الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 14:02

سائدة مصري موجهة البيت المفتوح كفرقرع: مهمة الأم مركبة ونحن نقدم الدعم

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 31/05/14 13:45,  حُتلن: 20:45

 سائدة مصري مركزة وموجهة البيت المفتوح في كفرقرع تقوم بتوجيه مجموعات من الأمهات والرضع بعد الولادة من خلال مشروع البيت المفتوح ومشاريع اخرى تعتبر فريدة من نوعها في مجتمعنا

سائدة مصري: 

أشعر أن نموي المهني كان وفقا لاحتياجاتي ووفقا لاحتياجات الأمهات في مجتمعي

نجاح برنامج "أم لأم في المجتمع" في بلدة كفرقرع هو دليل واقعي أن كل أم بعد الولادة بغض النظر عن  أي ولادة لها تحتاج الى لقاءات دعم

أنا شريكة بالتجارب الشخصية للامهات وأنا بالنسبة لهن الأذن الصاغية ادعم واقدر وأركز فيهن وأوضح واحلل معهن مشاكلهن

تمنح هذه اللقاءات الأم التقدير وتعيد لها الثقة بالنفس التي تآكلت لديها أو فقدت منها ونساعدها في قبول الوضع الجديد لمواجهة التحديات والالتزامات الجديدة، وقبول المسؤولية الكاملة

 شيئا فشيئا نجحت في تغيير نظرة المجتمع لنا ويعترف الكثيرون اليوم في البلدة أن هناك مكانا لمجموعات دعم الأمهات والرضّع وان مجموعات الدعم هي مع العائلة وليس بديلا عن العائلة

"في مجتمعنا وعلى الرغم من كل الدعم والمساعدة التي تحصل عليها الأم من المحيطين بها، لكنها في أوقات معينة تشعر نفسها وحيدة. وفي بعض الأحيان يكون تركيز العائلة على الرضيع أكثر من الأم. وقليل جدا ممن يتحدثون معها أو يسألون عن مشاعرها. لذلك في البيت المفتوح أقوم بتشجيعهن على التحدث عن مشاعرهن. جميعهن يصغين، يدعمن، يتضامنّ، ولا يحكمن"- هذا ما قالته سائدة مصري من قرية كفرقرع مركزة وموجهة البيت المفتوح كفر قرع، والتي تقوم بتوجيه مجموعات من الأمهات والرضع بعد الولادة من خلال مشروع البيت المفتوح ومشاريع اخرى تعتبر فريدة من نوعها في مجتمعنا.


سائدة مصري 

مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب إلتقى سائدة مصري ضمن هذا اللقاء الخاص الذي تحدث فيه حول مواضيع تهم الام مثل الاستشارة والخبرة وغيره.

العرب: اولا عرفينا عن نفسك؟
سائدة مصري: أنا سائدة مصري من كفرقرع، متزوجة من امين وام لاربعة ابناء: رنيم، أمير، فرح ومحمد. أنا خريجة برنامج "أم لأم في المجتمع" التابع لكلية أورانيم، موجهة ومركزة للبرنامج في بلدتي. انطلقت وفعّلت البرنامج لاول مرة في الوسط العربي. إلى جانب كوني طالبة للقب الاول في مجال العلوم الاجتماعية والآداب، اقوم بتوجيه مجموعات من الأمهات والرضع بعد الولادة، مرشدة مؤهلة لتدليك الرضع، مرشدة رضاعة مؤهلة وخريجة توجيه مجموعات من النساء، وأشعر أن نموي المهني كان وفقا لاحتياجاتي، ووفقا لاحتياجات الأمهات في مجتمعي.

العرب: حدثينا عن مشروع "أم لأم في المجتمع"؟
سائدة مصري: نجاح برنامج "أم لأم في المجتمع" في بلدة كفرقرع، هو دليل واقعي أن كل أم بعد الولادة بغض النظر عن  أي ولادة لها ( اذ أن كل ولادة تجربة جديدة لنفس الام)، تحتاج الى لقاءات دعم. البرنامج معد للأمهات والرضع بعد الولادة اللواتي بحاجة إلى مرافقة ودعم، بغض النظر عن مكانتهن الاجتماعية - الاقتصادية ، اصلهن او دينهن. في مجتمعنا أن تكوني أما أمر مفهوم مسبقا، ولذا فإننا لا نرى في كثير من الأحيان ان القيام بهذه الوظيفة التي لا بديل لها في المجتمع البشري الصحي، هو اجهاد للنساء، اللواتي يُطلب منهن التضحية الذاتية، من دون مكافأتهن بتقدير ذاتي ملائم او بتقدير المجتمع لهن. بالاضافة الى ذلك، ينبغي على الأم الوالدة لاول مرة ان تفي بتوقعات المحيطين بها والمجتمع. ويتوقعون أن تكون الأم اما مثالية. وجاء برنامج " البيت المفتوح " ليكون إطارا داعما يعترف بأن مهمة ان تكوني أما " مهمة مركبة.

