الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 16:02

ماذا لو تفككت القائمة المشتركة

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 03/01/21 11:52,  حُتلن: 15:47

منذ بداية حالة "التمرد" التي أعلن عنها منصور عباس عضو " القائمة المشتركة" عن الحركة الإسلامية (الجنوبية) والتي يطيب له أن يسميها "تصحيحية" من وجهة نظر، تتكاثر التساؤلات في المجتمع العربي حول مصير القائمة، خصوصاً أن النائب عباس قالها صراحة أن بقاء المشتركة بمركباتها منوط بقبول المركبات أفكار عباس الجديدة.
مركبات المشتركة لم تر في طرح عباس ما يتناسب مع برنامج "المشتركة" ولا مع متطلبات الجماهير العربية، لأن عباس يريد الذهاب بالمشتركة إلى اليمين وبالتحديد إلى أحضان نتنياهو. صحيح أن الناخبين الذين صوتوا للمشتركة في الانتخابات الماضية برغبون في بقائها كما هي، لكن "ليس كل ما يتمنى المرء يدركه" لأن رياح عباس تميل باتجاه نتنياهو. هذا الجو العام المسموم الذي خلقه عباس دفع "بالجبهة" و"بالتجمع" في الفترة الأخيرة إلى شن حملات ضد عباس الذي لم يتأثر بها وظل متمسكاً بموقفه.
النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة والنائب عن "التجمع" مطانيوس شحادة حمّلا نتنياهو المسؤولية في إلحاق الضرر بالمشتركة، واتهماه بأنه يريد شق المشتركة. على فكرة مطانيوس شحادة لمح أيضاً في إحدى مقابلاته مع تلفزيون العرب بأنه يجب مناقشة موضوع رئاسة القائمة المشتركة،في إشارة واضحة إلى عدم رضاه عن بقاء المشتركة برئاسة "الجبهة".
مبدئياً لا خلاف حول رأي عودة وشحادة حول نتنياهو.لكن نتنياهو ليس خصما سياسياً فقط، بل هو بالمفهوم العربي العام أكثر من خصم، وهو طيلة حياته السياسية لم يعمل لصالح العرب قيد أنملة وهذا شيء معروف. حتى أن نتنياهو قالها صراحة في محادثات مغلقة، حسب موقع"تايمز أوف إسرائيل" أنه ضد الأحزاب العربية التي لا تعترف بالصهيونية". هذا يعني أنه ضد كل ما هو عربي وليس الأحزاب العربية لأن جميع العرب بما في ذلك الأحزاب لا تعترف بالصهيونية.
فإذاً اتهام نتنياهو بمحاولة ضرب الصف العربي ليس أمراً جديداً، بل الجديد والمخزي في نفس الوقت هو تصرف منصور عباس تجاه المشتركة. فهو الذي يريد شق المشتركة بالدرجة الأولى من خلال محاولة ابتزازها، بمعنى : إما الموافقة على أفكاره وإما "باي باي مشتركة".
إذاً ما العمل أمام هذه المعادلة وكيف يبدو المشهد الإنتخابي الآن؟ الملاحظ أن النائب أحمد طيبي فضل البقاء خارج لعبة توزيع التهم ويقف موقف المتفرج حنى تتضح الصورة، وهو كما أعرفه أذكى من أن يزج نفسه في مهاترات لا تخدم الشارع العربي، بل هي مجرد تراشق اتهامات. لكن الطيبي ليس سهلاً، والمياه الراكدة لا تعني أن السباحة فيها سهلة. فهو يفكر وينتظر ليعرف أين يستقر مع ضمانة.
ما يدور الآن وراء الكواليس حديث عن إمكانية تشكيل قائمة انتخابية أبطالها: " منصور عباس،أحمد طيبي، علي سلام". من الطبيعي أن تشكيل هذه القائمة سيؤثر بشكل كبير على المشتركة وأن نجاحها مضمون إذا استخدمنا لغة الأرقام. لكن السؤال المطروح : هل يرضى رئيس قائمة ناصرتي علي سلام بالإستغناء عن رئاسة بلدية الناصرة مقابل الكنيست؟ وإذا رضي بذلك فمن هو الشخص الذي يحظى بثقة علي سلام ليكون بديلاً له، وليكون موضع ثقة على صعيد أهل الناصرة؟ إذ ليس من المعقول أن يترك علي سلام بلدية الناصرة للغير. لكن تصريحات سلام الأخيرة عن نيته تشكيل قائمة لخوض انتخابات الكنيست تدعو إلى التساؤل: هل أن أبا ماهر جاد في قوله، أم أن هذا مجرد "فتيشة" لا أكثر ولا أقل؟
الدكتور أحمد طيبي وكما أعتقد عليه التفكير ملياً في هذه الحالة، لأن وجود القائمة المشتركة كاملة أفضل بكثير له، لأنه يضمن بقاء ثلاثة مقاعد له، بينما في القائمة الجديدة فالأمر ليس مضموناً للثلاثة. وإذا ذهب مع "الجبهة" في تحالف فأعتقد أنه من الصعوبة بمكان الحصول على ثلاثة مقاعد..
"التجمع" هو أيضاً حلقة ضعيفة في حال حدث شرخ في المشتركة، لأنه وحده كحزب لا يمكن له عبور نسبة الحسم وبالتالي عليه البحث عن حليف. وفي هذه الحالة لا يوجد أمامه سوى خيارين: إما التحالف مع "الجبهة" أو مع منصور عباس على أساس (مرغم أخاك لا بطل) وبذلك يعيد التاريخ نفسه، وأنا أستبعد ذلك، لكن في السياسة لا يوجد مستحيل.
نحن لا نريد استباق الأمور وقد تتغير المعادلة، ونستيقظ ذات يوم على خبر إعادة المياه إلى مجاريها في المشتركة، فكل شيء جائز في هذا الزمن، لكن على أي حال فإن منصور عباس هو الرابح الأكبر(سلبياً) في كل معادلة إن بقيت المشتركة وإن تفككت لأنه سيبقى (الجوكر) في قضية انتخابات الكنيست، والذي يشار إليه دائماً بالبنان سلباً عربياً ويهودياً.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة