كيتي سامر جروس :

كوني كنت في الماضي مراهقة طائشة استطيع أن أفشي سري ليكون عبرة لغيري، إنّ المراهق يكون على خطأ في معظم قراراته لكن هذه الفترة تجعل كل منا كالاعمى لا يرى الا نفسه فنتصرف وكاننا  أصحاب القرار ويصبح الأهل عبئًا علينا لا اكثر

أرجو من الأهل، أصحاب الخبرة والحكمة، أن يتفهموا قدر الامكان رغبات ابنائهم ومتطلباتهم حتى وإن كانت تتناقض مع مبادئهم بعض الشيء

عنوان مقالي قد بات مألوفا على البعض منكم، ولكن وبالرغم من المحاولات الجاهدة في تسليط الضوء على هذه الاحجية الاجتماعية، لن امتنع عن كتابة تجربتي، والتي لربما تكون مصدر الهام لغيري مِمَن باءت محاولاتهم بالفشل بحل هذا اللغز..

فترة المراهقة هي مرحلة من مراحل حياتنا، حتى وإن لم نرغب بخوضها فإننا لسنا أصحاب القرار هذه المرة. وتتميز هذه الفترة بالتمرد الذي يتسلط على كل منا ويقوده الى أفعال طائشة وغير مسؤولة مما يؤدي الى نشوب صراع مستمر بين الاهل والابناء.

كوني كنت في الماضي مراهقة طائشة استطيع أن أفشي سري ليكون عبرة لغيري، إنّ المراهق يكون على خطأ في معظم قراراته لكن هذه الفترة تجعل كل منا كالاعمى لا يرى الا نفسه فنتصرف وكاننا  أصحاب القرار ويصبح الأهل عبئًا علينا لا اكثر! ونرغب في قضاء الوقت فقط مع ابناء جيلنا اذ انهم الوحيدون في هذا العالم من يفهمنا ويشاركنا تجربته.

أستطيع أن اقول بعد أن تخطيت هذه المرحلة أن المشكلة الاساسية هي عدم تفهم الاهل لكل هذه التغيرات العابرة، على الرغم من أن خوفهم نابع من المحبة الزائدة وخوفهم على مصلحة ابنائهم، الا أن الأمر يترك مفعولاً عكسيا على الابناء وبدلا من حثهم على أن يسلكوا الطريق الامن، نجدهم ينحرفون الى الطريق الخاطئ.

أرجو من الأهل، أصحاب الخبرة والحكمة، أن يتفهموا قدر الامكان رغبات ابنائهم ومتطلباتهم حتى وإن كانت تتناقض مع مبادئهم بعض الشيء. إنّ ذلك يقلل من النزاعات كما ويجعل الابناء يشعرون بالمسؤولية وبثقة الوالدين بهم مما يؤدي الى أن يصبحوا في المستقبل اهلاً افضل لأبنائهم، ويكونوا قد تربوا على مبادئ سامية وثابتة كالثقة، التفهم وتقبل رأي الاخر.

* كاتبة المقال - طالبة سنة أولى عمل اجتماعي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net