الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 01:01

زَهر اللّوزْ-بقلم : رشا وتد

رشا وتد
نُشر: 18/11/20 02:52

زَهر اللّوزْ
بتلات اللّوز نهرُ حليبٍ مغموسٍ
بشفقِ الأصيل مشوب ببنفسجِ الخزامى
جداريّة سماويّة بينَ الهضابْ
معلّقة بين أرضٍ وسَحابْ
كُحل ترابِ فلسطين بينَ الجِفْنِ وَالهُدبْ
حِكاية سرديّة مخطوطة بماءِ الذّهبْ
جاءتْ الأيدي الحمراء الملطّخة بالدّمِ
ومَزّقت اللّوحةَ الرّبانيّة ودبّتْها بالرّعبْ
وتناثَرتْ تويجاتُ مَرج أجدادي
وشُيّعت أحلامنا بأكفانها وراءَ جبلٍ وسحبْ
وضَاعتْ قضيّةُ شَعبْ
وصارت نَايّاتُنا اشباحًا خاوية كسيقانِ القصبْ
لم يعدْ لمفاتيحِ بيتنا بابْ
وضاعت بوصلتنا وتشرّدنا بكل دربْ
وسنونوّات علّيتنا لاذتْ بالهربْ
وحُجبتْ لواحظنا بحدودٍ وحجبْ
وغابَ سهلُ اللّوزِوسقطتْ تيجانَه
المغمورة بالخوفِ والرُّعبْ
وفصلتنا الحواجزُ وتقطَّعتْ أخبارنا
وطارتْ يماماتنا بألفِ سِربْ
رَمَيْنا مَصائِرنا للمَجهولِ
ولمْ نقرأْ الفنجانَ أو علمنا بالغيبْ
وتَجَرَّعْنا الوَيْلات والسُّغبْ
وتذوقنا الغربةَ بالشّردِ والبردْ
وَرَحَلَتْ امانينا لحدودِ كل بلدْ
وسهل اللوز عالق بالذّاكرةِ كالدبقْ
سجادة فارسيّة مشغولة بالعرقْ
بطيّات الذاكرة منسيّة ومحفورة بالشّقاءِ والتّعبْ
تويجات زهر اللّوزْ
كقطرات الماس منثورة على وجه ماء
منشول من أعماق الجُبْ
بئر عميقة راحلة مع من رحلوا
شرقًا وغربْ
صخرة نحملها بين الاضلاع والتّربْ.....
بقلم : رشا وتد 17-11-2020

مقالات متعلقة