما نقلت مجلة " بيزنيس وييك " عن المجلة الطبية البريطانية رأي باحثين من جامعة أنديانا حول علاقة الحلويات والسكر بفرط الحركة لدى الأطفال ، إذ قدم الباحثون أدلة مقنعة تفند تلك الشائعة بحسب المجلة الأميركية ، والتي وصفت الأمر بالقضاء على أسطورة شعبية متكررة .

ويرى معهد مواد الأبحاث العلمية الأميركي - يختص بضمان أفضل الاستخدامات للعلوم والهندسة في الأبحاث المختلفة - أنه لا علاقة للسكر بفرط الحركة لدى الأطفال أو بالتأثير على سلوكهم ، وبرر المعهد وجود بعض الدراسات التي تشير إلى العكس ، بسيطرة مسبقة لفكرة مسؤولية السكر وتأثيره على سلوك الأطفال على عقول القائمين على تلك الدراسات.

اعتقاد خاطئ وشائعات 

وأكد المعهد الأميركي أن الأمر لا يتجاوز كونه اعتقاد خاطئ لدى الأمهات ، مشيراً إلى أنه تم في إحدى الدراسات تقسيم عدد من الأطفال إلى مجموعتين ، وعلى رغم أن أطفال المجموعتين كانا يتناولان نفس القدر من الحلويات ، إلا أنه تم إخبار أمهات المجموعة الأولى أنه تم السماح للأطفال بتناول عدد كبير من الحلويات ، بينما أخبرت أمهات المجموعة الثانية بأنه لم يتم السماح للأطفال بتناول الحلويات ، وهو ما جعل أمهات المجموعة الأولى يؤكدن أن أطفالهن ظهرت عليهم ملامح فرط في الحركة ونشاط زائد بالإضافة إلى إظهار بعض الأطفال لنوع من الميول نحو العنف ، وفي المقابل لم تشر أمهات المجموعة الثانية إلى أي سلوك غريب أظهره الأطفال ، وهو ما يؤكد بحسب المعهد أن تأثير السكر على سلوك الأطفال في مخيلة الأمهات يجعلهن يفسرن تصرفات الأطفال المعتادة بشكل خاطئ ، وأضاف المعهد - في تأكيده على ذلك - بأن بعض الآباء والأمهات يربطون شغب الأطفال وكثرة حركتهم في الحفلات التي يتم توزيع عدد كبير من الحلويات فيها بتأثير السكر والحلويات التي تناولها الأطفال ، بينما يؤكد المعهد أن السبب الحقيقي يعود إلى فرحة الأطفال وسعادتهم في تلك المناسبات والتي يعبرون عنها جسدياً باللعب والتحرك والحركة الزائدة .

أيضاً نقلت بي بي سي تجربة مماثلة شملت طفلين ، حيث تم إيهام والديهما أنه سيتم منحهما غذاء خاليا من السكر في اليوم الأول ، وغذاء غنياً بالسكر في اليوم الثاني لتسجيل التغيرات التي قد تطرأ على سلوكهما ، وأكد الأبوين ملاحظة هدوء نسبي على الطفلين في اليوم الذي لم يتناولا فيه أي سكريات ، بينما سجلا بعض الفرط الحركي في اليوم الذي تناولا خلاله كمية كبيرة من السكر ، وبحسب البي بي سي : أصيب الوالدين بنوع من الذهول حين تم إخبارهما أنه جرى منح الطفلين نفس الكمية من السكريات في اليوم الأول والثاني ، وهو ما اعتبر دليلا قاطعاً أن جميع الدراسات التي تدعم علاقة السكر بسلوك الأطفال لا تصمد أمام الاختبارات العملية .

وعن تاريخ هذا الاعتقاد ، أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن ارتباط السكر بفرط الحركة وتأثيره على سلوك الأطفال أثير للمرة الأولى عام 1922م ، وأعيد طرحه مرة أخرى بتفاصيل أكثر عام 1947م ، وفي العام 1970م تم اعتبار السكر عامل رئيس في التأثير على بعض السلوكيات ، وتوالت الدراسات بعد ذلك ، إلى أن تم تحليل نتائج 23 دراسة أجريت على مدار 12 عاماً ، وخلصت نتائج التحليل إلى عدم وجود أي تأثير مباشر للسكر على سلوك الأطفال أو من قدرتهم على التعلم .

الافراط في تناول السكر 

يذكر أن ما قد يجلبه الإفراط في تناول السكر من متاعب صحية أمر لا يختلف حوله طبيبان أو خبيران صحيان ، خصوصاً ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم ، بالإضافة إلى أمراض القلب والسكري وزيادة الوزن في حال عدم ممارسة الرياضة ، والعديد من الآثار الجانبية السلبية الأخرى ، والتي تكون حظوظ الإصابة بها بالنسبة للمفرطين في تناول السكر أكثر من غيرهم .

مقالات متعلقة