الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

منصور عباس الحنون على الليكود

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 22/10/20 12:53,  حُتلن: 18:19

أحمد حازم في مقاله:

في جلسة سابقة للكنيست، تحدث منصور عباس عن وضع العرب في إسرائيل، وعندما انتهى صفق له نتنياهو بحرارة، وهي المرة الأولى التي يصفق فيها نتنياهو لعضو كنيست عربي

أنا لست بصدد تقييم أعضاء المشتركة سياسياً، لأن الظاهر، هم أعضاء القائمة المشتركة، وغير ذلك لا أعرف. لكن ممارسات البعض غير المقبولة والمرفوضة بتاتاً، تطرح عدة تساؤلات حول الخلفية السياسية الحقيقية لهذا البعض. أنا لا أدعي بأن كل أعضاء المشتركة توجد حولهم علامات استفهام، ولكن أيضاً لا أدعي بأنهم جميعاً يقومون بخدمة من انتخبهم.

قد يقول قائل أن "المشتركة" فقدت بوصلتها السياسية، لكني أنا شخصياً ليس مع هذا القول. فالبوصلة موجودة لكن من الممكن قد تم تغيير مسارها، ومن الممكن أن يكون البعض قد انحاز عن اتجاهاتها المرسومة، ومن الممكن أيضاً أن يكون هناك لعب على الحبلين من بعض الأعضاء. ولكن كيف نعرف ذلك؟

بدون شك فإن الممارسات السياسية هي التي تدل على اتجاه هذا النائب أو ذاك، خصوصاً أن المشتركة ليست من نسيج سياسي واحد بل هي خليط من ألوان سياسية غير متناسقة. فهناك العلماني والإسلامي، وهناك القومي وهناك من له لون آخر يختلف عن هذه الألوان الثلاثة. إذاً من غير المعقول أن تكون هناك مشتركة ناجحة غير متجانسة ولها مباديء مختلفة عن بعضها البعض. وحتى لو كانت لهذه المشتركة نشاطات فإنها تتم منفردة كل يتحدث باسم حزبه، ولم تكن صفة "المشتركة" المرجع الإنتمائي للنائب إنما حزبه بالدرجة الأولى. فأي مشتركة هذه التي يتحدثون عنها؟


في جلسة الكنيست التي جرت قبل أيام حول مشروع اقتراح دعم الطلاب الجامعيين، لم يشارك أعضاء "المشتركة" في الجلسة باستثناء النواب الثلاثة لـ"الحركة العربية للتغيير" د.أحمد طيبي،أسامة سعدي وسندس صالح.
في انتخابات الكنيست الماضية، سمعنا أحاديث كثيرة عن لقاءات بيت د.منصور عباس عضو المشتركة عن (الحركة الإسلامية الجنوبية) وبين قادة من حزب الليكود، وتم توجيه اتهامات للنائب عباس بهذا الشأن بوجود تعاون مع حزب الليكود. واليوم يواجه عباس نفس الاتهام. فما الذي فعله عباس حتى أصبح "علكة" في فم الناس.

في جلسة الكنيست التي جرت أمس الأربعاء، صوت الكنيست بكامل هيئته على اقتراح تشكيل لجنة تحقيق برلماني للنظر في ما يسمى بالقضية 3000، وهي التحقيق في “قضية الغواصات” والذي يدور حول رشوة ضخمة في عملية شراء غواصات من شركة بناء السفن الألمانية “تيسينكروب” بمليارات الشواقل. وتورط العديد من المقربين من نتنياهو، وكذلك كبار المسؤولين العسكريين في الفضيحة، لكن تم إلغاء الاقتراح، بموافقة منصور عباس على الإلغاء.
والسؤال المطروح، لماذا وافق عباس على إلغاء الإقتراح: هل تعود تلك الموافقة لصالح العرب؟ بالطبع لا. الإلغاء يعود لصالح نتنياهو وحزب الليكود. فهل أصبح منصور عباس "ليكودي" الهوى؟

نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها. في جلسة سابقة للكنيست، تحدث منصور عباس عن وضع العرب في إسرائيل، وعندما انتهى صفق له نتنياهو بحرارة، وهي المرة الأولى التي يصفق فيها نتنياهو لعضو كنيست عربي. فما الذي جرى يا "سعادة النائب" حتى دخلت قلب نتنياهو؟

أنا أعتقد بأن "القائمة المشتركة" مطلوب منها الا، وفي أسرع وقت إصدار بيان حول سلوك منصور عباس ومحاسبته على أعماله المسيئة للعرب، خصوصاً أنها تأخذ في الإزدياد، وأيضاً على "الإسلامية الجنوبية" تقديمه للمحاسية، لا سيما وأن لديها مجلس شورى مهمته محسابة المقصرين والمسيئين، إلا أذا كان أعضاء هذا المجلس راضين عن تصرفاته، أو لا حول لهم ولا قوة.
أليس من الأفضل لك يا دكتور عباس أن تعود لمواصلة مهنة طب الأسنان وتساعدهم في علاج أسنانهم بدلاً من اللعب بأعصابهم؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com       

مقالات متعلقة