العرب: كيف يتم تنفيذ فعالية مشروع "أم لأم في المجتمع" على ارض الواقع؟
سائدة مصري: يتم تنفيذ فعالية"أم لأم في المجتمع" على ارض الواقع بواسطة " البيت المفتوح ". كل "بيت مفتوح" كهذا يشكل بالنسبة لي تجربة شخصية متجددة ، في كل مرة تكون ردود الفعل مختلفة وغير متوقعة، وأنا شريكة بالتجارب الشخصية للامهات، وأنا بالنسبة لهن الأذن الصاغية ، ادعم واقدر ، اركز فيهن ، اوضح واحلل معهن مشاكلهن.

موقع العرب: نشعر بأنك متعلقة كثيرا بعملك هذا!
سائدة مصري: 
هذا صحيح جدا، نعم أنا متعلقة جدا بعملي هذا ، خاصة لأن الدعم الذي يمنحه " البيت المفتوح " هو دعم حساس للأم حديثة العهد، فهي تلتقي الأمهات الأخريات في حالتها، مع مشاكل مشابهة لمشاكلها. ويصل احيانا الى هذه اللقاءات متطوعون مهنيون. تمنح هذه اللقاءات الأم التقدير وتعيد لها الثقة بالنفس التي تآكلت لديها أو فقدت منها ونساعدها في قبول الوضع الجديد، لمواجهة التحديات والالتزامات الجديدة، وقبول المسؤولية الكاملة، والاحترام والتقدير لكونهن أمهات. تجري هذه اللقاءات بوتيرة مرة واحدة في الأسبوع، في ساعات الصباح. وتتلقى الأمهات وجبة فطور صحية خفيفة ، الى جانب ذلك يحصلن على أدوات للتعامل مع الوضع الجديد والمعرفة العملية، وأحيانا بمساعدة من المهنيين الذين يأتون إلى البيت المفتوح تطوعا.

موقع العرب: حدثينا عن برنامج البيت المفتوح؟
سائدة مصري: برنامج البيت المفتوح يشكل لنساء القرية مكانا للقاء، الإثراء والدعم. وتقام في اللقاء حوارات حول المواضيع التي تهم الأمهات حديثات العهد في حياتهن اليومية، والسنة الأولى من حياة الرضيع، بالإضافة إلى ذلك، تخلق هذه اللقاءات تعارفا بين الأمهات الأخريات، اللواتي يستطعن إنشاء مجموعة امهات داعمة ومحتضنة داخل المجتمع. تأتي النساء المشاركات في البيت المفتوح من جميع الفئات في المجتمع، حتى من طبقة المتعلمات. فتأتي أمهات بعد الولادة الأولى وايضا بعد الولادة الرابعة. تدريجيا نشعر بصوت الزوج / الأب، الذي يدعم ويشجع الأم على المشاركة في البرنامج. من ناحية الرجل يشعر ان هناك تحسنا ملحوظا في الوضع النفسي للوالدة، وفي معرفة أنها تأتي الى الدورات. مؤخرا لاحظت طلبا على برنامج مشترك للوالدين - الآباء حديثو العهد الى جانب النساء. شيئا فشيئا نجحت في تغيير نظرة المجتمع لنا. ويعترف الكثيرون اليوم في البلدة أن هناك مكانا لمجموعات دعم الأمهات والرضّع، وان مجموعات الدعم هي مع العائلة، وليس بديلا عن العائلة ، والعائلة الكبيرة.

موقع العرب: كلمة اخيرة تقوليها!
سائدة مصري: في مجتمعنا وعلى الرغم من كل الدعم والمساعدة التي تحصل عليها الأم من المحيطين بها، في أوقات معينة تشعر بنفسها وحيدة. وفي بعض الأحيان يكون تركيز العائلة على الرضيع أكثر من الأم. وقليل جدا ممن يتحدثون معها او يسألون عن مشاعرها. لذلك ففي البيت المفتوح اقوم بتشجيعهن على التحدث عن مشاعرهن. جميعهن يصغين، يدعمن، يتضامنّ، ولا يحكمن. وقالت لي احدى الأمهات:"في هذه اللقاءات رأيت الضوء في نهاية النفق. ففي الوقت الأكثر صعوبة أجد الأشخاص المناسبين في المكان المناسب وفي الوقت المناسب ، من اجل مساعدتي في تقليل المخاوف والآلام التي كانت لدي" . وكتبت أم أخرى لي: "بعد اللقاءات التي شاركت بها في البيت المفتوح ، أشعر أن لدي قوة كبيرة لاكون أما لطفلين، لكل واحد منهما عالم خاص وكبير". وقالت أم اخرى: " في كل يوم خميس اخرج من اللقاء ​​ مع طاقة جديدة وإيجابية ، تمكّنني في البقاء على قيد الحياة كل ايام الأسبوع " .

ولكن ليس كل شيء وردي، والطريق طويلة ، على الرغم من نجاح البرنامج في البلدة ، للأسف، ما زلت اواجه صعوبات في تجنيد مشاركيات في المجموعة. وأنا آمل حقا قيادة التغيير الاجتماعي في مكان ومكانة الأمهات في الوسط العربي، واعتقد أنه يمكن أن نخلق ونعزز قوة المجتمع عن طريق النساء في البلدة. 

مقالات متعلقة