وحدة مجتمعنا ليست لعبة بأيدي أيٍ كان..ومن سيفرط بها سيحاسب ويدفع ثمنًا على ذلك

منصور عباس فاجأنا اعلاميًا بتصريحات فضفاضة تهدف لكسب الرضا من نتنياهو الذي يعرفه الجميع بعدائيته تجاهنا ومسؤوليته الحصريّة عن الكثير من المصائب التي حلّت بنا

نحن نريد المشتركة كمشروع سياسي استراتيجي ينهض بنا سياسيًا ويطور مشروع سياسي وطني يخدم شعبنا ويكون على قدر من المسؤولية امام التحديات الجسام التي تواجهنا 

- النائب د. سامي أبو شحادة

تحفظت طيلة الفترة الأخيرة عن الخوض في النقاش الدائر في القائمة المشتركة وحول تصريحات منصور عباس بشكل خاص، وذلك من باب الحرص على مشروع المشتركة الذي أردناه رافعة لعملنا السياسي وخطوة للأمام نحو تنظيمنا السياسي كأقلية قومية، لا يخفى على أحد ان هذا المشروع منذ تأسيسه شهد نقاشات كبيرة داخلية بين الأحزاب التي شكلته.

ولكن رغم كل ذلك كان هناك دومًا خطوط عريضة تمثّل اساسيات نتفق عليها فيما بيننا والذي هو اهم من الاختلاف بين مركبات المشتركة. كما وأي تجاوز لهذه الخطوط العريضة يعني اخلًالًا بالتوافق الذي قامت عليه القائمة.

حرصت منذ البداية ان يكون هذا النقاش داخل مؤسسات القائمة المشتركة والكتلة، كما وطلبت من منصور عباس ألا يقارعنا على وسائل الاعلام المختلفة وأن يكون ذلك من خلال اطار المشتركة، فكثيرًا ما كنا نختلف وبحدة في بعض الأحيان، ولكن ترفعنا ولم نهاجم بعضنا بعضًا من خلال وسائل الاعلام. فما بالك اذا كانت وسيلة اعلام يمينية متطرفة تأسست لخدمة نتنياهو والمستوطنين يخاطبنا من خلالها أحد زملائنا؟ وبل يقول لنا من خلالها ان المشتركة ستستمر فقط اذا خضعت لخطه ونهجه. والذي لم نفهمه أصلًا حتى الان ولم يطرحه داخل المشتركة، فقط فاجأنا اعلاميًا بتصريحات فضفاضة تهدف لكسب الرضا من نتنياهو الذي يعرفه الجميع بعدائيته تجاهنا ومسؤوليته الحصريّة عن الكثير من المصائب التي حلّت بنا.

عملنا بشكل جاد ومثابر وقدمنا تضحيات كتجمّع وطنيّ ديمقراطيّ من أجل ان تقوم القائمة المشتركة من أجل توحيد الصفوف وتعزيز النضال الجماعي وخدمة شعبنا، فنحن مبعوثون للكنيست للنضال من أجل شعبنا بهامة مرفوعة، برنامجنا يجمع بين الكرامة والاصالة الوطنية في الموقف والعمل بمهنية وجديّة لتحصيل حقوقنا الفردية والجماعيّة، فحقوقنا وشرعيتنا مشتقة من كوننا أصحاب البلاد الأصليين وليست منة من أحد.

المشتركة أتت لتناضل ضد سياسة هدم البيوت والعنف والجريمة المستشرية في بلداتنا وبين أوساط شبابنا، كما أتت لتفضح السياسات العنصريّة الإسرائيلية والتصدي لها في كل مجالات حياتنا.
الأهم في كل ذلك، اننا تعلمنا من خلال تجربتنا التاريخية ان كافة المحاولات للتعويل على أيًا كان من الأحزاب الصهيونية كان مصيرها الفشل وهذا ما سيكون مستقبلًا.
وحدة مجتمعنا ليست لعبة بأيدي أيٍ كان..ومن سيفرط بها سيحاسب ويدفع ثمنًا على ذلك.

نحن نريد المشتركة كمشروع سياسي استراتيجي ينهض بنا سياسيًا ويطور مشروع سياسي وطني يخدم شعبنا ويكون على قدر من المسؤولية امام التحديات الجسام التي تواجهنا ، هذه هي الفرصة أن نراجع أنفسنا ونستخلص العبر من اخطائنا ونعود لأهلنا فهم شرعيتنا وبدونهم لن تقوم لنا قائمة. 

* المقال بقلم النائب سامي أبو شحادة (التجمع - القائمة المشتركة)