الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 13:02

قراءة في مقال سامي أبو شحادة النقدي ضد الشيخ كمال خطيب

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 12/12/20 12:39,  حُتلن: 17:44

نشر موقع العرب في الحادي عشر من الشهر الجاري مقالاً تحت عنوان" رسالة مفتوحة إلى كمال خطيب" كتبه سامي أبو شحادة، الذي ينتقد فيه مضمون "بوست" نشره فضيلة الشيخ كمال خطيب حول ترشيح إلهام خازن لمنصب رئاسة دولة إسرائيل، وقبلها ترشيح عزمي بشارة لمنصب رئيس وزراء إسرائيل، ومنصب منصور عباس الحالي كنائب لرئيس البرلمان الإسرائيلي المسمى كنيست.

للأمانة والمصداقية فأنا لا أعرف سامي أبو شحادة مطلقاً، وما أعرفه عنه أنه أصبح عضو كنيست أقسم اليمين على الإخلاص لإسرائيل، وقبل ذلك درس التاريخ والعلوم السياسية في جامعة تل أبيب، أي أنه حفظ السياسة على الطريقة الصهيونية،
يتساءل سامي أبو شحادة في مطلع مقاله حرفياً:" هل بالفعل خطيب لا يرى الفرق بين التجمّع والدكتور عزمي بشارة ومنصور عباس ومشروعه الإسلامي وترشح خازن لرئاسة الدولة؟ من حق أبو شحادة التنساؤل. لا أحد يناقشه في ذلك. لكن من حق الناس عليه أيضاً احترامه لمقام الكبار، خصوصاً أن الشيخ كمال أكبر منه عمراً بسنوات كثيرة ، والمثل يقول: "أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة"، وأكبر منه قدراً في هذا المجتمع "وشو جاب لجاب". إذاً من العيب بل ومن "قلة الأدب" أن يتم مخاطبة شيخ فاضل معروف محلياً وعربيا وعالمياً باسمه الشخصي، عيب والله عيب. نعم، المفروض تقبّل الرأي والرأي الآخر ولكن في إطار الإحترام، وتوجيه النقد لأي شخص لا يأتي عن طريق "الوقاحة" بل عن طريق الأدب وليس "قل الأدب".

الشيخ كمل خطيب عبر عن رأي له وكتب حرفياً:"عزمي بشارة الفلسطيني الذي أعلن ترشيح نفسه لمنصب رئيس الوزراء في إسرائيل. إلهام خازن الفلسطينية التي تعلن اليوم ترشيح نفسها لمنصب رئيس الدولة في إسرائيل. منصور عباس الفلسطيني الذي يتقلد اليوم منصب نائب رئيس الكنيست في إسرائيل. فإذا كان حكام الإمارات هم نجوم التطبيع مع المشروع الصهيوني فإن هؤلاء هم نجوم التلميع للمشروع الصهيوني. لا للتطبيع وألف لا للتلميع".

يقول سامي أبو شحادة في مقاله: "مقارنة مشروع التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ بترشح خازن لرئاسة الدولة يدل على عدم فهم أساسي لمشروع التجمّع. ".شو هالشوطة يا سامي، على مهلك شوي شوي. عزمي بشارة أعلن ترشحه لرئاسة الحكومة الإسرائيلية في التسعينات من القرن الماضي. ولنفترض انه نجح، ولو أن ذلك أمر مستحيل، فهل ترضون أن يكون عزمي رئيساً لحكومة إسرائيلية؟ كيف ستكون سمعتكم في العالم العربي ولا سيما عند الفلسطينيين في الشتات؟ أو أنكم لا تحسبون لذلك أي حساب؟ قصر نظر سياسي واضح. ثم عن أي مشروع تتحدث يا سامي وعن أي تحدي؟ هل هو مثلاً مشروع ""لقاء الأقرباء في دمشق" الذي سوقه عزمي بشارة لجمع فلسطينيين من داخل ألـ 48 مع ذوويهم في دمشق واعتباره مشروعاً وطنياً للتجمع، وبالتحديد يرئيسه السابق عزمي بشارة؟ هل تتحدث عن مشروع "إعلان الولاء الكامل للنظام السوري" الذي قتل وشرد الآلاف من الفلسطينيين في مخيم تل الوعتر بالقرب من بيروت؟ عن ماذا تتحدث؟ قل لي بربك. أنا لا ألومك أبداً فهكذا علموك في التجمع، والببغاء تردد دائماً ما تسمع. إسمعني جيداً يا "أدون" سامي: ذات يوم وكما أذكر في العام 2006 طلب عزمي بشارة من الصديق محمد حسن كنعان (أبو حسن) أن يزوره في بيته في حيفا وأن أكون أنا برفقة أبو حسن، وذلك للتحدث في أمور الساعة، خصوصاً أن "الحزب القومي العربي" الذي يرأسه أبو حسن قدم وقتها مساعدة كبيرة جداً للتجمع في انتخابات تلك الفترة، ولولا أصوات الحزب لما تمكن التجمع من عبور نسبة الحسم، وعزمي بشارة يعرف ذلك ويعرف أن اتفاقات مع أبو حسن قد تم توقيعها بحضور قيادات التجمع، لكنهم في النهاية تنكروا لكل ذلك. فإذا كان التجمع لم يحترم اتفاقات وقعها، فكيف بمكن أن يكون صاحب مشروع ناجح لشعب؟

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا سمحت إسرائيل وقتها بذهاب فلسطينيين من الداخل إلى دمشق عن طريق عزمي بشارة (فقط) رغم أن سوريا مصنفة بالنسبة لإسرائيل كبلد عدو لدود؟ كيف يمكن ذلك ؟ أم أن هذا يندرج أيضاً ضمن المشروع الوطني للتجمع؟
ثم يقول سامي أبو شحادة في مكان آخر من المقال:" غضب خطيب على منصور عباس يجب أن يثير نقاشًا جديًا وحقيقيًا بين أبناء نفس المشروع الإسلامي في الداخل بدل أن يتهجم على كل من يفكر بشكل مغاير عنه". أنا أستغرب مدى قصر النظر السياسي للكاتب لا سيما وهو "اختصاصي" في العلوم السياسية. الشيخ كمال خطيب وحسب معرفتي به وبطريقة تفكيره لا يهمه منصور عباس ولا أمثال منصور عباس، بل يهمه فقط الدفاع عن شعبه. الشيخ كمال أبدى وجهة نظر له ومن حقه التعبير عن رأيه. فإذا فهمت ذلك أن هذا غضباً من الشيخ كمال، فهذه مشكلتك.

نقطة مهمة أخرى يجب أن تفهمها يا "مستر" سامي: الحركة الإسلامية بشقيها الشمالي والجنوبي قد يكون لها أساس واحد في البداية، لكن بعد الإنفصال عن بعضهما أصبحا حركتين بمشروعين مختلفين والفرق كبير جداً بينهما، وليس كما تدعي أنت "لهما نفس المشروع الإسلامي في الداخل" ولو كان لديهما نفس المشروع الداخلي لما رفضت (الشمالية) المشاركة في انتخابات الكنيست، التي قبلتها "الجنوبية)

سامي أبو شحادة يدعي أيضاً في مقاله:" وقد يكون خطيب وأسلوبه هم أحد الأسباب الرئيسية لما وصلت إليه الحركة الإسلامية". يا ريت يا سامي لو شرحت لنا ما الذي يزعجك وبضايقك في الشيخ كمال وأسلوبه؟ لماذا لا تتحدث عن ذلك بالتفصيل أو على الأقل أن تعطي أمثلة على صحة رأيك. من الطبيعي أن يكون لكل إنسان رأي يختلف عن الآخر، وعندما يوجه الشيخ كمال انتقاداً لجهة معينة أو هجوما عليها كما تدعي، فذلك يعود لأسباب وطنية وليس لخلاف في الرأي. ولذلك عليك أنت أن تقوم بمراجعة ذاتية لكيفية الإستيعاب وعدم الإقتراب من ساحت الكبار والبقاء في الحجم المنوط بك، بمعنى "أعرف حجمك ومكانك قف".

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة