منذ ان.....
منذ أن توقّف القمر أن يكون أرجوحة السّهر
ومنذ ان توقف دمع الشّمع ان يكون ندى الزّهر
ومنذ ان توقف الحليب أن يكون كأس السّكر
ومنذ أن توقف الصّمت بوح مواويل الضّجر
ومنذ أن توقفت شهرزاد البوح قبل السّحر
منذ أن توقف السّندباد من التّجوال والسّفر
ومنذ أن توقف الدّف الرّقص على أنغام الغجر
ومنذ أن سلّم اللّيل مفاتيحه لبوابات الدّجى والسّحر
ومنذ أن توقف الكون دورانه على سكّة القطار
ومنذ أن توقف السّيف أجتياح الفكر
ومنذ أن ثقف الشّعر لأهداب المقل
ومنذ تحول القصب لشذرات من السكر
ومنذ أن سئمت الأزهار تقبيل شفاه الثّمر
ومنذ أن توقفت الشّحارير الطيران على أغصان الشّجر
ومنذ أن ضجرت اللّالئ التفتح في لمى أصداف البحر
وحين تخلّى الفارس عن الرّمح والخنجر
وحين صارت النمور تموء كالهرر
وتوقف تحطيم الموج وجه الصّخر
وتخلّت البيداء عن الواح الصّبر
وهجر الارج بساتين الزّهر
وسافر الكلم أبجديّات المعاجم والاسفار
ورحلت القافية بين الوجدان والفكر
ونامت البلابل برحم الصّقر والنسّر
والشاه صادقت الذّئب
وشُرب العذب مع الماء العكر
لم تعد الانسانيّة تتغنّى بالشعر والنثر
وتخلّت النّفوس عن اللّباب وتشبّثت بالقشر
ومنذ ان توقف الغزل والسّهد أن يكون قيثارة
العشق والوتر
وحين تأخى الشّقاء مع العمر
وبدّلت الأشواك الورد والعبهر
أصبح الانسان دمية لخيوط الوهم والحلم
وراحت الأبجديّة تتأرجح بين الجزم والجرّ
وأنعدمت من الرّفع والنّصب
وباحت الحروف ما بطيّاتها من اسرار
وتساوى الذّكاء بالمكر
والعدالة تبعثرت تحت الرّجل
صار العالم يسير عكس السّير
والنّاس تتوق لمعجزة وسحر
ونفض الكون اوراقه ووقعت سهامه
سكاكين غدر بالصّدر
لم يعد للحياة طعم
وليس لمفهومها اي ذكر.....
بقلم : رشا وتد 25-10-2020