الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

المشتركة وسؤال الاحتجاج

ب.صبحي ريان

البروفسور صبحي ريان
نُشر: 24/12/20 09:19,  حُتلن: 10:53

تقوم دعوى المشتركة على فرضية مفادها أن أسلوب الاحتجاج فعل سياسي ضروري وكاف لتحقيق المصالح وتحصيل الحقوق للمجتمع العربي، فهو أسلوب يضع الحكومة الإسرائيلية في مأزق أخلاقي وحرج أدبي لا تستطيع الدفاع عن ممارساتها التميزية في المحافل المحلية والدولية.


البروفسور صبحي ريان
1. لا أحد ينكر ضرورة الاحتجاج، لكن اعتباره شرطا كافيا تنكره التجربة التاريخية الفلسطينية، حيث لم يرجع الاحتجاج حقا حقيقيا واحدا، بل شهدنا تصعيد التميز والغبن وازدياد الجريمة وهدم البيوت. مما يقتضي ابتكار أساليب إضافية تضاف إلى الأساليب القائمة، وليس بديلا عنها.


2. لقد تم فصل السياسة عن الأخلاق منذ قرون في الدولة العلمانية الحديثة، وعجبي أن الخبر لم يصل إلى قادتنا حتى اليوم. فالسياسي عامة ونتنياهو خاصة، لا تعني الأخلاق في قاموسه إلا وسيلة خادمة لمصالحة الشخصية، وتكمن مصلحته بالبقاء بالسلطة والتسيد والتأله والهيمنة والسيطرة، فهو لا يعطي من دافع أخلاقي، إلا قضاء لمصلحة. ويكون التعويل على أخلاق السياسي عبثا لا يأتي بطائل. فهو ليس جمعية خيرية تعطي بلا مقابل، فالمعادلة معروفة مصالح مقابل مصالح وليست أخلاق مقابل مصالح.


ترفض المشتركة معادلة مصالح مقابل مصالح، باعتبارها مقايضة سياسية، وتقول بأن الحقوق غير مشروطة ويجب أن تعطى بلا مقابل، لأنها مؤصلة في عقد المواطنة. هذا الادعاء صحيح وأخلاقي في نظام آخر، وليس في الدولة الحديثة وإسرائيل خاصة، بمعنى أن الارتهان لهذا الادعاء في الاشتغال السياسي في إسرائيل هو بمثابة اللعب خارج الملعب السياسي، وكمن يلعب في حاكورة بجانب الاستاد الكبير معتقدا أنه ندا وشريكا في اللعبة الرسمية, وهو في الحقيقة لا ينال حتى شرف الازعاج.


3. باتت المشتركة أسيرة لشعارات أعمتها عن مضامين رسالتها الأساسية وهي مصالح الجماهير العربية وحل مشاكله، وهي تعي تماما أن هذه المصالح معلقة بسياسات المؤسسة وليس بأشخاص معينين، فالهدف هو تغيير السياسات وليس الشخص بعينه، لكن المشتركة جعلت هدفها الشخص لا السياسات. وبماذا يختلف غانتس وساعر ولبيد وبنت عن نتانياهو؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة