الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 17:02

وفاء سليمان مديرة برنامج القصّة والمسرح-كاريف: الطفل العربي قابل للتطور

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 27/12/13 16:31,  حُتلن: 10:52

وفاء سليمان:

نحن نؤمن بأن الطفل العربي – مثل باقي أطفال العالم – قابل للتطور والانطلاق نحو الافضل وعلى هذا نحاول المساهمة من خلال برنامجنا في العمل مع أطفالنا، بما يثري قدراتهم عامة ويدعم بناء فكرهم وتعبيرهم

قمنا ببناء وتطوير مراكز إثراء وهي عبارة عن مكان ثابت يُحضّر فيه لعروض مسرحية تم التحضير ل12 مسرحية من نصوص وديكورات وتحضير مرشدات

أطفال البلد يزورنه ثلاث او اربع مرات في السنة المركز الاول موجود في مدينة طمرة للسنة العاشرة على التوالي بدعم مادي من بلدية طمره ووزارة المعارف ومشروع كاريف والمركز الجماهيري

"نحن نؤمن بأن الطفل العربي – مثل باقي أطفال العالم – قابل للتطور والانطلاق نحو الافضل، وعلى هذا نحاول المساهمة من خلال برنامجنا في العمل مع أطفالنا، بما يثري قدراتهم عامة ويدعم بناء فكرهم وتعبيرهم" – هذا ما قالته وفاء سليمان مديرة برنامج القصّة والمسرح في كاريف، في لقاء خاص مع ليدي كل العرب، واضافت تقول:" إننا ندرك جيدًا مراحل نمو الطفل وحاجاته، وعلى هذا الاساس قمنا باختيار القصة كعماد لبرنامجنا، كونها وسيطًا تربويًّا ممتعًا، يوفر سياقًا فكريًّا وعاطفيًّا واجتماعيًّا وجسديًّا. وارتأينا بعد الدراسة أن المسرح هو أفضل طريقة لإخراج القصة الى عالم الحياة، فالتفاعل السحري للطفل مع المسرح الذي يؤمّن تطبيقا مجسدًا ومحسوسًا وبتواصل مباشر بين شخصيًّات القصة والطفل، جعلنا نستعمل المسرح بأنواعه، مسرح الدمى، مسرح خيال الظل، والمسرح البشري، كأساس لبرنامجنا.


وفاء سليمان مديرة برنامج القصّة والمسرح في كاريف


دعونا وإياكم مع وفاء سليمان مديرة برنامج القصّة والمسرح في كاريف في لقاء خاص مع ليدي كل العرب وموقع العرب.
وعن مسار المشروع قالت وفاء سليمان لليدي كل العرب:"بدأ البرنامج في منتصف التسعينيات، فبعد الفحص والبحث الذي قامت به ادارة كاريف، حول برامج اثراء جيل الطفولة المبكرة في المجتمع العربي، والخروج بالاستنتاج بعدم وجودها. ( إدارة كاريف متمثلة بالأستاذ إلياس عيدي عن المجتمع العربي).
فبدأت إدارة كاريف بالتوجه إلى جهات مختصّة في جيل الطّفولة، ومن ثم انطلق المشروع متعرجًا ومواجهًا للكثير من الصعوبات ومصحوبًا بالتغييرات والإصلاحات على مدى المسار، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. وما زلنا حتى اليوم، نعمل وبشكل دؤوب على تطوير المشروع بحسب الامكانيات الماديّة والبشريّة والمتطلبات والدراسات والتجربة.
من أصعب الأمور التي واجهتنا في بناء البرنامج هو البحث عن مختصين في الكتابة المسرحيّة وفي جيل الطّفولة معًا، إلى أن وجدنا السيدة القاهرة عبد الحي، التي قامت بمسرحة القصص وكتابة الفعاليات الخاصّة بالبرنامج.
قامت بكتابة برنامج مبني ومُوحد وما زلنا نعمل على متابعة بنائه، ويجب التنويه اننا بدأنا كتابة البرنامج من خلال العمل... أي اننا لم نكتب البرنامج ومن ثم انطلقنا إلى العمل، بل إن العمل كان المنطلق، ومن ثم بدأنا كتابة البرنامج بحسب التجربة. ومع تطور العمل تطورت كتابة البرنامج وأصبح الاثنان يثريان بعضهما البعض. واليوم نملك برنامجا مبنيًّا ومُوحدًا في حالة تطور دائمة، أي ما يعرض من مسرحيّات وفعاليّات هي واحدة، بدءًا من مناطق الشمال الى مناطق الجنوب. وما تبقى هو عملية التطبيق وتدريب كوادر العمل لتنفيذ المشروع. نؤمن ان التنفيذ هو الأصعب والأهم، لذا فنحن نستثمر في مرشدينا من خلال الاستكمالات والتدريبات والمرافقة الميدانية، لمحاولة الوصول بالمرشد لما هو أفضل وأجود لأطفالنا، وكل ذلك من خلال الموارد البشرية المختصة والموارد المادية المتاحة. يموّل مشروع كاريف من قبل وزارة المعارف وصندوق كاريف 50 % والسلطة المحلية 25% والأهل 25%، الانضمام لمشروع كاريف يتم بقرار من وزارة المعارف، وذلك من خلال توجه السلطة المحلية بطلب لوزارة المعارف وصندوق كاريف.

دعم بناء فكر الأولاد وتعبيرهم
وعن الرؤيا تحدثت الينا وفاء سليمان وقالت:"نحن نؤمن بأن الطفل العربي – مثل باقي أطفال العالم – قابل للتطور والانطلاق نحو الافضل، وعلى هذا نحاول المساهمة من خلال برنامجنا في العمل مع اطفالنا، بما يثري قدراتهم عامة ويدعم بناء فكرهم وتعبيرهم". واردفت وفاء سليمان" أما الأهداف العامة فهي:
- كشف الطالب من خلال القصة على عالم متنوع يؤدي الى التعرف على ذاته وتطوير فكره.
- تنمية القدرة التماثلية لدى الأطفال مما يؤدي إلى اتخاذ مواقف وقرارات حياتية.
- تنشيط عملية معرفة الذات وفهمها، مما يساعده على شرحها والتعبير عن مكنوناتها.
- تعريض الطالب لتيّار من التعابير اللغوية الفصحى والعامية مما يساعده على التعبير الذاتي الواضح، فتزوده بالمفردات والتراكيب والجمل والعبارات الجديدة وتثري حصيلته اللغوية.
-كشف الطالب على عالم متنوع من الحوار من خلال المسرح، مما يؤدي الى رفع مستوى قدراته الحوارية والتفكيرية.

أماكن تنفيذ المشروع
وعن الاماكن التي ينفذ فيها المشروع قالت وفاء سليمان:"المشروع ينفذ في الروضات والبساتين والمدارس الابتدائية ومراكز الاثراء.
كانت البداية في الروضات والبساتين التابعة لوزارة المعارف، بمساعدة ودعم من المفتشات ومربيات الروضات والبساتين ولهن جزيل الشكر، وذلك في القرى والمدن المتواجد فيها مشروع كاريف ( أي أن مشروع كاريف موجود في أماكن محدودة وليس في كل القرى والمدن العربية مثل، الناصرة وطمرة وسخنين وشفاعمرو وكابول ويركا وكسرى، وجديدة المكر ودنون والعرامشة وجت ومعليا وحرفيش والبقيعة والجش وترشيحا والمقيبلة وطمرة الزعبية، والطيبة الزعبية وصندلة وطرعان والبعينة واللد والرملة والجولان)، في البداية كانت بضع ساعات أما اليوم فالعدد بآلاف الساعات سنويًّا.
يحتوي البرنامج في الروضات والبساتين حوالي 60 مسرحية وعلى 30 مرشدة، كل مرشدة تعمل 25-30 ساعة أسبوعيًّا، كل المرشدات يتدربن ويستكملن من قبل مختصين ويتابَعن ميدانيًّا من قبل مرشدات قياديّات مثل السيدة ماجدة زريق والسيدة كلثوم سليمان، كما وتحضر السيدة نجاح فطوم كل الديكورات واللوازم اللازمة لكل القصص.
كان البدء من خلال عرض مسرحية أسبوعيًّا لكل روضة (مسرح متنقل) – أي أن الطفل يشاهد اثنين وثلاثين- 32- عرضًا مسرحيًّا سنويًّا، من قبل مرشد متدرب يعرض مسرحيّات تعتمد على مسرح الدمى، ومسرح الظل والمسرح البشري أو الدمج بينهما، وقسم كبير من المسرحيّات مبني على مشاركة الاطفال في المسرحية.
هدفنا في الروضات والبساتين ليس عرضًا مسرحيًّا بحتًا فحسب، وإنما الوصول للأهداف التي استعرضتها سابقًا.

البرنامج في المدارس الابتدائية
وعن البرنامج في المدارس الابتدائية تحدثت وفاء سليمان وقالت:"في مرحلة لاحقة انطلقنا للعمل في المدارس، في الصفوف الاولى والثانية والثالثة، نحن نعمل حاليًّا في المدارس التالية، في الناصرة في مدرسة بير الأمير والحرش وجبران خليل جبران والشرق الرازي ومي زيادة والمعمدانية، وفي يافة الناصرة في مدارس يافا "أ" و "ب" و "ج"و "د"، مدرسة المقيبلة "ا" ومدرسة الناعورة وطمرة الزعبية والطيبة الزعبية، ومدرسة المكتب في شفاعمرو، مدرسة الرازي والنجاح في البعينة، ومدرسة النجاح في سخنين، ومدرسة عين الأسد الإبتدائيّة وعمر بن الخطّاب في جديدة المكر. وهنا القصة كانت ذات ابعاد أعمق، بسبب الجيل الذي يمنح الطلاب مساحة أوسع، للتعبير عن افكارهم ومشاعرهم وحاجاتهم، والتواصل البنّاء مع المرشد وفيما بينهم. تمنح من خلاله حصة أسبوعيًّا أي ما يعادل 32 درسًا في السنة. فالأهداف في المدارس بقيت على ما هو مذكور أعلاه، ولكن دور الطلاب كان اكبر مشاركةً وتعبيرًا.
نحن ننفذ مشروعًا نموذجيًّا قامت في كتابته القاهرة عبد الحي، ونفذته كلثوم سليمان بدايةً في مدرسة الحرش التجريبة في الناصرة، واليوم نعمل على تعميمه في العديد من المدارس الابتدائية.
في المشروع ندمج قيم برنامج "مفتاح القلب" وهو برنامج تابع لوزارة التربية والتعليم، يعمل على تذويت قيم مختلفة لدى طلابنا - وذلك بالتعاون مع قسم التعليم الابتدائي متمثلاً بالأستاذ صلاح طه.
كما ولدينا مشروع يعمل مع الامهات في مدرسة الشرق في الناصرة، وذلك من خلال تدربيهن على عرض قصص بشكل ممتع ومهني مع طلاب المدرسة، وتقوم بهذا التدريب السيدة ماجدة زريق.
نتعاون فكريًّا وتنفيذيًّا في مشروع "إبداعات" الّذي يهدف الى تشجيع الكتابة الابداعية في جميع مدارس لواء الشّمال، والذي يقوم برعايته وتوجيهه مفتش لواء الشّمال الأستاذ أحمد بدران.

مراكز الإثراء
أما عن مراكز الاثراء فقد قالت وفاء سليمان: "قمنا ببناء وتطوير مراكز إثراء وهي عبارة عن مكان ثابت يُحضّر فيه لعروض مسرحية، تم التحضير ل12 مسرحية من نصوص وديكورات وتحضير مرشدات.
أطفال البلد يزورنه ثلاث او اربع مرات في السنة. المركز الاول موجود في مدينة طمرة للسنة العاشرة على التوالي، بدعم مادي من بلدية طمره ووزارة المعارف ومشروع كاريف والمركز الجماهيري، يزوره في السنة 1500 طفل، اي كل اطفال الروضات والبساتين التابعة لوزارة المعارف 50 روضة وبستانًا، لثلاث او اربع مرات سنويًّا، وتعمل فيه السيدة هيام ذياب والسيدة تهاني صفوري، وعن قسم الحركة السيدة نداء خطيب وبمتابعة دؤوبة من السيدة سمية أبو الهيجا مديرة قسم الطفولة في البلدية، والمفتشة سهيلة عصفور، المركز الثاني في قرية الرينة للسنة الثانية بدعم مادي من المجلس المحلي ومشروع كاريف، وتعمل فيه السيدة ماجدة زريق، يخدم المركز كل روضات وبساتين الرينه 20 روضة وبستانًا، اي ما يعدل 600 طفل. المركز الثالث موجود في قرية كسرى اقيم بدعم مادي من مشروع أشاليم، تعمل فيه المرشدة ريما بكري والمرشدة ميساء خلايلة، وبمتابعة ادارية من المفتشة ايهاب قاسم والسيد زينات بيسان مديرة مركز الطفولة. ويقدم خدمات ل20 روضة وبستانًا، اي ما يعادل 600 طفل يزورون المركز لثلاث مرات سنويًّا. ومن الأهداف الاضافية كشف وتعريض الاطفال لحضارة غير موجودة في محيطهم القريب.

ليدي: كيف كان تجاوب الطواقم التعليمية مع برنامجكم؟
وفاء: تجاوب الطواقم التعليمية – مفتشات ومربيًّات - والأهالي على خير وجه، فمع تقدم كشفهم لأهمية البرنامج ونجاعته ازداد دعمهم وتفاعلهم المبارك.
نحن لا نبحث عن تغيير مجتمع، وانما نعمل في المساهمة في تقديم طرق تعلم ممتعة وتواصل بنّاء لأطفالنا.
مجتمعنا لا يملك القدرات والخامات المرجوة، لذلك فإننا نعمل من خلال برنامج مبني من قبل مختصين، ونقوم بتحضير الكوادر لتنفيذه. فنحن نعمل بقدر الموارد المتواجدة – الخامات المادية والبشرية – ولو ان الموارد افضل وأكثر لتمكنا من اعطاء الافضل.

مقالات متعلقة