الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 17:02

الناصرة.. هل من أمل؟/ بقلم: هاني نجم

كل العرب
نُشر: 19/02/16 20:00,  حُتلن: 22:07

هاني نجم في مقاله:

الحديث عن عمل مشترك لانجاح برامج تنموية في المدينة هو امر غاية في الاهمية ويلاقي ترحيبا من غالبية ابنائها

القيادة الحقيقية هي تلك التي تعرف معنى التسامح والتجاوز وتعرف كيف تحوي الجميع بتواضع ومحبة واحترام وتقدير متبادل

نسمع في الاسبوع الاخير حديثا ايجابيا في المدينة حول مفاوضات رسمية وحقيقية بين قائمة ناصرتي والجبهة وجميع القوى السياسية الاخرى في المجلس البلدي. هذه الاخبار تثلج صدور الكثير من ابناء المدينة الغيورون على مصلحتها وعلى بقائها منبرا وطنيا، ثقافيا وتربويا لجميع العرب الفلسطينيين في الداخل.

منذ فترة طويلة وقبل الانتخابات تحدث الكثيرون عن ائتلاف شامل يسعى لبلورة برنامج عمل توافقي يدمج بين الافكار والقدرات المختلف لجميع القوى المشاركة والفاعلة في المدينة، وأنا شخصيا كتبت اكثر من مقالة تحوي على افكار لمفهوم العمل المشترك وعن تقسيم الوظائف والمسؤوليات لضمان خدمة المواطن ونجاعة العمل البلدي وبالأساس اعتمادا على القدرات الشخصية لكل مجموعة مشاركة، هذه الافكار وغيرها بحثت عن مصلحة المدينة وليس مصلحة الاحزاب ولاقت آذنا صاغية من المواطن لكنها للاسف لم تؤخذ على محمل الجد بين الاحزاب، وكل طرف ادعى رغبته في الائتلاف، لكن كبريائه رفض أن يبدأ هو بالحديث الرسمي لأنه بذلك يبرهن أن محاولاته إلغاء وتكفير الطرف الآخر خاطئة ولا تصب في مصلحة المدينة.

إنّ الماضي زمان لا يمكن أن نؤثر عليه، لكننا نتعلم منه ونستخلص العبر، لذلك الحديث عن عمل مشترك لانجاح برامج تنموية في المدينة هو امر غاية في الأهمية ويلاقي ترحيبا من غالبية ابنائها، لكن أن يكون هذا الحديث مجرد مرحلة اخرى لفقاعات اعلاميه هدفها ايجاد الفوارق ونقاط الاختلاف دون محاولة التجسير الحقيقي بينها، فإن الأمر خطير للغاية ويمكن أن يعيد التوتر للمدينة بعد أن هدأت بعض الشيء.

المطلوب من جميع القياديين أخذ الحذر والحيطة من كافة المحرضين وأصحاب الأفكار التكفيرية والتخوينية التي تلغي الآخر وتقزم من قيمته وكيانه، هذه الاشخاص تدمر مجتمعنا وتؤدي الى تقسيمه لفئات متناحرة فبدلا من أن تتركز في البحث عن مصلحة المدينة الحقيقية تبدأ باستثمار كل الجهود من أجل محاربة الآخر.

لا بد أن الأخطاء موجودة وأن كل طرف يمكنه أن يجد الكثير منها من أجل محاربة الآخر ولكن هل الهدف هو المحاربة أم محاولة المساعدة من خلال تقديم انتقادات بنّاءة ليس لمجرد الانتقاد إنما من أجل التصحيح، الحذر والتقدم، وطبعا هنا مطلوب من الطرف الآخر أن يصغي يحترم ويناقش بشكل موضوعي تلك الانتقادات والنصائح من أجل اتخاذ قرارات سليمة مقبولة وتوفيقية في كل موضوع.

إنّ العمل البلدي وتنظيم أعمال الأقسام المختلفة يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين في المدينة، إنّ قرارات وخطوات أقسام الهندسة والتربية والشؤون الاجتماعية وغيرها تعتبر مصيرية للكثير من المواطنين، لا بد أن تقوم البلدية ببناء أجسام مراقبة مهنية وتطوعية لتقدم النصيحة وتتأكد أنّ قرارات وخطوات هذه الأقسام ومندوبوها هي قرارات موضوعية غير شائبة ونابعة من مواقف مهنية ضميرية تعود حقا بالفائدة للمواطن وليس من أجل مرائب أو أفكار شخصية ضارة.

إنّ أهل الناصرة يبحثون عن الأمل، ويرغبون بوحدة حقيقية تمتد قواها من تواصل حقيقي مع كافة أبناء المدينة ومع تشاور مباشر ومستمر مع ممثلين عن كافة الأحياء وكافة القطاعات العلمية الثقافية الصناعية التجارية وغيرها، المصلحة في النهاية مشتركة ومدينتنا غالية والقيادة الحقيقية هي تلك التي تعرف معنى التسامح والتجاوز وتعرف كيف تحوي الجميع بتواضع ومحبة واحترام وتقدير متبادل.

الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة