الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

وداعاً ابا طارق../ بقلم الزميل محاسن ناصر

محاسن ناصر
نُشر: 21/09/20 15:02,  حُتلن: 20:09

وداعا ابا طارق.. وداعا صديقي واخي وزميلي.. ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ، خاصةً إذا ما كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت، على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معاً يا ابا طارق . فكيف لي يومي الاول بالعمل بكل العرب قبل اكثر من 15 عاماً حين تعرفت عليك وقلت لي ... أكتب بقلمك وعبر عن رأيك بموضوعية وجرأة ... وكيف لي ان أنسى رحلات طاقم كل العرب المشتركة سواء الى البحر الميت او الى الجولان المحتل او الى بانياس ام جبل الجرمق ورأس النقورة وغيرها ..فكنت المرشد والقائد وروح الحياة بها .. ولا انسى تلك اللحظات الجميلة بالسباحة بنهر الحاصباني وشلالات بانياس .. كيف لي ان انسى ابتسامتك الملئية بالمحبة والحياة .

دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والاسى بشريط ذكريات اختزلت اكثر من 15 عاماً من الذكريات القريبة والبعيدة .. رحلت عن دنيانا يا ابا طارق تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة التي ربطتنا بك وبأسرتك الكريمة، تلقيت نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم اقو على تحملها .. والآن نحن لا نملك يا صديقي الراحل الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمدك برحمته ويدخلك فسيح جناته .. فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسى بكل هذه المشاعر الفياضة.

رحلت يا ابا طارق ورحل معك رمز الاخلاص والوفاء.. وعزاؤنا انك ترك ارثا ضخما من الاعمال بتربية الذرية الصالحة وخيرة الرجال والنساء بالعلم والادب والاحترام لتمهد لهم دربا يسيرون عليه وينهجون نهجك ويسيرون دربك بالصدق والامانة والاخلاص والمحبة والابداع ... رحمك الله با طارق رحمة واسِعة.

رحلت يا ابا طارق من بينِ كُلِ الملايين، وتركتنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي، مات صديقي وزميلي واخي زياد .. وسَيموتُ غَيرهُ الكثيرون، وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه، انه لا باقي سواه والكل سيفنى.

رحمك الله يا ابا طارق لقد ابدعت وامتعت فرحلت قرير العين.. وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. ندعو الله العلي القدير ان يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.

أخوك الصغير وزميلك محاسن ناصر.

مقالات متعلقة