الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:02

ليدي- د.الياس باشا:التحرش الجنسي بالأطفال أقرب مما تتوقعون!

ليدي كل العرب
نُشر: 15/11/16 12:35,  حُتلن: 16:00

د. الياس باشا: 

للتخلص من هذه الآفة يجب تشجيع الأطفال على الكلام، وتدريب الأهل على كيفية وقايتهم من التعرض للتحرش الجنسي

31% من الاعتداءات الأولى على الفتيات هي من الأقارب، و25% من الجيران وأبنائهم، وهذا يدلنا على خطأ اعتبار البيت وجواره أمكنة آمنة

المخيف في هذه الاعتداءات هي النتائج النفسية البعيدة المدى التي يحملها طوال حياته، فنراه يعاني اضطراباً في حياته الزوجية إن تزوج

ليدي- نحن في القرن الحادي والعشرين وسبل الحياة تزداد تعقيدًا، في هذا العدد من ليدي نتطرق الى موضوع التحرش الجنسي بالأطفال نطرح بعض الاسئلة على الدكتور الياس باشا المختص بالأمراض والاضطرابات الجنسية ليوضح العديد من التساؤلات.


صورة توضيحية 

ليدي: هل بات التحرش بالأطفال آفة من الصعب معالجتها؟
د. الياس: للتخلص من هذه الآفة يجب تشجيع الأطفال على الكلام، وتدريب الأهل على كيفية وقايتهم من التعرض للتحرش الجنسي. نحن في عصر الإعلام ولا بد من دور للوزارة المعنية بالتنسيق مع وزارات التربية، الشؤون الإجتماعية، القضاء وغيرها لوضع برنامج عمل.

ليدي: كتوضيح للأهل، هل لنا ذكر أبرز العوامل التي تؤدي للعنف الجنسي بحق الأطفال؟
د. الياس:
1ـ قد يكون المعتدي تعرّض للإعتداء في طفولته، ومن يمر بهذه التجربة في طفولته يرغب بتمريرها على ضحايا جدد، ليشعروا بمعاناته ويختبروا الألم الذي اختبره.
2ـ أن يكون معنّفاً جسديًا بالضرب، فالتلازم كبير جدًا بين العنفين الجسدي والجنسي.
3ـ الطفل المهمش، المنزوي وغير المحبوب، والفاشل دراسيًا والذي يعمل هو معرّض أيضًا.
4ـ ثمة عائلات أطفالها مرشّحون لهذا العنف، منها تلك التي تشهد مشاحنات وخلافات كثيرة وتعيش تفككاً أسريًا، وكذلك العائلات التي يوسم فيها دور الأب بالضعف الكبير أو حتى بالانحسار.

ليدي:هل هي السيطرة نفسها وكذلك الابتزاز الذي يُمارس على الأطفال واليافعين معاً؟ وما هي شخصية المعتدي الذي يمتلك تلك القدرة؟
د. الياس: عادةً قد يتحرش طفل بآخر أصغر منه، أو يتعرض للتحرش من قبل راشد لديه نفوذ وسيطرة، وهو يثق به، أو من قبل غرباء وهذا ما يحصل خصوصاً مع الذكور. فأغلب الاعتداءات التي سجّلتها دراستنا، وخصوصاً تلك الواقعة على الفتيات، تتم في المحيط العائلي وبنسبة 66.7% وهؤلاء المعتدون أقرباء، معارف أو جيران.

ليدي: وهل للأم أن تتحرش بأطفالها؟
د. الياس: نعم. بنسب قليلة جداً. أما الاعتداءات من قبل الأب أو الأخ فهي بحدود 2.4% بالنسبة الى الأم.

ليدي: وماذا عن الأقارب والجيران والمعارف؟ إلى ماذا خلُصت الإحصاءات؟
د. الياس: هم مصدر الخطر، فـ 31% من الاعتداءات الأولى على الفتيات هي من الأقارب، و25% من الجيران وأبنائهم، وهذا يدلنا على خطأ اعتبار البيت وجواره أمكنة آمنة، والثقة بالجيران والأقارب تسيطر عليهم، ما يجعلهم لا ينبّهون بناتهم إلى المخاطر القريبة والداهمة. فهم بالأساس لا يشكّون أن هؤلاء المعارف والجيران والأقارب هم مصادر الخطر الفعلي.

ليدي: كيف للأم أن تعرف أن طفلها يتعرض لاعتداء؟
د. الياس:
1ـ يمكنها أن تلاحظ وجود خدوش أو كدمات على جسده، أو أن تراقب ملابسه الداخلية، فقد ترى آثاراً لسوائل غير مألوفة. كما قد تلاحظ أنه يفضّل ارتداء ملابس غير مناسبة للطقس، كالكم الطويل صيفاً لإخفاء بعض الآثار.
2ـ على الصعيد النفسي، نلاحظ أنه يصبح سريع الغضب والبكاء، مكتئباً، تعيساً، يفتقر إلى تقدير الذات، وتظهر لديه مخاوف غير مبررة من أشخاص أو من أماكن معينة.
3ـ قد يصاب الطفل أيضاً بالوساوس بعد تعرّضه للاعتداء كأن يغسل يديه بشكل متكرر، يمتنع عن الطعام، يضطرب نومه، تداهمه المشاكل المدرسية، يتراجع تحصيله ويتشتت انتباهه.
4ـ غالباً ما يعبّر الطفل المعتدى عليه عن مخاوفه بأن يقول لأمه لا أحب زيارة هذا أو ذاك ولا أحب مجالسته.

ليدي: لا شك بأن الاعتداءات المتكررة عليه تترك ندوباً نفسية كبيرة؟
د. الياس: المخيف في هذه الاعتداءات هي النتائج النفسية البعيدة المدى التي يحملها طوال حياته، فنراه يعاني اضطراباً في حياته الزوجية إن تزوج، وقد لا يتمكن من إقامة علاقات طبيعية مع الشريك، وقد تقوم بعض الضحايا من الإناث بممارسة الدعارة، إذ إن الفتاة التي انتُهكت بأبشع الظروف لا ترى مانعاً من أن يتكرر الانتهاك مرة ثانية أو ثالثة أو أكثر

ليدي: هل ممكن الشفاء من ندوب الاعتداء؟
د. الياس: عندما يحاط الطفل بدعم الأهل ولا يُحمّل مشاعر الذنب، ونوضح له بأنه الضحية وليس الجلاد، فهذا عامل مساعد للشفاء. وكذلك من الواجب مساعدته لإخضاعه للعلاج النفسي، فالتحسن متاح بنسبة جيدة. وتشير الإحصاءات الى أن بين 20 و22% من الأطفال يحققون شفاءً مُرضياً.

ليدي:هكذا يتصيّد المعتدي ضحيته!
د. الياس: يتصيد المعتدي الأطفال المستوحشين، المستوحدين، المعزولين وغير المحبوبين، والذين يشكون من فشل علاقاتهم الأسرية ،وكذلك الذين يعيشون مع أهل إما مدمني مخدرات أو منشغلين بمشاحناتهم الزوجية. من هنا يلاطفهم، يقدم لهم الهدايا، المساعدات، ويعلمهم جديداً على الكمبيوتر. فعندها يجد الطفل الحضن الدافئ الذي يفتقده من ذويه، يصطاده الجاني منطلقاً بابتزازه تدريجياً، يبدأ بسلوك غير جنسي ويتطور ليصبح جنسياً. يليه الطلب بالقيام بالفعل نفسه «إذا بتحبني بوسني متل ما أنا عم بوسك». وهكذا يعلق في مصيدة المعتدي ويبدأ بابتزازه «إذا قلت لأمك سأقول إنك من قبّلني. وهكذا يجعل الجاني الضحية متواطئاً معه، ويضعه في حالة رعب وترهيب. وبتكتمه يدخل مرحلة الاصطياد الفعلي الذي قد يستمر لسنوات بدون دراية من الأهل.

مقالات متعلقة