الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

منصور عباس تحت المجهر.. لماذا وماذا بعد؟/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 30/08/20 13:52,  حُتلن: 17:59

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

 لم أتفاجأ أبداً من تصريحات مخول، والتي نشرها "موقع العرب" نقلاً عن حوار مع قناة "مساواة" حول النائب منصور عباس من الحركة الإسلامية (الجنوبية)، والتي كانت بمثابة هجوم عنيف على عباس

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يتكلم منصور عباس في ذكرى مجازر تم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني، ولماذا لم نسمع أي مشاركة من سياسي يهودي متدين أو غير متدين في ذكرى فلسطينية مؤلمة

معركة التصريحات على المواقع وشاشات التلفزة بدأت بين منصور عباس عضو الكنيست عن الحركة الإسلامية (الجنوبية) وبين النائب الشيوعي السابق عصام مخول. لم أتفاجأ أبداً من تصريحات مخول، والتي نشرها "موقع العرب" نقلاً عن حوار مع قناة "مساواة" حول النائب منصور عباس من الحركة الإسلامية (الجنوبية)، والتي كانت بمثابة هجوم عنيف على عباس. صحيح أني لا أتفق مع مخول وحزبه الشيوعي في القضايا السياسية محلياً وعربيا ودوليًا، لكن تصريحاته الأخيرة حول منصور عباس كانت ملفتة للإنتباه خصوصاً أن الموضوع يتعلق بعلاقات خفية مع حزب الليكود.

مخول يتهم عباس بإخفاء ما أسماه "وثيقة سرية" عن زملائه في القائمة المشتركة كما جاء في المقابلة، والتي قال فيها مخول أن منصور عباس وضع خطة لمكافحة العنف في المجتمع العربي، لكنه أخفى هذه الوثيقة بطلب من "الليكود". أقوال مخول تندرج في إطار الإتهامات" لكن كما يقول المثل الشعبي "لا دخان بدون نار". والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي دقع مخول للكشف عن هذه الوثيقة في هذا الوقت بالذات، وهل تصريحات مخول حول هذه الموضوع تأتي من فراغ أم أن مخول نفسه يعتمد على معلومات موثوق بها قد تكون القائمة المشتركة مصدرها؟

يقول مخول حرفياً في خبر "موقع العرب" حسب المقابلة:"لا يمكن القبول بـ"مقايضة الجماهير العربية في البلاد ومصالحها من خلال مباحثات واتصالات سريّة تجريها تلك الكتلة (المقصود الحركة الاسلامية) مع حزب الليكود و نتنياهو واليمين المتطرف، ولا يمكن ان نمرّ على مثل هذا الامر مرور الكرام". وانطلاقاً من ذلك نستنتج أن مخول يعتمد على براهين ساطعة كدليل على ما قاله. حتى أن مخول ذهب إلى أبعد من ذلك في اتهامه لمنصور عباس، يقوله:"سمعت النائب منصور عباس يتحدث عن وثيقة قُدمت له من حكومة الليكود ويخفيها حتى عن زملائه في القائمة المشتركة بالكنيست لانهم طلبوا منه (أي الليكود) أن تبقى سريّة"، على حدّ قوله. وهل يوجد بعد توصيحاً أكثر من ذلك؟

منصور عباس دافع عن نفسه أمام اتهامات مخول بالقول:" ان الوثيقة التي يتكلم عنها مخول- دون أن يفصح عنها، ليوهم الناس بشيء خطير وسري- هي وثيقة خطة مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، والتي نشرتُ عنها سابقًا، وعند استلامها أعلمت القائمة المشتركة بها وسلّمت نُسخًا منها للأعضاء، وبالإضافة إلى ذلك أعلمت المتابعة والقطرية باستلامها". والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كان كلام عباس صحيحاً، لماذا لم تصدر المشتركة بياناً حول هذا الأمر، ولماذا لم تعلن القطرية والمتابعة عن موقفهما حول هذا الموضوع لتأكيد ما قاله منصور عباس؟

حدث آخر وضع منصور عباس تحت المجهر في الإنتخابات التي جرت في الخامس عشر من سيتمبر /أيلول العام الماضي، أي قبل يومين من موعد انتخابات الكنيست، تناقل متصفحو المواقع الإلكترونية خطابا لمنصور عباس جاء فيه:" على من يريد ان يقاطع الانتخابات تسليم هويته وان يخرج من اللعبة السياسية". ما قاله عباس أثار ردود فعل غاضبة في المجتمع العربي، واعاد الى الاذهان تصريحات لافيغدور ليبرمان بسلخ منطقة المثلث من اسرائيل وتحوليها الى المناطق الفلسطينية. منصور عباس وكعادته نفى ذلك واعتبره" كلام كذب وافتراء".

ولكن لنرى ما قاله عباس في نفيه للخبر:" لا يستطيع احد ان يناقشنا في حقيقة ان مقاطعة الإنتخابات في هذه المرحلة تصب في مصلحة اليمين الاسرائيلي.. ولحد الان انا لا اتهم .. ولا يعفي المقاطعين ان يقولوا نحن خارج اللعبة الاسرائيلية وبالتالي لا نتحمل نتائجها .ايش هالحكي هذا ؟ لا احد خارج اللعبة .. اللي بدو يكون خارج اللعبة يسلم الهوية ويعلن انه ايش .. مش مواطن في اسرائيل . يعني يا دكتور منصور أنت مثل الذي فسر الماء بعد الجهد بالماء. النتيجة نفسها.
 
حدث ثالث قام به منصور عباس، لفت الأنظار إليه على صعيد المجتمع العربي. كل إنسان عاقل ويجري في عروقه دم الإنسانية لا بد أن يكون ضد ممارسات القتل والتعذيب وعمليات القتل الجماعي بكافة أساليبها. ويجب إدانة مثل هذه الأعمال مهما كان مصدرها. لقد تم اختيار منصور عباس للحديث في الكنيست عن ذكرى "المحرقة" ، ومكافأة له على كلمته تلقى رسالة شكر من الرئيس الإسرائيلي ريفلين الذي قال في رسالته:" "المواقف الإنسانية النابعة من القيم والأخلاق هي ما تحركنا، وأن الإنسانية جمعاء يجب أن تكون متضامنة من أجل رفع الظلم والعدوان أينما كان، ومن أجل احترام حقوق الناس والشعوب جميعًا". كلام سليم، ولكن هل يطبق هذا الكلام فعلاً في الممارسات السياسية الرسمية على جميع مركبات المجتمع الإسرائيلي؟

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يتكلم منصور عباس في ذكرى مجازر تم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني، ولماذا لم نسمع أي مشاركة من سياسي يهودي متدين أو غير متدين في ذكرى فلسطينية مؤلمة، كما شارك عباس "ابن الحركة الإسلامية الجنوبية" في ذكرى المحرقة؟ أسئلة واضحة بحاجة إلى أجوبة. 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة