الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

العلم والثَّقافة في زمن الكورونا- رشا بدر النقيب

رشا بدر النقيب
نُشر: 01/04/20 01:06,  حُتلن: 01:08

ثمة مرة أُولى لكُلِّ شيء، صدمة أولى، فرحة أولى وتخطي أول لأي أزمة كانت، هي مرحلة علينا أن نبذل فيها جهد مضاعف أكثر مما خلناه ينتظرنا في المراحل الأولى، لنُحسن اجتياز هذه الفترة بتوفيق ونجاح، كوني معلمة ومُربية بعيدة بهذه الفترة نهائيًا عن الحقل التعليمي بسبب الأوضاع الرَّاهنة، لا بُد لي أن أُنوِّه على أَهمية استغلال الوقت في هذه الفترة والنَّظر إليها بشكل إيجابي، فقد بحثنا دائمًا عن حُلول عند غيرنا لتخطي الأَزمات والمصاعب وها نحن الآن على وشك تخطي واجتياز مرحلة صعبة وحاسمة وحيدين برفقة أبناء أُسرتنا الأحباء.

من منا لا يُريد التَّقدم نحو أحلامه، من منا لا يسعى للتحليق وقطف أُمنياته، الوقت الحالي يسمح لنا باغتنام الفرصة والعمل وفق استراتيجيات بدورها تحُثنا على جني ثمرات النَّجاح ومن ثم القُدرة على التحقيق، لنظفر بشعور اللَّذة عند التَّميز، وذلك ما يمكننا لمسه بعد انتهاء الأوضاع الرَّاهنة وفق تخطيط مدروس، فما هي إلا فترة وسوف تمضي بإذن الله تعالى.
إليك عزيزي الطالب بشتى المجالات أطرح فكرتي، إليك أَيَّها المُثَّقف لسعيك جاهدًا للحصول على الأفضل، وصُنع شيء من لا شيء، لا تتردد بنزع الأفكار الإبداعية مما يجول في ذهنك وزرعها بكُلِّ ما هو مُفيد.
لطالما سمعنا عن الفَّرق بين العلم والثَّقافة وعلى مدار الأزمنة وفي جميع الأصعدة، قد تضاربت الرؤى التي تحجب العلم عن الثَّقافة والثَّقافة عن العلم، حتى بِتنا نراها في تارة أُخرى قد تدمجهما افتراضًا، فُرصتنا اليوم بسقل كل ما هو مطروح من أَفكار كانت مؤجلة بسبب قصر الوقت وقلته، فعامل الوقت يأتي قُدمًا نحو صالحنا ليمد لنا الفرصة لاجتياز هذه المحنة لنستبدلها بمنحة قد مُنحت لنا لاجتياز هذه الفترة بنفسية سليمة ومُحصنة قبل كُلِّ شيء.
لا تتردد عزيزي القارئ بتخصيص وقت للمطالعة، فالقراءة عامل روحي أكثر من كونه عملية معرفية لفكِّ الرُّموز وربطها بعضها ببعض، تُريح العقل والذِّهن والجسد، الكتاب هو أفضل رفيق للمرء وأَخْيَر خليل للفرد، يأخذك لاكتشاف ذاتك عن كثب، يحملك لتجوب عُصورًا لم تطمح يومًا باستكشافها، بالقراءة نجتاز الأماكن والأَزمنة، فلا يفصل بين العلم والثُّقافة سوى نبرة المُصطلح، استمتع بها في بيئة هادئة، لا يشغل فكرك وقتها سوى الابحار في عالم القراءة، فهي كفيلة أن تجعلك تجتاز محنتك السَّوداء لتدنو مشقتها في عينك وتزهر اشراقة حياتك اضاءة بأيام يصحبها الأمل والحُب رغم مشقة أيام الحجر وصعوبتها، لنفسنا السَّلام ولروحنا الاطمئنان والأمان.

مقالات متعلقة