مُعَلَّقَاتِي الْمِائَتَانْ {184} مُعَلَّقَةُ عُودِي يَا قُدْسُ بِفَرْحَتِنَا
شعر / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
وَتَقَطَّعَ حَبْلُ الْأَفْكَارِ = وَبَقِيتُ وَحِيداً فِي الدَّارِ
وَأَتَانِي الْهَمُّ وَحَيَّانِي = وَاسْتَبْشَرَ بِطُلُوعِ نَهَارِ
يَا مَنْ أَقْدَمْتَ لِتَغْزُوَنِي = وَتُخَلْخِلَ سُدَّةَ أَنْظَارِي
يَا مَنْ أَقْدَمْتَ لِتَسْلُبَنِي = رُوحِي وَتُعَشِّشَ فِي زَارِي
يَا هَمِّي اِرْحَلْ وَاتْرُكْنِي = أَبْعِدْ جُنْدَكَ عَنْ تَيَّارِي
يَا هَمِّي قَدْ طَالَ بُكَائِي = وَتَزَلْزَلَ أُسُّ الْأَحْبَارِ
يَا هَمِّي مَا أَقْسَى فَصْلاً = يَحْمِلُ أَعْبَاءَ الْأَقْطَارِ !!!
يَا هَمِّي أَنَا مِنْ أَقْوَامٍ = عَاشُوا فِي فَصْلِ الْإِضْمَارِ
وَازْدَادُوا عِبْئاً يَنْثُرُهُمْ = وَرْداً يَا أَحْلَى الْأَزْهَارِ
صَبَرُوا وَالصَّبْرُ يُجَمِّلُهُمْ = بِرِضَا رَبِّكَ فِي الْإِبْحَارِ
كَادُوا لِلْبَاطِلِ بِذَكَاءٍ = مَحْمُودِ الشِّدَّةِ وَالْجَارِ
أَخَذُوا الْعُدَّةَ مِنْ سَيِّدِهَا = وََتَلَقَّوْا أَحْلَى الْأَذْكَارِ
أَخَذُوا الْعِزَّةَ مِنْ مَكْمَنِهَا = حِصْنُ الْمَوْلَى خَيْرُ جِدَارِ
وََتَلَقَّوْا فِي الْحَقِّ دُرُوساً = تَمْنَحُهُمْ خَيْرَ اسْتِبْشَارِ
أَ رَبِيعَ الْحُبِّ تَأَلَّقْ بِي = لِأَمِيسَ عَلَى خَيْرِ مَنَارِ
وَاصْعَدْ بِي لِأَبُوسَ حَيَاتِي = بَوْسَةَ مُنْفَعِلٍ بِالنَّارِ
نَارُ الْحُبِّ تُشَطِّرُ قَلْبِي = وَتُخَمِّسُهُ فِي اسْتِكْبَارِ
أَدْعُوكِ لِنَسْبَحَ بِشُعُورِي = نَهْمِسُ فِي حِضْنِ الْأَشْعَارِ
وَنُمْتِمُ لِلْحُبِّ بِزَارٍ = فِي أَرْوِقَةٍ لِلشُّطَّارِ
يَا رَاجِفَةَ الْقَلْبِ أَجِيبِي = قَلْبِي بِحُضُورِ الْمِزْمَارِ
قَدْ عِشْتُ بِحِضْنِكِ مَبْهُوراً = بِحَنَانِكِ فِي أَرْضِ الْغَارِ
لَمْ أَلْمَسْ مِنْكِ سِوَى دِفْءٍ = يَجْذِبُنِي مِثْلَ السَّحَّارِ
هَيَّا لِلْحَفْلِ يُتَوِّجُنَا = يَا رُوحِي يَشْدُو بِفَخَارِ
يِفْتَقِدُكِ قَلْبِي فِي وَلَهٍ = فِي تِلْكَ الْأُمْسِيَةِ فَدَارِي
سَيَعُودُ الْقُدْسُ وَيَحْضُنُنَا = هَلْ مِنْ أَمَلٍ لِلْأَنْصَارِ ؟!!!
اَلْأَمَلُ قَرِيبٌ يَا عُمْرِي = وَسَنَنْتَصِرُ عَلَى الْفُجَّارِ
وَصَلَاحُ الدِّينِ يُبَارِكُنَا = فِي سِلْسِلَةٍ لِلْأَبْرَارِ
وَرَبِيعُ الْحُبِّ بِوَرْدَتِهِ = يَنْتَفِضُ لِكُلِّ الْأَخْيَارِ
غِبْتُمْ يَا شِدَّةَ لَوْعَتِنَا = فِي فُسْتَانِ الْفَرَحِ السَّارِي !!!
أَيْنَ الْحُبِّ بِقَلْبِ أُنَاسٍ = دَاسُوا فِي قَلْبِ الْأَخْطَارِ ؟!!!
يَا وَرْدَةَ أَيَّامِي أَهْلاً = هَلْ تَأْتِينَ بِخَيْرِ مَزَارِ ؟!!!
هَلْ تَثِقِينَ الْآنَ بِقَلْبِي = يَفْدِيكِ بِسِلْكٍ وَجِدَارِ ؟!!!
هَلْ تَثِقِينَ الْآنَ بِقَلْبِي = يَنْتَشِلُكِ مِنْ فِلْمِ الْعَارِ ؟!!!
أَ رَبِيعَ الْحُبِّ أَطِلْ عُمْرِي = كَيْ أَشْهَدَ عُرْسَ الْأَحْرَارِ
أَحْرَارٌ مِنْ غَزَّةَ قَامُوا = يَلِجُونَ بِقَلْبِ الْأَسْرَارِ
أَحْرَارٌ فِي الْقُدْسِ تَنَامَوْا = كَالْوَحْشِ الْفَتَّاكِ الضَّارِي
يَفْتِكُ بِالْمُحْتَلِّ لِأَرْضِي = وَالشَّامُ تَأَلَّقَ فِي الصَّارِي
إِيمَانِي بِاللَّهِ يَقِينِي = يَدْعُونِي كَيْ آخُذَ ثَارِي
يَا رَاقِصَةَ الْحَبْلِ هَلُمِّي = وَأَقِيمِي مَأْدُبَةَ الشَّارِي
يَشْرِي الْجَنَّةَ فِي طَلْعَتِهِ = بِسَبِيلِ اللَّهِ الْقَهَّارِ
اَلْقُدْسُ يُبَارِكُ وَحْدَتَنَا = يَا سَيْفَ اللَّهِ الْبَتَّارِ
رَامَلَّا حَازَتْ مَنْشُوراً = يَحْوِي آيَاتِ الْإِنْذَارِ
إِنْذَارِ عَدُوٍّ مَكْمُودٍ = بِكِفَاحِ الشُّرَفَاءِ الْفَارِي
عُودِي يَا قُدْسُ بِفَرْحَتِنَا = فِي فَلَكِ التَّحْرِيرِ الْجَارِي
عُودِي لِرَبِيعِكِ يَا عُمْرِي = يَا قَلْبِي يَا لَحْنَ نَضَارِي
عُودِي فَسَمَاؤُكِ رَائِقَةٌ = وَاللَّهُ النَّاصِرُ وَالْبَارِي
شعر / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
mohsinabdraboh@ymail.com mohsin.abdraboh@yahoo.com