الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 11:01

عنصري إماراتي جديد في "بيتار القدس"

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 16/12/20 12:09,  حُتلن: 15:28

في الرابع من الشهر الجاري اقتحم حوالي مائة مشجع كرة قدم ملعب تدريب نادي بيتار القدس، غاضبين على فريقهم المعروف عن أنصاره بمعاداتهم للعرب وللمسلمين وسلوكهم العنيف. وقد قيل وقتها أن السبب في ذلك اقتراب النادي من الخروج من دوري الدرجة الأولى في إسرائيل. لكن الحقيقة التي ذكرتها إذاعة بي بي سي هي أن المشجعين اقتحموا الملعب احتجاجاً على مفاوضات للاستثمار في النادي من قِبَل أحد أفراد العائلة الحاكمة في دولة الإمارات. بعدها بثلاثة أيام أي في السابع من الشهر الحالي أعلن النادي توقيعه اتفاقية على استثمار مع الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان.

ويبدو أن الشيخ الإماراتي كان سخياً بما فيه الكفاية، إذ أعلن النادي على موفعه في الإنترنت، أن الشيخ حمد الثري التزم في العقد الموقع بينه وبين نادي كارهي العرب عن استثمار أكثر من 300 مليون شيكل أي بما قيمته (92.18 مليون دولار) في النادي على مدى السنوات العشر المقبلة.

وبالرغم من أن الشيخ حمد عربي مسلم (بالهوية) ويعرف نهج النادي السياسي أي النهج العنصري لأعضائه ومشجعيه ضد المسلمين عامة والعرب خاصة ، إلا أن حمد بن خليفة تعامل مع النادي وكأنه أمريكي المنشأ والتربية،إذ قال "أنا سعيد لكوني شريكًا في مثل هذا النادي الذي سمعت عنه كثيرًا وفي هذه المدينة العظيمة، عاصمة إسرائيل وواحدة من أقدس مدن العالم".

ما شاء الله. حضرة الشيخ سعيد جداً بهذه الشراكة. وقد تكون سعادته بالفعل نابعة عن قاسم مشترك وهو العداء للفلسطينيين، الذين لولاهم لما تعلم أباؤه ولا حتى هو أحرف اللغة العربية. نعم هو يشارك نادي العنصريين كرههم للعربي الفلسطيني، لأن الأيادي الفلسطينية هي التي ساهمت في النهضة العمرانية في الإمارات ، ولأن الفلسطيني له بصمة واضحة في المجالات التعليمية والثقافية وحتى العسكرية في الإمارات.

الشيخ الإماراتي حمد يقول انه سمع كثيراً عن النادي. لا أعتقد أنه سمع حقائق عن النادي بل أسمعوه ما يريدون إسماعه. فهل قالوا للشيخ السخي أن شعار الفريق: "فلسطين نقية إلى الأبد" وطبعاً نقية من العرب وهل يعرف الشيخ أن إدارة النادي ترفض رفضاً قاطعاً انضمام لاعب عربي أو مسلم إليه؟ وهل قالوا له أن فريق بيتار القدس هو امتداد لحركة "بيتار" الشبابية التي تخرج منها قادة إتسيل وليحي الفاشيتان وغلاة المتطرفين في الحركة التصحيحية التي اصبح شعارها الجدار الحديدي الذي يعيد نتنياهو صياغته تحت مسمى السلام من موقع القوة مقابل السلام، حيث أن ذلك كما يقول الزعيم الصهيوني جابوتنسكي يدفع العرب الى القبول بوجود إسرائيل والتعايش معها من موقع المتفوق والقوي؟

معلومة لا بد للشيخ القادم من الإمارات أن يعرفها كمسلم بالدرجة الأولى: مشجعو فريق بيتار غالبيتهم من مجموعة "لا فاميليا" المعروفة بعدائها التاريخي للمسلمين وبأغانيها ضد الرسول الكريم. هؤلاء المشجعون قاموا قبل أيام بكتابة عبارات مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام وضد العرب على السور الخارجي لملعب النادي في القدس، حسب الموقع الرياضي سبورت 1 التابع لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية. كما وجهت إحدى المحاكم اتهاماً في العام 2016، اتهاماً لـِ 19 مشجعاً من أعضاء المجموعة بمحاولة القتل، بما في ذلك أنصار فرق منافسة.

وأكثر من ذلك أيها الإماراتي: في شهر يونيو/حزيران العام الماضي طالب مشجعي الفريق بعدم ضم اللاعب النيجيري محمد علي للفريق إلا إذا قام بتغيير إسمه. موقف عنصري بامتياز. ومن الضروري أن يعرف حمد بن خليفة، أن أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنتا" صرح لصحيفة "غارديان" البريطانية بأن "فريق بيتار القدس هو أهم مكتسبات دولة إسرائيل وهو لواجهة الكروية لتيار اليمين المتشدد وقيمته تتمثل في حب إسرائيل اليهودية"

الشيخ "المثقف" معجب بمدينة القدس "كعاصمة إسرائيل". ما شاء الله على الشيخ. لا يوجد أحد في العالم يعتبر القدس رسمياً عاصمة لإسرائيل سوى الولايات المتحدة. وهذا "الحمد بن خليفة" ردد مقولة سيد بلاده الأمريكي ترامب ، لأنه لا يستطيع الخروج مثل إخوانه حكام الإمارات عن التعليمات الأمريكية.

مكافأة نادي العنصريين لحمد بن خليفة كانت أيضاً مهمة لابن الإمارات. فقد جعلوا إبن حمد بن خليفة عضواً في مجلس الإدارة الجديد للنادي ليكون الصوت العربي الشاذ (غير المسموع طبعا) في مجلس إدارة عنصري. "مبروك عليكو" فريق بيتار القدس العنصري انضمام مشجع عنصري جديد ضد الفلسطينيين قادماً من الإمارات.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة