الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 04:02

متى يصطدم رأس عباس بالحائط ليصحو؟/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 23/12/20 12:50,  حُتلن: 18:16

عندنا في المجتمع الفلسطيني (لعبة ورق شدّي) اسمها (ريميه) يوجد فيها كرت اسمه (جوكر) يمكن اللاعب في حال الحصول علليه من استخدامه كيف يشاء في كل خطوة لعب لتحقيق هدف معين. وهذا بالضبط ما يحصل مع نتنياهو و"عميد" الحركة الإسلامية الجنوبية منصورعباس، الذي يتمسك بدون حق باستخدام صياغة " رئيس القائمة العربية الموحدة ـــ الحركة الإسلامية"، لأن هكذا قائمة غير موجودة، والحركة الإسلامية التي يعنيها هي "الجنوبية". ويأتي استخدامه اسم الحركة الإسلامية للتمويه بأنه يمثل الحركة الإسلامية ككل في البلاد، وهذا غير صحيح وكذب واضح.

رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وعلى ما يبدو "شاطر في لعب الريميه" السياسية مثل ما هو تعلب في السياسة بشكل عام. ولو كان غير ذلكم لما بقي في منصب رئيس حكومة أكثر من عشرين عاماً. عندما ظهر غانتس على عالم السياسة، بعد تجربته في عالم العسكر، أراد مواجهة نتنياهو ليبعده عن كرسي رئاسة الحكومة، لكنه فشل أكثر من مرة.
وعلى ما يبدو تذكر نتنياهو أنه يجيد استخدام "الجوكر". فاستخدم غانتس "كجوكر" في لعبة تشكيل آخر حكومة له معه، وحقق هدفين في جوكر واحد: شق حزب "أزرق أبيض" وجلب غانتس إلى جانبه كشريك في الحكومة مع وعود فارغة. وهذا ما يحصل الآن تماماً مع منصور عباس، الذي يعتقد أنه سيصبح بطلاً قومياً إذا سار في ركب نتنياهو.

بنيامين نتنياهو يستخدم منصور عباس مثل "جوكر" في يده. يلوح به أمام خصمه غانتس، ويشهره أمام زملائه (أعدائه) في المشتركة. و"كرت الجوكر" يأني عن طريق الحظ لللاعب أثناء توزيع ورق اللعب. لكن حصول نتنياهو على "كرت" منصور عباس لم يكن حظاً بل كان عن سابق تصميم وإرادة من عباس الذي وضع نفسه رهن نتنياهو من خلال تصريخاته المؤيدة له ومن خلال سلوكياته السياسية الشاذة عن برنامج "القائمة المشتركة" التي يشكل عباس وكتلته أحد مركباتها.

منصور عباس يدعي بأنه ليس في جيب أحد، وهذا القول يردده دائماً. ويا ريت يشرح لنا عباس كبف أنه ليس في جيب أحد، لكن تصرفاته تدل على أنه في جيب نتنياهو. فقد أعلن عباس أنه مع القانون الفرنسي وهو القانون الذي يحمي نتنياهو من المحاكمة، وعباس تغيب مع كتلته في القراءة الأولى لاقتراح لحل الحكومة، وهذا يعني دعم نتنياهو، وها هو الآن يتغيب مرة أخرى مع أعضاء كتلته عن التصويت على اقتراح تمرير قانون الميزانية، ويضع نفسه مجددا في خدمة نتنياهو.
إن تغيب النواب الأربعة من كتلة (الإسلامية الجنوبية) يعني بدون شك عدم التزام هؤلاء بالبرنامج الإنتخابي للمشتركة. وهذا الأمر اكدته القائمة المشتركة في بيانها الذي قالت فيه: " ان تغيّب أربعة نواب عن الحركة الاسلامية عن التصويت، يعتبر خروجاً عن مشروع والتزامات المشتركة تجاه الناخب والمجتمع العربي،إضافةً لضربها بعرض الحائط بإتفاقية اقامة المشتركة والبرنامج الانتخابي للمشتركة".

إن رفض نواب الإسلامية الجنوبية حتى إبلاغ زملائهم في المشتركة بكيفية تصويتهم، يدل على أمرين: أولهما: قناعتهم بميولهم ككتلة تجاه نتنياهو، وثانيهما: تأكيد خروجهم عن مباديء المشتركة ونيتهم الانفصال عنها.
الأمر المضحك، أن هؤلاء النواب أصدروا بياناً حول قرارهم بعدم التصويت على اقتراح قانون تمديد الموعد النهائي لإقرار الميزانية قالوا فيه:" إن تصويتنا هو استمرار لنهج يقول: على العرب أن يكونوا قوة مستقلة مبادرة تصوّت وفق مصلحة المجتمع العربي، وقد حافظنا وسنبقى محافظين على ثوابتنا الوطنية والعقائدية، ولا نرى في إسقاط أي أحد كأعلى سقف عملنا الوطني. "

لا ندري أين هي مصلحة المجتمع العربي إذا كان هذا القرار في المحصلة يخدم نتنياهو. ولا ندري أين الحفاظ على الثوابت الوطنية في دعم نتنياهو، في الوقت الذي لا يرون في إسقاطه عملاً وطنياً، كما جاء في بيان الإسلامية الجنوبية. ألم يسمع عباس بالرسالة المستعجلة التي بعث بها رئيس الكنيست الى رئيسة محكمة العدل العليا استر اوحايون، والتي أيدها نتنياهو، وجاء فيها ان اي قرار للمحكمه ضد قانون القومية وتجميده سيكون فارغا من المضمون؟ أم أنهم لم يسمعوا أصلاً بقانون القومية العنصري؟ فمتى يصطدم رأس منصور عباس بالحائط ليصحى ويعود إلى رشده؟

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     


مقالات متعلقة