الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 20:01

ليس دفاعاً عن عباس منصور

بقلم: حسين فاعور الساعدي

حسين فاعور الساعدي
نُشر: 03/12/20 11:00,  حُتلن: 12:00

ما الذي يجري؟
للإجابة على هذا السؤال نحن بحاجة للتذكير أن المشتركة تتكون من أربعة أحزاب قررت الاشتراك في قائمة واحدة لخوض انتخابات الكنيست بعد رفع نسبة الحسم وخوف هذه الأحزاب من السقوط وليس نزولاً عند رغبة الجمهور كما يزعم قادة هذه الأحزاب.
إذن ما من مشترك في هذه القائمة المشتركة إلا الخوف من السقوط والحرص الشديد على تجاوز نسبة الحسم والحفاظ على مصالح قادة هذه الأحزاب.
مباشرة بعد انتهاء الانتخابات الأخيرة برز تياران متوازيان لا يمكن أن يلتقيا: تيار يقوده أيمن عودة الحالم والمستقتل أن يكون رئيس المعارضة في إسرائيل وتيار يقوده الفلاح المسكون بالهم اليومي عباس منصور.
من حسن حظي، وحتى لا أتهم بالميل إلى طرف ضد طرف، فإنني لا أعرف الطرفين ولم أحاول التعرف عليهما. وما سأكتبه هو ثمرة مراقبتي عن بعد لكليهما.
أيمن عودة قرر أن إسقاط نتنياهو هو مطلب الجمهور العربي دون أن يتطرق ولو بكلمة لما بعد إسقاط نتنياهو أو من سيخلفه. مما خلق انطباعا أن إسقاط نتنياهو سيحل كل مشاكل العرب في إسرائيل وهو وهم ليس بعده وهم وسراب ليس بعده سراب. والأخطر من ذلك هو خداع للجمهور العربي وإيهامه أن الدنيا بألف خير ونتنياهو فقط هو المشكلة. لذلك مباشرة بعد الانتخابات الأخيرة ذهب أيمن عودة وألقى بنفسه في حضن غنيتس الذي لا يختلف بتاتا عن نتنياهو. وهو يعرف ذلك جيداً ولكنه توهم أن حلمه في أن يكون زعيم المعارضة في إسرائيل قد تحقق أو أصبح قاب قوسين أو أدنى. لم يتخيل أن نتنياهو وغنيتس لن يسمحا له بذلك. ولم يخطر له على بال أن لبيد سينفصل عن أزرق أبيض ليكون هو زعيم المعارضة وربما بإيعاز منهما أو من أحدهما .
في سبيل تحقيق حلمه في أن يكون زعيم المعارضة يريد أيمن عودة من المشتركة أن تقاطع نتنياهو وتنتظر من سيخلفه وهو مطلب غريب وغير عملي وغير مسؤول فنتنياهو هو رئيس الحكومة وأي عضو كنيست لا يمكنه تحقيق أي شيء إن لم يكن في تواصل معه.
التيار الثاني البرغماتي المسكون بالهم اليومي لعرب إسرائيل يريد حلولا لقضايا لا تحتمل التأجيل ويريد تنفيذ وعوده للناخب الذي أوصله للكنيست. لذلك لا مانع لديه من اللقاء بنتنياهو وغير نتنياهو في سبيل ذلك. وهو ما فعله عباس منصور.
إذن علام كل هذا الضجيج؟
للإجابة على ذلك لا بد من الالتفات ولو قليلا لنهج بعض مركبات المشتركة. فالجبهة هي الجهة الوحيدة التي لها قاعدة شعبية تعتمد عليها وتمكنها من عبور نسبة الحسم وربما بصعوبة. أما بقية المركبات فهي دون قواعد شعبية أو قواعدها ضعيفة لا تمكنها من تجاوز نسبة الحسم.
هذا الواقع بالإضافة إلى عوامل أخرى تاريخية جعل الجبهة ترى نفسها هي قائدة الجماهير العربية في إسرائيل وترى أنها هي المخولة في كسر المحظورات واتخاذ القرارات الحاسمة. فمن أين جاء هذا العباس منصور؟
هذه الستالينية أوقعت الجبهة وقادتها في مطبات كثيرة وأبعدتها عن الواقع وعن مصالح الجمهور اليومية. وسكوت الجمهور جعلها تتمادى في تجاهلها لمصالحه والاكتفاء بالتلاعب بمشاعره من خلال شعارات مبنية على الوهم والسراب كشعار إسقاط نتنياهو متجاهلة ذوبان اليسار الصهيوني وتحول الشعب الإسرائيلي بأغلبيته الساحقة إلى اليمين . وشعار حل الدولتين الذي لم يعد قائما ولا يمكن تنفيذه عملياً بعد كل ما تم بناءه من مدن ومستوطنات في الضفة الغربية.
عباس منصور لم يقم إلا بما كان يجب عليه القيام به فقضايانا لا تحتمل التأجيل ومن واجب أعضاء البرلمان معالجة هذه القضايا. وهم في الكنيست من أجل ذلك وليس لتنفيذ مشاريعهم الشخصية أو رغباتهم الفردية. ومواصلة رفع الشعارات التي لا تقدم ولا تؤخر فإسقاط نتنياهو لا يعني لنا شيئا لأن نتنياهو آخر سيأتي مكانه.
ومن قرر أن تقديم الانتخابات فيه مصلحة للجماهير العربية؟؟؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة