وجاء في كتاب "أحوال المرابط بين السّاقط والهابط" لمؤلّفه جان الكوشنيريّ: "ومن أعاجيب هذا الزّمان أنّ صلاة الجمعة جرت في ثلاثة مساجد في ثلاث عواصم في يوم واحد وأمّ الإمامُ نفسه المصلّين فيها ففي أحد مساجد الرّباط عاصمة المملكة المغربيّة أدّى رئيس لجنة القدس صاحب الجلالة الملك محمّد السّادس صلاة الجمعة وفيما هو في صحن المسجد يصافح المواطنين والمهنّئين تلقّى اتصالًا هاتفيًّا من السيّد بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل وبحث العاهلان العلاقات الاقتصادية والسّياحيّة والتّكنولوجيّة بين البلدين والرّوابط القديمة بينهما وتطويرها وزيادة عدد السيّاح الاسرائليّين من خمسين ألف سائح كما كان في الأعوام السّابقة إلى ثلاثمائة ألف سائح وأكّد السّيّد نتنياهو على أنّ أورشليم القدس بمسجدها الأقصى مفتوحة للأخوة المغاربة اكرامًا لرئيس لجنة القدس في العالم الاسلاميّ جلالة الملك محمّد السّادس ودعاه إلى زيارة المدينة المقدّسة والصّلاة في المسجد، وفي خلال حديثهما استذكر الزّعيمان العلاقات المتينة بين البلدين منذ أيّام المرحوم الملك الحسن وزيارات قادة إسرائيل بيرس ورابين ورؤساء المخابرات إلى المغرب ومساعدة إسرائيل لمملكة الغرب في التخلّص من أعدائها، وأكّد السيّد نتنياهو لجلالة الملك أنّ إسرائيل تعارض كلمة "احتلال" وتعترف بأنّ الصحراء الغربيّة جزء من الأراضي المغربيّة كما هي الضّفة الغربيّة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل ووعده باستمرار تدفّق السّلاح الأمريكيّ والاسرائيليّ على المغرب الشقيق وأكّد جلالة الملك على دعمه للشعب الفلسطينيّ.

وفي مسجد كبير من مساجد استنبول الّتي تربو على ألف مسجد أدّى صلاة الجمعة جلالة السّلطان المعاصر صديق الشّعب الفلسطينيّ وحامي زهرة المدائن، أولى القبلتين ومعراج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبعد أن دعا وسلّم وقف في باب المسجد وأعلن أنّ الاتصالات بين تركيّا وإسرائيل مستمرّة، من أجل إعادة فتح السّفارتين و"صافي يا ياغرت" كما أنّ العلاقات العسكريّة والاستخباريّة كانت وما زالت منذ عقود قويّة ومتينة وأكّد السّلطان على أنّ الباب العالي كان أوّل من سمح لليهود ببناء المستوطنات في فلسطين في القرنين التاسع عشر والعشرين حيث بنى المستوطنون بيتح تكفا وتل أبيب وغيرهما وأضاف نحن نعارض كلمة "ضمّ" ونشجيها، فلواء الاسكندرونة جزء لا يتجزّأ من تركيا ولا نسمح لأحد بأن يدّعي بأنّه أراضٍ عربيّة أو سوريّة بل هو تركيّ ونحن نقدّر اعتراف إسرائيل بذلك وأضاف: أنّ تركيا مع الشّعب الفلسطينيّ.

وفي مسجد ضخم وعصريّ في دُبيّ أدّى صاحب السّمّو الأمير حمد بن آل ثاني صلاة الجمعة وشكر الله تعالى على تدفّق السّائحين من أبناء سيّدنا إبراهيم الى العاصمة وتمتّعهم بالأطيبين وقال سموّه: نحن مع الشّعب الفلسطينيّ ومع حلّ الدّولتين وأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل وفلسطين معًا وكي نحقّق ذلك قمت بشراء خمسين بالمائة من نادي "بيتار القدس" لكرة القدم بمالي الخاصّ، وهذا الفريق هو رمز الرّياضة في إسرائيل، فلا تجري أيّة مباراة على أرض ملعبه الا بعد سماع النّشيد الوطنيّ "هتكفاه" الّذي يؤكّد على أنّ القدس وأرض إسرائيل للشّعب اليهوديّ، بل لليهود الاشكناز.. وعلمت أنّ جمهوره الواسع يشتم العرب في كلّ مباراة ويدعو لهم بالموت، وهذا لا يضرّ، لأنّ الحياة والموت بيد الله تعالى. وأمّا الإنجاز الأكبر فهو أنّنا اشترينا بمالنا العربيّ الخليجيّ الاماراتيّ خمسين بالمائة من هذا الفريق، وهذا يعني أنّ لنا نصف "بيتار القدس"، وهذا معناه أنّ للإسرائيليين "بيتار" ولنا القدس. أليس هذا انجازًا؟ أليس هذا هو حلّ الدّولتين؟ أليس هذا أنّ القدس عاصمة للدّولتين؟
ليتقبّل الله تعالى صلاتكم يا صاحب الجلالة، ويا سلطان البرّين والبحرين، ويا أمير الامارات.

هيهات هيهات!!

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com