الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 11:01

قصّة نجاح

هويدا نمر زعاترة من الناصرة: بداخل كل امرأة قدرات كبيرة وعظيمة

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 12/03/19 10:55,  حُتلن: 22:37


ھویدا نمر- زعاترة

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"! 

ھویدا نمر- زعاترة، أم لثلاثة أبناء، مغنیة فلسطینیة من ناصرة الجلیل، یتمیّز صوتھا بطبقته العالیة وبلونه الاوبراليّ. بدأت ھویدا الغناء منذ الصغر، أحیت العدید من الأمسیات في المناسبات الوطنية والشعبية المختلفة. عضو مؤسس ومغنية صولو في جوقة الناصرة على اسم ميشيل ديرملكنيان.

بعد انھائھا التعلیم الجامعيّ وحصولھا على اللقب الأول في موضوعيّ الفیزیاء والرّیاضیّات درست الغناء الكلاسیكي الغربي مستمرة في دربها الفنيّ كمغنية. إلا انھا ابتعدت عنه بدایة لانشغالھا بأمور الأمومة وعملها كمدرسة لموضوع الفیزیاء في ثانویة الجلیل، ومن ثم غابت وانقطعت كلیا لفترة من الزمن لأسباب صحية خارجة عن إرادتھا. عادت منذ سنوات الى السّاحة الفنیّة رغم التّحدّي والظّروف الصّحيّة بالعمل الغنائيّ "حنین النّدى" وهو اسم اغنیة من تألیفھا، لیكون فاتحة لمشروع فنّي غنائي مستقّل، يشار إلى أنّ جوقة الن!اصرة ودعمها كانت أحد الأسباب التي أحيت فيها الرّغبة للعودة إلى خشبة المسرح . تغني ھویدا أغانٍ ذات موضوعات مختلفة من الموروث الفنّي العربي الأصیل، ومن أغانیھا الخاصّة ذات المضمون الانساني الوجدانيّ والوطنيّ. تعشق الرسم والأدب ولها مساهمتها فيهما وقد تمّ نشر بعض من إنتاجها الأدبي في صحف ومجلّات محلية ومن خلال الشبكة العنكبوتية. أطلقت مؤخرا أغنیتھا، "القریب الآتي"، من كلمات طیب الذكر توفیق زیاد وألحان ایھاب نمر. وكفنانة فلسطينية ترى هويدا بأنه يجب ان تساهم في إيصال قضية شعبها وحلمه بالحرية وإيصال صوته المطالِب بتحقيق المصير والحياة العادلة.

المرأة في المجتمع ومكانتها
للمرأة حضورها ومكانتها في كل المواقع في مجتمعنا، واستطاعت الدخول إلى كل مجال وأثبتت قدراتها. فهنالك المهندسات، الباحثات، الطبيبات، الفنانات، المديرات، الإعلاميات، القاضيات، السياسيات وإلى آخره، ومع هذا فعلى العموم النّظرة التّقليدية لا زالت هي المسيطرة في المجتمع. يريدون للمرأة ان تتعلم وتعمل لكن بشرط أن يظل مسارها العام مؤطّرًا داخل الزواج والانجاب ومن ثمّ الاهتمام بالبيت والأولاد إلى جانب عملها وتطوّرها المهني والعلمي. فتضطر الكثير من النساء إلى أن يكنّ "سوبروومان" متعددات المواهب والقدرات و"مولتيتاسكنغ" يقمن بعدة مهام في آن واحد، على حساب راحتهن وصحتهن. أمّا من تخرُج عن هذا المسار الذي ينتهي ويتوّج بألقاب زوجة، أم، وست بيت، فيُنظر إليها كمخلوق غريب مناف للطبيعة. لست طبعا ضد دور المرأة السّامي في الأمومة والتّربية ولكنّه ليس الوحيد ولا ينفِ دور الأب ولا الحاجة لتعاون الوالدين وتقسيم المهام بينهما لحمل المسؤولية المهمّة معًا.

المرأة قادرة
"أنا أرى أنّ المرأة قادرة على إحداث تغيير، ونضالها لأجل نيل حقوقها مهم جدا إلا أنّها لوحدها لا يمكنها تحصيل حقوقها كاملة. فوضع المرأة هو جزء من وضع اجتماعي عام. وضع ينقصه العدل والمساواة. اذا يجب عليها العمل أيضا كجزء من مجتمع بمشاركة كل مكوناته لإحداث تغيير عام نحو الافضل. نحو تحقيق العدالة والمساواة. والذي سينعكس بشكل طبيعي وكتحصيل حاصل، على وضع المرأة".
"ليس في مخيلتي صورة مثلى عن المرأة ولا اعتقد بوجودها، فكل امرأة بل كل إنسان هو حالة خاصة وعالم بحد ذاته. واعتقد بحق كل شخص في تحديد ما هو الأمثل بالنسبة له والسعي لتحقيق ذلك. أؤمن بالعدل والحرية كقيم عليا والحق في تحقيق الذات. يمكنني القول انني اتمنى لكل امرأة ان تتمكن من تحقيق ذاتها وأن تعيش حقها كإنسان بالحرية، فتكون سيدة نفسها وتكون عضوا فعالا مساهما في بناء مجتمعها والتأثير عليه، وأتمنّى لكل امرأة الوصول الى الرضا الذاتي ولا أقصد الرضا السلبي الناتج عن القناعة بما هو موجود، بل أقصد الرضا الذي أتى بعد نضال وشقّ طرق حتى الوصول إلى تحقيق الذات بما يساهم في تطور المجموع. وأعني التوفيق بين النجاح وتحقيق الذات على المستوى الفردي وبين النجاح والعطاء على المستوى المجتمعي".

للمرأة.. لا تنثني امام العوائق
اقول لكل امرأة ما قلت دوما: لاحقي أحلامك وحققي طموحاتك. لا تنثني أو تتراجعي أمام العوائق والظروف. حين تريدين وتصمّمين تجدين القوة الدّاخليّة الكافية والكفيلة بتحريك قوىً خارجيّة عظيمة. تكمن في كلّ منا قدرات كبيرة ومن یمكنها أن تمرّ بتجربة الولادة وتربية وتشكيل أغلى مادة في الوجود (حتى وإن لم تمرّ بذلك فعليًّا)، يمكنها أن تكون فعالة ولديها الكثير ممّا تعطيه لمجتمعها، فتشارك بشكل ملموس في تشكيله وتغييره للأحسن من أجل أمن وطمأنينة وسلامة الناس والخير للبشر".

مقالات متعلقة