الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:02

محمد بركه فيه (البركة) فساعدوه-الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 22/12/20 10:24,  حُتلن: 11:46

أعرف الصديق محمد بركة (أبو السعيد) منذ سنوات طويلة، وأعرف أنه غيور جداً على شعبه، وأعترف أيضاً أن غيوما متفرقة شوهدت في سماء العلاقة بيننا لكنها كانت غيوما صيفية سرعان ما تلاشت. هذه الغيوم كانت عبارة عن اختلافات غي وجهات النظر في فترة معينة، والخلاف في الرأي لا يفسد الود. لكن العلاقة ما زالت قوية ولا تشوبها شائبة.


عندما تم انتخاب (أبو السعيد) في المرة الأولى رئيساً للجنة المتابعة سارعت لتهنئته عندما التقينا في مناسبة معينة في شفاعمرو وسأتته عما إذا كان لديه برنامجاً للنهوض بالمتابعة. فأجابني:" سأفعل كل ما في وسعي لخدمة شعبي". والآن تم انتخاب أبو السعيد مجدداً رئيساً للمتابعة بالإجماع. وهنا لا بد من طرح السؤال: لماذا لم يترشح أحداً من الأحزاب الأخرى لمنافسة محمد بركة؟ أعتقد أن الرد على السؤال يتجسد في احتمالين. أولهما اقتناع مكونات لحنة المتابعة بأن ما فعله بركة خلال الخمس سنوات الماضية التي مرت على ترؤسه للمتابعة، أقنع المكونات بأنه قادر على الاستمرار في قيادة المتابعة. والإحتمال الثاني عدم وجود شخصية مناسبة لهذا المنصب تحظى بدعم مركبات المتابعة.
رئاسة المتابعة ليست أمراً سهلاً، ورئيسها لا يحسد على هذا المنصب لعدة أسباب. والمقر الذي يوجد فيه مكتب اللجنة تابع لمكاتب السلطات المحلية العربية. ومن المفترض أن يكون للجنة المتابعة العربية مقراً خاصاً بها منوع الأقسام لمتابعة قضايا شعبنا، لكن هذا الأمر صعب التحقيق، بسبب عدم وجود ميزانية رسمية سنوية من الدولة، علماً بأن رئيس المتابعة لا يتقاضى راتباً شهرياً إنما يقوم بعمل تطوعي.
وفي ظل تخلي الدولة عن دعم لجنة المتابعة فالسؤال المطروح الآن: لماذا لا تقوم "المشتركة" بالمساهمة في وضع ميزانية معينة للمتابعة، لا سيما وأن مركبات القائمة المشتركة لديها 19 وحدة تمويلية من الكنيست بقيمة ما يقارب مليون ونصف المليون شاقل شهرياً؟ لماذا لا تعمل أحزاب القائمة المشتركة على مأسسة المتابعة وتقويتها؟ وعلى الذين يتشدقون بسلبية تجاه المتابعة من بعض مكونات المشتركة عليهم أولاً المساهمة في تقويتها بدل الثرثرة في إضعافها.
وسؤال آخر مهم أيضاً: لماذا لا يتضامن رجال الأعمال في مجتمعنا ويتبرعوا سنوياً بمبلغ مالي للجنة المتابعة تجعلها قادرة على الحركة والنشاط بصورة أكثر فعالية. والذي يوجعه قلبه على حال لجنة المتابعة عليه أن يهب لمساعدتها، لأنها بالتالي المرجع الأساس لشعبنا. فلا يجوز أبدأً أن تبقى "لجنة المتابعة" بدون مقر رسمي. وحتى مكتبها اليتيم الحالي لا يوجد فيه سكرتيرة لتلقي مكالمات.
وبما أن السياسة فن الممكن، فإن أبو السعيد يمارس هذه السياسة، إذ ليس سهلاً عليه أو على غيره أن يطالب بإنجازات بدون إمكانيات. ولذلك فأنا أرى أن محمد بركة لم يقصر في عمله كرئيس لجنة متابعة بل عمل ما بوسعه لإنعاشها .
أما الذين يريدون الصيد في المياه العكرة، بقولهم أن محمد بركة متمسك بكرسي رئاسة المتابعة، فيرد عليهم في المقابلة التي أجراها معه الزميلان فايز إشتيوي وسعيد حسنين في تلفزيون العرب في السابع عشر من الشهر الحالي بكل هدوء: "انا صرحت لتلفزيون العرب في السابق لن ارشح نفسي مرة اخرى، ولكن عندما رأيت ان وجودي سيساهم في توحيد المتابعة، خاصة في ظل الظروف العاصفة وجدت من المناسب الاستجابة لطلب مركبات اللجنة". فهل هذا تمسك بكرسي الرئاسة أم تلبية لواجب وطني؟ والذين لم يشاركوا في انتخاب رئاسة المتابعة، فقد أفهمهم أبو السعيد في المقابلة بمنتهى الصراحة أن إعادة انتخابه له ما يبرره. فقد ذكر:" أن الامر ناجم عن ثمرة حوار بيني وبين مركبات لجنة المتابعة من جهة وبين مركبات المتابعة نفسها من جهة اخرى".
وبغض النظر عن انتماء محمد بركة الحزبي، لكنه في منصبه كرئيس لجنة المتابعة يمارس مهامه باستقلالية لا علاقة لها مطلقاً بأفكاره وانتمائه،لأنه يعرف تمام المعرفة أن مهمته هي وحدة مركبات المتابعة والإجماع على قراراتها وعدم تفضيل مركب على آخر، ولذلك أعيد انتخابه مرة أخرى كمرشح توافقي، مبروك لمحمد بركة الذي فيه (البركة) فساعدوه لتحمل هذه المسؤولية ولا تضعوا عراقيل أمامه.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة