الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 06:02

يحق لك ايتها الام وأيها الاب أن تقلقا على مصير أولادكم/ بقلم: د.صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 31/05/20 10:59,  حُتلن: 11:19

أصبحت الانسانية في خبر كان، أصبحت الاكثرية الساحقة من البشرية كآلات التكنولوجيا التي يتعاملون بها، الانسان أصبح رقما فقط بلا روح، القتل أصبح بضغط زر من بعيد بإرسال صواريخ وإطلاق قذائف من الطائرات والدبابات، والقاتل لا يرى الدم ولا يرى كيف تتألم الضحية أو القتيل، فأصبح الانسان خالي الشعور اتجاه اخيه الانسان، لا يشعر بألمه وأنينه وصرخاته وعذابه، لقد فقد الشعور والانتماء الى المجتمع الانساني.

الكثير من البشر تقوقع داخل نفسه وبيته وأصبحت العلاقات مع الآخرين ضعيفة، وأصبح الحكم على الانسان حسب الغايات والانتماء والقوه لا حسب العدالة، ففعلوا بالعدالة ما فعلوا. المعاهدات والقوانين الدولية ومنظمات حقوق الانسان لم تحمي و لم ترحم دماء الانسان التي سالت بغزارة، ولم توفّر له الأمن والأمان، ولم تزده إلا مزيدا من الجراح التي تتسع كل يوم.

الشعور بالإهانة وهضم الحقوق لا يمكن وصفه، الحياة تغيرت كثيرا، فحياة الانسان أصبحت رخيصة والموت اصبح بالجملة، وقل الاحترام بين الناس وكذلك الحياء، وقانون الغاب هو السائد في هذا العالم للأسف الشديد، وبالذات عند الدول التي تدعي انها حضارية، وحقوق الانسان عندها مقدسة، ولا ننسى أن هذه الدول قبل سبعين عاما قتلت في الحرب العالمية الاولى والثانية ولا زالت تقتل حتى يومنا هذا بأسلحتها الفتاكة التي تبيعها الى تجار الحروب الملايين من بني البشر .

الانسان يعيش واقع مرا، لكن لا أحد يتقبل هذا الواقع وما يجعلنا نتحمل هو قدرتنا على خداع أنفسنا !

الكثير منا يكذب على نفسه، لدرجة أن الأكاذيب التى نرددها أصبحنا نؤمن بأنها حقائق، ونحن نتخيل أن الكذب مريح وهذا غير صحيح، فلا أحد يشعر بالراحة.

في هذه الظروف السائدة، يحق لك ايتها الام وأيها الاب أن تقلقا على مصير ومستقبل أولادكم، يحق لكل انسان في هذا الكون أن يقلق على مصيره، بسبب فقدان الانسانية والرحمة والعاطفة والشعور مع الآخرين وكذلك فقدان العدالة. لان الانسانية أصبحت في خبر كان!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة