الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 23:02

ندوة بجامعة بئر السبع بعنوان "الهوية بين الحصن المغلق والميناء المفتوح" للكاتب مرزوق الحلبي

ياسر العقبي -
نُشر: 09/01/20 20:57,  حُتلن: 07:48

جاءت هذه الندوة ضمن مساق انتاج المعرفة النقدية الذي يدرسة د. منصور النصاصرة والدكتورة سراب أبو ربيعة-قويدر

استضاف قسم السياسة والحكم وقسم التربية في جامعة بئر السبع الكاتب المفكّر مرزوق الحلبي في حلقة معرفية للطلاب العرب تحت عنوان "الهوية بين الحصن المغلق والميناء المفتوح: العرب الفلسطينيون في إسرائيل - هويّة قيد التشكيل".



جاءت هذه الندوة ضمن مساق انتاج المعرفة النقدية الذي يدرسة د. منصور النصاصرة والدكتورة سراب أبو ربيعة-قويدر. وأتت هذه الحلقة في إطار التعرف على انتاج المعرفة المحلية وشخصيات ناشطة من المجتمع العربي في هذا المجال.

استعرض الحلبي التنظيرات الأساسية في مسألة الهوية وحلّل تحولات الهوية لدى الفلسطينيين في الداخل. وأشار في معرض حديثه على مدار نحو ساعتين، إنّ الهويات متحوّلة تُبنى من خارجها ومن داخلها وترتبط ببعضها بعلاقات قوة وشحن ضدي متبادل خاصة في حالات الصراع.

وتقصّى الحلبي تطور هوية العرب الفلسطينيين في إسرائيل منذ كانوا "جماهير عربية" أو "عرب إسرائيل" إلى أن صاروا الأقلية الفلسطينية في إسرائيل أو العرب الفلسطينيين في إسرائيل. وقال إن الهوية مصطلح سياسي بامتياز حديث العهد يتصل بنشوء الدولة القومية وأن الهويات تُبنى من داخلها ومن خارجها الأمر الذي يُنتح توترا دائما يعيشه الأفراد المنتمون يوميا. وقال أن الهوية مصطلح يقصد الجماعة والفرد بوصفه منتميا لها، وهي "تُصنع" بقوة مشاريع جامعة تقودها النُخب في كل جماعة وتتطلّع إلى المستقبل أو من حلال أحداث مصممة مفصلية في حياة الجامعة غالبا ما تكون مأساوية أو مقرونة بالمعاناة. وقال أن أفضل الهويات هي التي يصوغها صاحبها في مرحلة من مراحل الوعي الهويتيّ مُهتديًا بمنظومة أخلاقية قوامها فكرة العدل والمساواة والحقوق وقدسية الحياة ويجعلها ميناء مفتوحًا خلافا لمن يراها قلعة مغلقة.
وحذّر من تبني مفهوما للهوية يقمع الخصوصيات لدى الجماعات المؤلّفة للجماعة أو يغبن حق الأفراد المنتمين في حرياتهم وتصوراتهم الذاتية لهويتهم ختاما
أشار الحلبي إلى اشتغال السلطة الإسرائيلية في بناء هوية العرب الفلسطينيين في إسرائيل بشكل يخدم مشاريعها. وتوقف عند قانون القومية الذي لا يترك للفلسطيني في إسرائيل إلا أن يكون فلسطينيا لأن القانون عرّف اليهود كـ"نحن" واضحة وأخرج كل مَن هو غير يهودي خارجها ليشكّل بالنسبة لأصحاب القانون جماعة واحدة. وقال أن القانون المذكور سيفضي إلى وضعية يكون فيها الفلسطيني في الداخل أمام سؤال جديد وهو: "هل سيكون كالفلسطيني في الضفة أم أن الفلسطيني في الضفة وغزة سيكون مثله بالنسبة للسلطة الإسرائيلية. وهذا سؤال سياسي لكنه هويتي أيضا".
تلى مداخلة مرزوق الحلبي تعقيب للمحاضرة أبو ربيعة-قويدر التي تمركزت حول دور الطبقة الوسطى في تشكيل الهوية والنقد الفلسطيني في هذا المجال والتوتّر بين الهوية الفردية والجماعية وكيفية صقل الهوية من خلال إعادة بناء مؤسساتنا الثقافية العربية.

مساق يدرّس للمرة الأولى بالعربية
وأشار النصاصرة، المحاضر في العلاقات الدولية، إلى أهمية مثل هذه الندوات في الحيز الجامعي وأهمية هذا النقاش لبلورة هوية جماعية في ظل التحديات القائمة. ومن ثم شكر الكاتب بتقديم كتاب بئر السبع وكتاب "عرب النقب 100 عام من السياسة والنضال" كإهداء معرفي نقدي محلي للضيف مرزوق الحلبي.
ويُشار إلى أن هذا المساق الريادي والذي يدرس للطلاب العرب للقب الأول والثاني يعتبر خطوة تاريخية غير مسبوقة في الحيز الأكاديمي في الجامعة.
واللافت إلى أنه - ولأول مرة في تاريخ الجامعة - يدرّس هذا المساق باللغة العربية ويطرح قضايا مختلفة تهم جمهور الطلاب العرب في كل ما يتعلق بإنتاج المعرفة. حيث يشمل هذا المساق الذي يدرس للسنة الرابعة على التوالي نقاشات ومحاضرات وندوات في عملية انتاج المعرفة النقدية على مستوى العالم العربي والمجتمع الفلسطيني في إسرائيل. يتضمن المساق، أيضا، تنظيم أيام دراسية أكاديمية في النقب وأيضا في القدس.
يشارك في هذا المساق طلاب للقب الثالث حيث تسنح لهم الفرصة بالانكشاف على عملية انتاج المعرفة والأبحاث النقدية على مستوى الدراسات العليا. 

مقالات متعلقة