الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 06:02

قصّة نجاح

الممثلة مجد عيد من الناصرة: لا حدود للنجاح إذا وجدت الفكرة واحلموا للوصول لمُرادكم

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 28/03/19 14:33,  حُتلن: 04:33

الإعلان التّرويجي للفيلم

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!


مجد عيد

مجد عيد من الناصرة ممثلة مسرح وسينما، كما وشاركت بتمثيل أفلام قصيرة ومسلسلات، كما وتعمل اليوم كمساعدة مُخرج.


حُبي للمسرح والتمثيل جعلني ألتحق لدراسته أكاديميا، ومنذ عامين انخرطت في العمل بهذا المجال، بدأت العمل كممثلة ومساعدة مخرج، كذلك وقفت على أهم المسارح في البلاد، أذكر منهم مسرح الميدان، الحنين، الخيال، ومركز القلعة ومسرح المجد، ومسرح بيت الكرمة، وطوال عامين كاملين ركّزت على تطوير مهاراتي التّمثيلية لأنّي أؤمن بأنّ الدّراسة وحدها لا تكفي، فالاجتهاد الشّخصي وتطوير الذات في أي مجال يُعزز الثّقة بالنّفس أكثر ويمنح الفُرصة والأدوات اللازمة للتّقدّم والانكشاف على زوايا جديدة.
مع بداية عملي في المسرح والتّمثيل كان الامر الأكثر صعوبة الذي واجهني هو اختيار الأعمال التي أريد أن يتعرّف الجمهور على موهبتي من خلالها، كذلك اختيار المكان المُناسب لصقل شخصيّتي وموهبتي فيه واكتساب مهارات وأدوات تمثيليّة منه قدر الإمكان، فالمسرح انقسم إلى قسمين، الاوّل مسرح فنّي له قيمته والرّسائل الهادفة التي يريد إيصالها، ومسرح تجاري فارغ من أي قيمة وهدفه مادّي، لذلك على الممثّل أن يختار الاتّجاه الذي يريد أن يدرج به خُطواته ويُحدّد هويّته التّمثيليّة.



في ظلّ وجود الكثير من خرّيجي التّمثيل والمسرح في السّنوات الأخيرة، برزت التّخبّطات الاولى لي كممثّلة في بداية الطريق على هيئة أسئلة، كيف أظهر موهبتي أمام الجمهور بالشّكل المناسب؟ كيف أختار المكان الصحيح؟ كيف أطوّر نفسي؟ كيف سأعتاش من هذه المهنة؟ وحتّى اليوم توفّقت في مجموعة من الأعمال الجيّدة والأشخاص المهنيين من كبار الفنانين الموجودين في البلاد، فلم تكن الطّريق سهلة للوصول إلى مكاني اليوم الذي حُزت فيه على ثقة طاقم كامل مهني ومهم في هذا المجال، واليوم أصبح لديّ فيلم قصير من إخراجي وأعتبره إنجاز مُهم في مسيرتي.

قبل ثلاث سنوات أشرفت على حملة بعنوان "مش بالشّارع"، صوّرنا مقاطع ارتجاليّة حيّة، أمام النّاس، الفكرة نصّت على أنّ "خطيبي يضربني أمام الجميع عند محطة حافلات، لننتظر ردّة فعل الأشخاص الموجودين في الشّارع" حاولنا تسليط الضّوء عندها على فكرة تعنيف النّساء وإعطاء مجالا للأشخاص بالتّفكير بأنّ عليهم التّدخّل بحالات شبيهة وعدم الوقوف جانبًا والاكتفاء بالتّفرّج. مثل هذه المواضيع تعنيني شخصيًّا وأحب أن أطرحها في أعمالي إذا توفّر لديّ النّصّ وكنت على ثقة بأنّ ما أقدّمه يُعالج قضيّة ويعطي حلولا وبدائل ولا يكتفي فقط بالحديث عن المُشكلة نفسها، ولكن يبقى شغفي الاول والأخير في تقديم المواضيع الإنسانية.

المراد.. عرض مضمون ورسالة بميزانية صفر
"عندما تبحث عن ذاتك من خلال وجودكَ في مواقف تختبرك للمرة الأولى، بين العديد من الأسئلة حول الرغبات، الوجود وحول الأمان. في مدينةٍ ما، هنالك شخصية تعاني من الندم وألم الوحدة، قررت توظيف وحدتها لكي تُجرب شيئًا جديدًا و لأول مرّة وهو الكتابة. كتابة أفكارها وماذا تشعر. كتابة أحداث يومها ومشاركتها. وبين طرح العديد من الأسئلة التي تسكن في أعماقنا وتستيقظ فجأة، يطرح فكرة المفاهيم المعتمدة لدينا دون التفكير بها ومن أين أتت".

الوصول إلى مرحلة أصبحت فيها قادرة على أن يصبح لديّ فيلما يحمل اسمي كان صعب جدًّا، إذا أن الفكرة كانت تراودني طوال الوقت ولكن لم تكن الامكانيات مُتاحة أمامي، وصناعة أي فيلم تتطلّب ميزانيّات عالية لا أستطيع تمويلها من ميزانيتي الشّخصية، لذلك أجّلتها كُل فكرة لفيلم كبير لفترات لاحقة، وبحثت عن أبسط ما يمكنني تقديمه في ذك الوقت بالإمكانيات القليلة المتوفّرة ولكن بمضمون ورسالة جيّدين، وفي تلك الفترة تعرّفت على أشخاص موهوبين ولديهم الكثير من الأفكار ويبحثون عن إطار معيّن لتطوير مواهبهم وإبرازها، فتعرّفت على المصوّر محمد إبراهيم والكاتبة نورا صالح وعرضتُ فكرة الفيلم وبدأنا نتناقش في حيثيّاتها، وبما أنّ الميزانيّة حينها كانت صفر، اتّفقنا أن يُلقي كُلّ منّا مهمّات على عاتقه تتعلّق بمهنته ووضعنا جُل طاقاتنا في هذا العمل، صحيح أنّ فكرة العمل بدأت عندي ولكنّي لم أكن لأطوّرها لولا وجود أشخاص داعمين وفنانين من حولي، أعطوا من وقتهم وموهبتهم ومجهودهم لإنجاح هذا العمل وكُل ذلك دون مُقابل.

إخراج فيلم المُراد للنّور حتّى ولو كان بمدّته قصيرًا "15 دقيقة" كشف لي الكثير من الأمور التي لم أكن لأعيها لولاه، فخلال سير العمل تعاونت مع شباب وشابات لديهم حسّ عال وطاقات دعم وفنّية هائلة استطاعت أن تكون الظّهر الذي اسند الفيلم حتّى اللحظة الأخيرة.

أكثر المواضيع التي أحبّ أن أطرحها في أعمالي، هي تلك التي تؤخذ من الحياة اليومية البسيطة، من الأحداث الاجتماعية والانسانية التي نعيشها ونمرّ بها وتختبرنا وتختبر مشاعرنا وذواتنا. قد نرى اليوم أغلب الانتاجات المحلّية تتطرّق إلى المواضيع السّياسيّة بما في ذلك الاحتلال والعنف والسّلاح، ومع أنّي أرى أهمّية في الرّسالة والمضمون التي يُقدّمها الفنان بالذّات إذا كان الحديث عن مواضيع السّاعة، ولكنّي أميل أكثر لتقديم القصص التي تُحاكي الانسان نفسه.

أطمح لأن يكون لدي إنتاجات وأعمال أكثر، والقيام بتجارب جديدة طموحي كل الوقت، ففكرة "أوّل مرة" في أي شيء هي فكرة مُمتعة وأحب أن أعيشها مهما كانت، لا حدود لطموحي ولكنّي أحب أن أصل يومًا لجميع النّاس بتمثيلي وأفكاري وإخراجي، وأن تُصبح الأعمال التي أقدّمها إن كان في البلاد أو خارجها حديث النّاس جميعهم بشكل إيجابي، وأن تُثير في نُفوسهم تساؤلات كثيرة.

المسرح والمجتمع العربي
منذ نحو 5 سنوات، تشهد الساحة الفنّيّة نقلة نوعية في مجال المسرح بالذّات، وأصبحنا نرى جمهورًا أوسع لهذا الفنّ، ولكن المُشكلة في تقبّل المُجتمع أو عدم تقبّله متعلّق دائمًا بالأعمال التي تُقدّم، وفي الكثير من الأحيان يُخذل الجمهور ويكون العمل ليس على المستوى المطلوب بعيدًا عنهم ولا يحاكي واقعهم بالشّكل الصحيح أو خيّب كل توقّعاتهم، إن كان من الناحية الانتاجية أو النّصوص أو نوعية المسرحيات وغيرها من الأسباب التي تساهم في خلق فجوة بين الجمهور والمسرح. هذا دورنا ودور الجيل الشّاب الذي انكشف بشكل أوسع على هذه الحركة الفنّيّة، وبدأ الكثير منهم يدخلون هذا المجال ويشتركون بدورات مسرح وتمثيل لتطوير مواهبهم فيها. نحاول قدر الإمكان تعزيز مكانة المسرح والتّمثيل في مجتمعنا العربي، لذلك نجد اليوم الكثير من الأهالي الذين يُسجّلون أطفالهم لدورات دراما ومسرح لوعيهم لأهمّية هذا الفن في تحصين الطّفل وكشفه على وسائل للتعبير عن النفس وعن الذات ومنحه طُرق للتّصرّف والحديث بشكل لائق دون خجل، وبذلك يطوّر مهاراته.
في النّهاية رسالتي لكل إنسان بأن يؤمن بنفسه وقدراته وذاته، فالثّقة بالنفس والإيمان هي التي تخلق سحرك في العمل والجهد الذي تقوم به في أي مهنة في العالم، ولا شيء مستحيل.

مقالات متعلقة