الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 07:02

قصّة نجاح

خبيرة التّجميل هبة شحادة: كوني شريكة في صنع القرار، تجرّئي واكسري حاجز الخوف

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 31/03/19 11:13,  حُتلن: 20:15

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"! 

هبة شحادة (26 عامًا) زوجة وأم لطفلة، حاصلة على اللقب الأول في علم الاجتماع والتربية، وخبيرة التّجميل العربية الأشهر في البلاد.


خبيرة التجميل هبة شحادة

منذ صغري وأنا مهتمّة بمجال التّجميل والمكياج، ولكن لدى والدي كان الأهم أن أكمل دراستي الأكاديمية وأحصل على اللقب الاول ومن ثمّ أدخل المجال الذي أريد، وعندما بدأت تعليمي الأكاديمي للقب الأول في التربية وعلم الاجتماع بقي مجال التّجميل يراود أفكاري، وبدعم والدتي وإصرارها على أن أحقّق ذاتي قرّرت إكمال دراستي الاكاديمية بالمقابل الحصول على شهادة إضافية في التجميل، فرغم الموهبة ووجود الشّغف إلا أنّه كان يجب عليّ أن أحصل على شهادة في الموضوع من أجل المهنيّة والتّمكّن في تقديم نفسي بهذا المجال بمستوى عال. 

الإيمان بالذات والدّعم والعفوية= نجاح
شخصيّتي الجريئة والقويّة وغير الخجولة أدخلتني بسهولة إلى هذا العالم، فأثناء تعلّمي للمكياج كُنت أطبّق ما تعلّمته من خلال فيديوهات قصيرة نشرتها عبر صفحاتي على مواقع التّواصل الاجتماعي، لاقت هذه الفيديوهات استحسان النساء لسهولتها وعفويّتها وإتقانها.
الدّاعم الأساسي لي في كُل مراحل حياتي والدتي ووالدي وزوجي، وبالطّبع باقي أفراد عائلتي، الذين منحوني الثّقة والمنصّة الحُرّة لأكون في المكان الذي أجد نفسي به وأن أعمل بالطّريقة المناسبة لي في المجال الذي أحب. 


هبة برفقة زوجها وطفلتهما

اجتهدت من أجل تطوير مهاراتي والتّقنيات التي أستخدمها في طرق تطبيقي للمكياج، كنت أرى صورًا وأحاول أن أقلّدها وبعد ذلك صرت أبتكر الإطلالات وبأنماط مختلفة منها المكياج الهادئ والصّارخ، هذا عالم واسع ومليء بالمساحات التي تعطينا المجال للإبداع اللامحدود، وبعد أن اثبتّ جدارتي وموهبتي في المجال، بدأت بإعطاء دورات حول أساسيات المكياج والتّطبيق الصحيح ودمج الالوان وغيرها ومع الوقت صرت معروفة أكثر وكبرت أنا واسمي معًا مع كبر محبّة من حولي ودعمهم لي وأصبح اسمي مُتابعا من قبل الشركات المهمة في البلاد وخارجها واستدعيت لعشرات الورشات التّجميلية وهكذا بدأت ألمس النّجاح الحقيقي بين أشخاص أحبّهم ويحبّوني دون أي هدف ومصلحة. 

لم أسع يومًا لأن يزداد عدد متابعيني، بل عملت ما أحب بكُل عفوية وفرح بهدف إفادة حقيقية للمُتابعات اللواتي أحببن طريقتي في الشّرح والتّطبيق، ووصلهن شغفي بالمكياج والألوان بكُل تلقائي، وشابة أخبرت امرأة عنّي ومن عام لآخر توثّقت علاقتي معهنّ، آمنّ أكثر بي وبكل ما أقدّمه، وهكذا إلى اليوم أصبح لديّ أكثر من 200 ألف متابع ومتابعة أشاركهم قسم من حياتي والكثير من نجاحاتي التي كانوا سببا فيها. 

لا أري أي سلبية في الانتشار الواسع لخبيرات التّجميل على العكس، العالم مليء بالنساء الطّموحات، وتزايد العدد في مجال واحد لا يمنع أي أنثى من التّألّق والتّميز والإبداع في عملها، وأنا أؤمن أنّ الله خصّص لكل شخص في الحياة رزقه والشخص المّبدع والمميّز والعفوي هو الذي يبقى مُستمرًّا بنجاحه في ظل وجود حُب ودعم المُتابعين، والاهم أن تكون لكُل خبيرة تجميل بصمتها دون أن تُقلّد أحد.

الحياة المثالية 
نجاحي اليوم، هو نتيجة لمجهود ومثابرة وتعب متواصلين منذ سنوات، وهناك أمور كثيرة تحدث وراء الكواليس لا أستطيع مُشاركتها مع المُتابعين، هذا لا يعني أنّي أريد أن أظهر حياتي مثالية خالية من التعب والمشاكل، ولكنّي مُقتنعة بأنّ لكل شخص حياته الخاصّة التي لا يمكن أن يُشاركها على العلن، كذلك لا أعتقد أنّ الشّكوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الأحداث السلبية التي أمرّ هي أمرّ مهمّ للآخرين، كما وأني بطبيعتي إنسانة إيجابية، ولا أسمح لأي فشل أو تراجع ما أن يؤثّر عليّ بشكل سلبي، بل أحاول أن أحوّله إلى مصدر قوّة وطاقة لنجاح آتٍ، ولأنّ إيماني بقانون الجذب فكنت متأكّدة من أن ما أفكّر به سيعود إليّ لذلك التّفكير بإيجابيّة من أولويّاتي في أي طريق مُكلّلة بالنّجاح. وحاليًّا كُل ما أفعله هو استمراري في بناء الثّقة مع المُحبّين والمُتابعين وإبعادي وإبعادهم عن أي طاقة سلبية لا مكان لها.

تعاون مع شركة عالمية وأحمر شفاه يحمل اسم هبة شحادة
بداياتي في عالم التّجميل والمكياج وبالذّات في الورشات التي كنت أشارك فيها، كانت مع شركة فلورمار التّركية من خلال ثاني فروعها في البلاد، ومن هناك كانت الانطلاقة، وخلال سنوات استطعت استحواذ الثّقة بعد التّأثير الإيجابي والإنطباعات الإيجابية التي تركت أثرًا ونجاحا كبيرين بعد كُل ورشة، ومن ورشة إلى أخرى ومع تزايد فروع الشركة في البلاد والثّقة المُتبادلة بيننا، اقترحت عليّ الشركة أن نُطلق معًا أقلام أحمر شفاه تحمل اسمي، وبفضل من الله توفّقت في هذا المشروع وأطلقت 3 ألوان لأحمر شفاه حملت اسمي بألوان من اختياري وبعد إطلاق المجموعة بشهر واحد فقط تمّ بيع كميّة كان من المُتوقّع نفادها خلال عدّة أشهر، وكان هذا نجاح له طعم مُختلف، أثبت تميّزي في المجال وثقة النساء التي وضعوها فيّ ومحبّتهم لي وتشوّقهم ودعمهم لمجموعتي كانت أهم النّجاحات.

أكثر من 200 ألف مُتابع ومُتابعة
كُلّما كبر عدد المُتابعين شعرتُ بأنّ مسؤوليّتي تجاههم كبُرت، لذلك أحرص على أن أقدّم إلى جانب المكياج والتّجميل المضامين التي تُعبّر عنّي وعن شخصيّتي والقيم التي أؤمن بها، مع الأخذ بعين الاعتبار بأنّي أعرّف نفسي كخبيرة تجميل وليس كمؤثّرة ولكن العدد الهائل للمُتابعين على صفحاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي أجبرني بشكل أو بآخر على أن أكون دقيقة في المواضيع التي أطرحها وبطريقة الطّرح حتّى، مع الوعي طوال الوقت لوجود الاختلاف بين المُتابعين، فكلّ له بيئته وشخصيته وأنا أحترم الجميع. 

مضامين ورسائل
المضمون الذي لا أتنازل عن إبرازه في كُل فرصة، هو المضمون المتعلّق بالمرأة، فمن يعرفني يعرف أنّي نسويّة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أنا مع حقوق المرأة وضد تعنيفها مهما كانت الأسباب، وأحاول التّأكيد في كُل مرّة على أهمّية انخراط المرأة في سوق العمل والمحافظة على حقوقها. 
وفي جانب مُختلف مُضيء، أسلّط الضّوء على القراءة وأهمّيّتها، فأنا أحبّ المُطالعة وبالذّات مُطالعة الكتب المختصّة بالتّنمية البشريّة وعلم الطّاقة، وأحاول أن أعكس ذلك ولو بجزء بسيط للمُتابعين من خلال إشراكهم بأمور آمنت بها، وطرق طوّرتُ وحقّقت من خلالها ذاتي، وغالبًا أنا لا أكتب "نصائح" بمنشوراتي بل أبرز قناعاتي من خلال تصرّف أو رأي أو ردّة فعل وحتّى في طريقة تربيتي لابنتي.

"أم لين".. مسؤولية وشعور لا يوصف
المسؤولية ليست سهلة، لين جعلتني إنسانة دقيقة مرهفة الحسّ، مليئة بالمشاعر وحسّاسة أكثر لكُل شيء، حياتي ما قبل الأمومة لا تُشبه ما بعدها على الإطلاق، إذ انقلبت حياتي رأسًا على عقب بعد إنجابي طفلتي لين، ذلك لأنّ المسؤوليات أخذت أبعادًا أكبر، أصبحتُ مسؤولة عن طفلة عليّ أن أربّيها وأن أزرع فيها القيم والأخلاق، ورغم انشغالاتي الكثيرة أحرص على الدّوام أن أكون معها وأن أخصّص لها وقتها المُقدّس، لتكبر ولديها مفاهيم ومسؤوليات تجاه نفسها وتجاه الآخرين، وبطريقة تعاملها معهم، وأسميتها لين تيّمنًّا بالليونة فأنا أؤمن أنّ لكلّ من اسمه نصيب، وأحب أن تكون ابنتي في المستقبل ليّنة ولطيفة في تعاملها مع كل شخص وتحمل قلبا أبيض، والتّربية هي الأساس. 

أريد أن أؤكّد عبرمنبر كل العرب بأنّ الأم العاملة ليست أمًّا مُهملة على الإطلاق، بل تُلقى على عاتقها الكثير من المهام ولا تتذمّر بل وتفعلها وهي سعيدة على أكمل وجه، بالمقابل لا احد منّا كامل.
الأمومة أجمل شعور يُمكن لأي امرأة أن تشعره في هذا الوجود، ومهما حاولت أن أشرح أو أصف هذا الإحساس فالكلمات قليلة، حياتي هي ابنتي وأهمّ أولويّاتي أنّي أم لطفلة وبالذّات أنّها أنثى فأنا لدي حب كبير للبنات، وأحاول قدر الإمكان أن أوفّر لها البيئة الحاضنة لتكبر فيها بسلام وحُب على المفاهيم والقيم النّسوية. وأتمنّى من كُل قلبي لكُل أم لم يرزقها الله طفلًا، أن تعيش هذا الشّعور يومًا ما.

أيتها المرأة.. القوّة تكمن فيك 
رسالتي لكل انثي، آمني بنفسك وبقدراتك، واكسري كل حواجز الخوف، ولا تلتزمي الصمت إذا تعرّضت يومًا لتعنيف إن كان كلاميا أو جسديًّا، وثقي بأنّك أفضل كائن حي موجود على الأرض لأنّ كل القوّة كامنة فيك. اسعي بكُل لحظة لأن يكون لك مساحتك في المجتمع ومشاركتك بكافّة مجالات الحياة، كوني شريكة في صنع القرار في العمل والمنزل وتربية الأطفال، وابتعدي قدر الإمكان عن التّفرقة في تربيتك لأطفالك بين أنثى وذكر، كوني أنت واطمحي واحلمي وحقّقي كُل الأهداف. 
 

مقالات متعلقة