الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 20:01

يا هلا بالصّديق السّودانيّ

بقلم: الكاتب والأديب محمّد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 29/10/20 13:56,  حُتلن: 15:22

هذا ليس حلمًا. قسمًا بشرف النّيل، وبالمدينة المثلّثة، وبعاصمة اللاءات الثّلاث، أنّي شاهدته بعينيّ الاثنتين، على قناة "مكان". شابًّا أسمر عربيًّا طليق اللسان، فخورًا بمركزه السّياسيّ: "رئيس جمعيّة الصّداقة بين السّودان واسرا ئيل". ولم يذكر لنا هذا المحترم تاريخ تأسيس جمعيّته. هل كان ذلك في عهد الرّئيس جعفر النّميريّ وهجرة الفلاشا المدفوعة الثّمن بالعملة الصّعبة، بعد أن ذبح الشّفيع أحمد ورفاقه وغسل يديه أم في عهد بطل العروبة الرّئيس حسن البشير في أثناء مذابح دارفور وانفصال الجنوب عن الشّمال؟
لا بأس. الجمعيّة لها رئيسان، أحدهما من السّودان العربيّ وثانيهما من الشّقيقة إسرائيل والسّلام عليك يا سيّدة يصلّيها العم ترامب.
واذا كنت لم أعترض على "سلام الأصدقاء" فلا يجوز لي أن أعترض على جمعيّة صداقة بين نظامين شقيقين لهما ربّ واحد أي أبّ واحد. ولا شكّ أن آل نهيان وآل خليفة والبرهان قد دحضوا القول بأنّ: "مستحيلات العالم ثلاثة الغول والعنقاء والخلّ الوفيّ" فالحالة صارت اليوم صداقة و"خوش بوش" ولا بدّ لنا من أن نتوقّع ونتحزّر عمّن يقف بالطّابور من عرب ترامب قبل أن يطجّ الرّئيس البهلوان- لا سمح اللهّ!! لا تزعلوا ولا تخافوا ولا تقلقوا!!
واسمحوا لي أن اسأل تلفزيون "مكان" عن رقم هذا الشّاب الصّديق السّودانيّ أو عنوانه كي أطلب منه أن يستغلّ شطارته ويرشدنا لإقامة جمعيّة صداقة بين حكومة إسرائيل وبين المواطنين العرب الّذين يناضلون منذ 72 عامًا كي يكونوا مواطنين متساوي الحقوق مع الفلاشا الّذين هاجروا الى بلادنا في القناة السّودانيّة وبوساطة ساداتيّة.
لا أدري إذا كان الصّديق السّودانيّ يعرف أنّ النّاصرة أقرب الى يروشلايم وتل أبيب من الخرطوم، وانّ ام الفحم أقرب الى شارع بلفور من أم درمان، ولن أسأله عن رام الله ونابلس وغزّة كي لا أورّط الصّبيّ الأسمر مع الفتى كوشنير الأبيض، فأنا لا أحبّ الاحراج.
ولا أدري اذا ما كان يفهم بأنّ الصّداقة مع أهل الدّار والجّار أولًا قبل البعيد.
ذكر الشّابّ السّودانيّ –لا فضّ فوه-"أنّ شعب السّودان تعب من القضيّة الفلسطينيّة". ليش يا شاطر؟ لو قال هذا الحكي مصريّ أو سوريّ أو أردنيّ أو لبنانيّ أو عراقيّ قد نحاول أن نتفهّمه على الرّغم من أنّه لا يحقّ لعربيّ أن يقوله.. أمّا انت يا ولد؟.. والله عيب!! وهل تعرف العيب؟
أعرف أن الشّعب السّودانيّ شعب حيّ ووطنيّ وعروبيّ وانسانيّ ويحبّ العلم والأدب والحرّيّة.
نعم الشّعب السّودانيّ شعب يحبّ الحرّيّة.
شعب له كرامة.. وله عزّة وطنيّة!!
وأعود وأقول: لم يكن هذا حلمًا زارني في المنام بعد صحن فول أو صحن مجدّرة أو صحن مفتول.
وأرجوكم ألّا تظنّوا أنّ "المسبحة انفرطت"!
ويا هلا بشعب السّودان. شعبًا صديقًا، عربيًّا، وطنيًّا، قوميًّا ذا عزّة وكرامة!
وأمّا الزّبد فيذهب جفاء.!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة