الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 22:02

نتنياهو ينافس على الصوت العربي- فهل ينجح؟

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 08/01/21 10:21,  حُتلن: 12:20

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يتولى منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، ولم يستطع أحد لغاية الآن إبعاده عن هذا المنصب، يحاول الآن دغدغة شعور الناخب العربي للحصول على أصوات عربية في الإنتخابات المقبلة المقرر إجراءها في شهر مارس/ آذار المقبل. بدون شك فإن نتنياهو سيستخدم كل ما لديه من إمكانيات لجمع الآلاف من الأصوات العربية، وسيركز على "الوعود"بالعمل؟!" من أجل الناخب العربي. ولكن هل توجد مصداقية بكلام نتنياهو وخصوصاً للمواطن العربي؟

نتنياهو معروف عنه أنه كاذب وبشهادة سياسيين كبار. الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وفي كتابه الذي أصدره تحت عنوان " أرض الميعاد" والذي يرصد فيه تجربته خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض، يلقي الضوء على طابع العلاقة التي كانت سائدة بينه وبين بنيامين نتنياهو. موقع قناة 12 الإسرائيلية عرض أهم ما جاء في الكتاب، الذي وصف فيه نتانياهو بـِ"الخبيث والصعب وصاحب قدرات اتصال استثنائية".

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت فقد وصف نتنياهو بالكاذب والمحتال. ونقلت القناة الإسرائيلية السابعة في الخامس من الشهر الماضي، عن أولمرت قوله "أن نتنياهو، لم يقصد في أي وقت من الأوقات تنفيذ ما وعد به، إنه مخادع ومدع". قإذا كان أوباما الذي كان يعتبر أهم رئيس في العالم، ينظر إلى نتنياهو بهذه النظرة، فمن الطبيعي أن تكون نظرته عن تجارب سابقة. وإذا كان ابن دينه وشريكه في السياسة الليكودية أولمرت ينعته بأنه مخادع، فهو يتحدث عن تجارب مرّ بها. فكيف سيكون نتنياهو صادقاً مع الناخب العربي في وعوده؟

نتنياهو وعلى ما يبدو على استعداد مقابل الحصول على الصوت العربي أن يقول أي شيء وأن يعد العرب بكل شيء، لكن كل ذلك يبقى قولاً ووعداً يعني حبراً على ورق. ألم يقل للعرب أنه سيوقع على قرار ميزانية مكافحة العنف والجريمة في الوسط العربي؟ ولغاية الآن لم يفعل.

ذهب نتنياهو إلى ام الفحم، ليكون شاهداً على تطعيم الشخص رقم مليون ضد كورونا، وقد شاءت الظروف أن يكون هذا الشخص من ام الفحم. ولو كان الرقم مليون من مسنوطنة يهودية فهل يتطرق نتنياهو إلى ذكر العرب؟ بالتأكيد لا. على كل حال استغل رئيس حزب الليكود هذه المناسبة وأراد ملامسة الشعور العربي . فقد قال :" إن العرب يجب أن يكونوا جزءًا كاملاً من قصة النجاح الإسرائيلية"، لست أدري ما الذي دفع نتنياهو هكذا فجأة لاستخدام كلمة (يجب) بصيغة إيجابية تجاه العرب وهو الذي يحرض ضدهم بأسلوب عنصري. ويبدو أنه يريد استغلال الخلاف الحاصل داخل المشتركة عسى أن يحظى بأصوات كثيرة من الناخبين العرب. ومهما كان السبب فهذه وقاحة ما بعدها وقاحة. كيف يريد نتنياهو أصواتاً عربية وجرافات وزارة الداخلية تقتحم منازل لسكان عرب وتهدمها بموافقة نتنياهو، وكان آخرها اقتحام جرافات الهدم الإسرائيلية ترافقها قوات كبيرة من الشرطة، مدينة باقة الغربية، وهدم جدارات بحجة البناء غير المرخص.
نتنياهو قال للقناة 13 منافقاً "إن الصوت العربي له إمكانات هائلة وأن الجمهور العربي كان لسنوات عديدة خارج التيار الرئيسي للقيادة. لماذا"؟ نتنياهو يسأل وبكل وقاحة لماذا ويدعي بعدم وجود سبب؟ لكن الحقيقة عكس ذلك فهو يعرف في داخل نفسه أن العنصرية ضد العرب التي يحمل هو لواءها هي السبب. نتنياهو يراهن على كسب الآلاف من الأصوات العربية، بمعنى أنه يريد منافسة "المشتركة" في عقر دارها في المجتمع العربي يعني تحدي المشتركة . فقد ذكرت القناة 13 أن نتنياهو يخطط، للسعي لجذب الأصوات العربية بشدة، ويأمل في تحقيق هدفين: الحصول على نحو مقعدين في الكنيست بفضل الدعم العربي، وتقليص التأييد للقائمة المشتركة التي تراجعت في استطلاعات الرأي الأخيرة.

نتنياهو يريد الإصطياد في المياه العكرة، وأعتقد بأن الناخب العربي عنده من الوعي واليقظة ما يجعله في موقع صد نتنياهو. وهل ينسى الناخب العربي الحملة المعادية التي قام بها نتنياهو ضد العرب في شهر سبتمبر/أيلول عام 2019 حيث نشر رسالة يخاطب فيها الناخبين اليهود بالقول: إن السياسيين العرب الإسرائيليين يريدون إبادتنا جميعًا”؟
المواطن العربي بشكل عام والفحماوي بشكل خاص، كيف له أن ينسى أن قرارت سجن فضيلة الشيخ رائد صلاح إبن مدينة ام الفحم، والذي يقبع الآن في سجون نتنياهو، كلها تمت بموافقته. وذا كان رئيس حزب الليكود قد نسي ذلك عمداً بكل وقاحة،" فإن الناخب العربي لا ينسى أبداً عنصرية نتنياهو وتحريضه ضد العرب، حتى وإن ظهر الآن بلباس الحمل الوديع لكسب ود الناخب العربي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة