جاء في البيان الصادر عن مكتب المستشار القانوني:

للمستشار القانوني للحكومة ولدولة إسرائيل واجب أخلاقي وجماهيري بالوقوف إلى جانب المدعي ومحاربي الجيش الإسرائيلي والمساعدة في الدفاع عن سمعتهم عندما يتم نشر منشورات كاذبة ومزيفة عنهم 

قدم المستشار القضائي لحكومة إسرائيل، أفيحاي ماندلبليت، موقفه أمام المحكمة المركزية في دعوى التشهير التي رفعها الكولونيل (احتياط) في الجيش الإسرائيلي، نسيم ماجنجي، ضد الفنان محمد بكري منتج فيلم "جنين جنين"، والذي أكد من خلاله وقوفه إلى جانب الضابط الإسرائيلي ضد ما أسماه "الأكاذيب الفظة والاتهامات الكاذبة والادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، تفيد بارتكاب جنود الجيش الإسرائيلي جرائم حرب خطيرة أثناء القتال في عملية السور الواقي في جنين عام 2002"، على حد البيان الصادر عن مكتب المستشار القانوني.

المستشار القضائي لحكومة إسرائيل افيخاي مندلبليت

وقد بدأت قصة المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري قبل 18 عاما، وبالتحديد بعد فيلمه "جنين -جنين"، الذي تحدّث فيه عن اجتياح الجيش الإسرائيلي مخيم جنين بالضفة الغربية عام 2002، في عملية سُمّيت آنذاك "السور الواقي"، وفيه يوثق ما قام به الجيش بحق المواطنين الفلسطينيين، ويضم شهادات لسكان المخيم من كل الفئات العمرية، الذين رووا ما رأوه وتعرضوا له في أبريل/نيسان ذلك العام، إضافة إلى مشاعرهم آنذاك.

وجاء في بيان المستشار القضائي لحكومة إسرائيل، الذي وصلت نسخة عنه إلى "كل العرب": "الفيلم كان في صلب عدد من الإجراءات القضائية، وقضت المحاكم – بينها المحكمة العليا - بأنه يتناول مزاعم كاذبة وخطيرة للغاية ضد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي. وفي إجراءات سابقة للفيلم، رفضت المحكمة دعوى رفعها جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، كونهم لا يظهروا أو يمكن التعرف عليهم في الفيلم، على أساس أن التشهير ضد الجمهور ليس سببًا لتقديم دعوى مدنية. وقد تم رفع الدعوى القضائية الحالية من قبل ضابط احتياطي ظهر في الفيلم ويمكن التعرف عليه".
وتابع البيان: "بعد فترة وجيزة من رفع الدعوى، قرر المستشار القضائي للحكومة الانضمام للدعوى. هذا، أولاً وقبل كل شيء، للتعبير عن الأهمية القصوى التي يجب أن تعلّق على زيادة حماية الإسم الجيد لجنود ومقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي والمدعي، الذين مثلوا يوم الخدمة العسكرية، ولإيصال رسالة واضحة لا لبس فيها بأن الدولة ستقف إلى جانب المدعي، الذي تمس المسّ والتشهير به بسبب خدمته كضابط احتياط، وإن الدولة لن تتركه وحده على الجبهة القانونية لتنقية اسمه الحسن" – حسب المستشار القانوني.
وجاء في موقف المستشار القانوني، الذي تمّ تقديمه من خلال المحاميين إيريز شتاينبرغ وديفيد غوتمان من مكتب النائب العام في منطقة المركز، أن "الأحكام القضائية السابقة بشأن زيف الفيلم صحيحة وأنه لا ينبغي الدفاع عن المدعى عليه في دعوى تشهير من قبل ضابط ظهر في الفيلم. في ظل هذه الظروف يعتقد ماندلبليت، أنّ "المشاهد قد يربط بين ما قيل في الفيلم وبين شخصية المدعي الذي شارك في القتال في جنين، وبالتالي فإن المدعي لديه سبب لتقديم دعوى التشهير".
وتابع المستشار القانوني قائلا: ""فيلم جنين وجنين والمؤامرات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة الواردة فيه جرحت بشدة وعمق بدوائر عريضة في الجمهور بأسره، بجنود الجيش الإسرائيلي، بالعائلات الثكلى والمقاتلين الذين تم إرسالهم إلى الجبهة بواسطة دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي ووضعوا حياتهم على المحك في القتال ضد النشطاء الإرهابيين في أزقة مخيم جنين، حيث يضر الفيلم بالسمعة الطيبة للمحاربين، بما في ذلك المدعي في هذه القضية، الذي أرسل لحماية مواطني الدولة، وكثير منهم لم يعودوا والعديد منهم يحملون ندوب نفسية نتيجة القتال حتى اليوم، فضلاً عن السمعة الطيبة للجيش الإسرائيلي وأجيال من المقاتلين الذين واصلوا مسيرتهم".
وأضاف قائلا: "للمستشار القانوني للحكومة ولدولة إسرائيل واجب أخلاقي وجماهيري بالوقوف إلى جانب المدعي ومحاربي الجيش الإسرائيلي والمساعدة في الدفاع عن سمعتهم عندما يتم نشر منشورات كاذبة ومزيفة عنهم، بسبب خدمتهم القتالية في الجيش الإسرائيلي".
ويشير موقف المستشار القانوني للحكومة كذلك إلى أن "هذه القضية تثير الرأي العام، لأن الفيلم لا يزال يشغل شرائح واسعة من المجتمع، من العائلات الثكلى، ومحاربي وقادة الجيش الإسرائيلي الحاليين والاحتياط وشخصيات عامة مختلفة. ومن هنا تأتي أهمية إيصال رسالة واضحة مفادها أن الدولة لن تقبل التصريحات المبالغ فيها والتي تتخطى حدود الخطاب المسموح به".
وقد تمت صياغة الموقف بالتعاون مع هيئات استشارية وتشريعية (قانون مدني) والنيابة العسكرية.

الفنان محمد بكري