الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 10:02

حي العجمي.. جمال المكان وبلورة الزمان/بقلم:طارق محمود بصول

طارق محمود بصول
نُشر: 07/04/20 16:17,  حُتلن: 18:04

في ظل ازمة فايروس كارونا، قرعت اذانُنا العديد من اسماء المناطق الجغرافية التي عانت من احداث مختلفة منها ووهان الصينية التي انتشر منها الفايروس، لومباردي الإيطالية التي تفشى بها المرض وحصد عدد كبير من الأرواح، בני ברק التي شهدت اغلاق كامل من اجل حصر تفشي الفايروس، وحي العجمي بيافا الذي شهد مُشاحنات خلال الأسبوع الماضي، في هذه المقاله سوف نتطرق لهذا الحي -العجمي- من حيث الموقع الجغرافي بكُنية جمال المكان وبعد ذلك نتطرق الى تاريخ انشاء هذا الحي تحت كُنية بلورة الزمان.

جمال المكان:
يُعد حي العجمي من احدى احياء مدينة يافا القديمة، ويقع بالجهة الجنوبية من المدينة القديمة على بعد 0.8 كلم مُطل على البحر الأبيض المتوسط الذي اكسبه جمالاً، فحتى يافا اكتسبت هذا الاسم الذي يعني الجمال نتيجة مكانها الخلاب على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، الحيّز الجغرافي لحي العجمي اكتسب اسم سكنات زمن الحكم المصري -1831م- 1840م- بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر انذاك. وأصل كلمة سكنات هي ثكنات والتي تعني في اللغة الجماعة من الناس او حي الجيوش، وقد حُرفت من قبل العرب وسُميت بالسكنات، وقد اهتم إبراهيم باشا بإنشاء العديد من السكنات بضواحي يافا من اجل إسكان المهاجرين والجيوش المصيريين الذين رافقوه بحملته الى البلاد.


بلورة الزمان:
تعاقب الزمن على الحي العجمي كأمواج بحره، فهنالك فترات شهدت ازدهار وفترات أخرى شهدت ركود، وبقي هنالك اختلاف بين الجغرافيين والمؤرخين حول إقامة هذا الحي، يعتقد المعظم ان حي العجمي أُقيم خلال فترة الحكم المصري في أوائل القرن التاسع عشر على يد إبراهيم باشا، ولكن بعد مراجعة بعض الأبحاث التي تطرقت الى السكنات المصرية بتلك الفترة تبين ان هنالك بعض الوثائق التي تُشير وجود الحي قبل وصول الحكم المصري. البحث الذي اعده الباحث "موردخاي القيام" يشير ان إبراهيم باشا قام بتوسيع حي العجمي خلال فترة حكمة، مما يشير الى ان الحي موجود قبل الحكم المصري، اما الباحث "شارليس فنكيس" الذي قام بدراسة سجلات المحكمة الشرعية بيافا بين سنوات 1799- 1826 يذكر ان الاستيطان المصري كان موجود قبل الحكم المصري، الدليل الثالث والأخير الذي ينفي انشاء الحي زمن الحكم المصري هو تسمية الاسم، فاسم الحي يعود الى إبراهيم العجمي احد صحابة النبي عليه الصلاة والسلام الذي دُفن في المكان، لربما مع دفنه في المكان بصدر الاسلام بدأ الحيّز الجغرافي بالاكتساء بالسكان والأبنية حتى شُيد كحي عامر باهله.
 

  المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة