شيّعت جماهير غفيرة جثمان الحاج سعيد أبو النجا (أبو سامر)، الذي توفي فجر اليوم (الثلاثاء) بمستشفى سوروكا بئر السبع، عن عمر ناهز 51 عاما، متأثرا باصابته بكورونا. وقد التزم المشيعون بالتباعد الآمن ولبس الكمامات أثناء تشييع جثمان الفقيد إلى أول منازل الآخرة.

وهذه هي حالة الوفاة الثانية خلال الساعات الـ24 الأخيرة في النقب، حيث دفن عند منتصف الليلة الماضية في مقبرة الزيادنة المرحوم الحاج علي إبراهيم الزيادنة (أبو إبراهيم)، من مدينة رهط، الذي توفي عن عمر ناهز 62 عاما. وألقى خطبة التأبين الشيخ حميد صالح الزبارقة، أبن أخت المرحوم أبو النجا، الذي عدد مناقبة وأكد على أهمية التباعد الآمن وعدم الاستهتار بالفايروس القاتل.

وروى د. محمد أبو النجا، ابن أخ المرحوم، في حديث لـ"كل العرب" أنّه تمّ الكشف عن إصابة عمّه بالكورونا بعد أن توجه للعلاج، يوم 3.7 حيث طلبوا منه أن يلزم بيته وأن يكون في الحجر الصحي لمدة 14 يوما. وأضاف: "يوم 11 يوليو/تموز الماضي طرأ تدهور على وضعه الصحي، ونقلوه بسيارة إسعاف إلى مستشفى سوروكا بئر السبع. تحدثت معه بالهاتف بعد يومين من وصوله إلى المستشفى فقال لي إنّ أحدا لم يتوجه إليه للفحص أو للعلاج. في الـ14 من الشهر طرأ تدهور على وضعه وتمّ نقله إلى قسم العلاج المكثف لمرضى الكورونا، حيث كان يخضع للتنفس الإصطناعي. أحضرنا له طبيبة متخصصة بالرئتين مؤخرا فقالت إنّ الوقت متأخر وهناك مشكلة كبيرة جدا في الرئتين. قالت لنا إن الرئتين توقفتا عن العمل تماما، وحتى زرع رئتين لا ينفع في هذه الظروف. الساعة الثالثة والنصف من فجر اليوم أعاد روحه إلى بارئها. قدّر الله وما شاء فعل".

وأشار ابن أخيه علي أبو النجا في حديث لمراسلنا، إلى أن عمه المرحوم لم يعانِ من أمراض سابقة، وقد ترك أرملة و-7 أولاد، 4 بنين و-3 بنات يدعون له بالرحمة والمغفرة. وتابع قائلا: كان رجل أعمال، وكان إنسانا محبوبا وقد حجّ بيت الله. وأضاف: "للأسف توفي نتيجة هذا الفايروس القاتل وهو في عزّ شبابه. لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون".
وفتحت العائلة بيت عزاء في ديوان عائلة أبو النجا في حارة رقم 43 ببلدة كسيفة في النقب، ولكن د. محمد أكد تفهمه للأوضاع الراهنة حيث قال: "نقبل التعازي أيضا عبر الهاتف وشبكات التواصل الاجتماعي. إنا لله وإنا إليه راجعون".

مراسل "كل العرب" توجه إلى الناطقة بلسان مستشفى سوروكا بئر السبع لتلقي تعقيبها على إدعاءات العائلة، وجاء في التقيب:"نحن نشارك الأسرة بحزنها، وننوه أنه تمّ نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة وتلقي العلاج الأمثل بما تطلبه حالته الصعبة.
وتثبت هذه الحالة مرة أخرى للأسف أنّ هذا مرض يمكن أن تكون عواقبه وخيمة للغاية. نكرر دعوتنا للجمهور بالالتزام بإرشادات الوقاية من كورونا".