الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 12:02

أبعد من تكتيك انتخابات

بقلم: أمير مخول

أمير مخول
نُشر: 14/01/21 19:09,  حُتلن: 00:12

لا يبدو أن ما نشهده هو مجرد مسعى من نتنياهو لكسب اصوات من الشارع العربي في الداخل، بل انه مسعى من رئيس حكومة اسرائيل ودولته واستخباراتها لمحاصرة التيار الوطني في الداخل باحزابه وحركاته، في محاولة للإجهاز على الثقافة الكفاحية لهذه الجماهير التي لم تحقق اي انجاز في تاريخها الا بالنضال، ومن دون النضال لن تحقق الا الوعود الواهية.


هذه الهجمة العلنية هي في طبيعتها استراتيجة وليست تكتيك انتخابات فحسب، والقضاء على مقومات الوحدة الوطنية والكيانية هو مشروع هذه الدولة منذ ان قامت على نكبة شعبنا. فبعد اكثر من عقدين من الاستنزاف المتواصل والهادف لقوى المجتمع الفلسطيني بالجريمة من ناحية وبالسياسات المباشرة من هدم وملاحقات وحظر حركات، تعتقد المؤسسة الحاكمة انه آن الاوان لقطف ثمار مشروعها التفتيتي لجماهير شعبنا.
من يظن نفسه من بين ظهرانينا انه يضرب بسيف السلطان ويجاهر في ذلك سعيا وراء السطوة، سيكتشف قريبا ان هذا السلطان لا ياتمنه على سيفه، وسيكتسف انه خسر شعبه الذي يرفض التذلل للمستعمر حتى وان كان التذلل بلهجة العربدة، فلا سطوة على ارادة الشعب لا من الدولة ولا ممن اختار التحالف معها ويقول لاهل البلد "ارحل".
ان المظاهرة التي تنادت اليها القوى الوطنية في الناصرة وخارجها والتي واجهت شرطة القمع وجهاز الترهيب، هي شعلة وطنية لها ما بعدها وهي انطلاقة وليست نهاية مطاف. فقد مدّت جماهير شعبنا بجرعة من الأمل والارادة التي تعرفها هذه الجماهير.
ان استهداف القوة الوطنية الفلسطينية في الداخل وتهميش وزنها ودورها لا ينحصر في حدود هذا المكان، بل هو جزء اساس في السعي الاسرائيلي لتفتيت القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه، وفي فك الارتباط بين مركبات الشعب الفلسطيني.
إلا أن السعي لمحاصرة القوى الوطنية، وباعتقادي تراجع وزنها وأثرها الجماهيري، لا يعني أمرا مسلّما به، بل يتطلب اعادة التفكير الجماعي واعادة الاعتبار للعلاقة مع الناس والتمسك بالثوابت الوطنية.
لم يكن الصوت الاعلى في الامس لرئيس حكومة اسرائيل ولا لرئيس بلدية الناصرة، بل صوت مظاهرة الأمل والكرامة الوطنية، فلا صوت يعلو صوت الناس. أنها صوت الناصرة ، إنها صوت وضمير جماهير شعبنا ومعها كل أنصارها.
كل التحية الى المتظاهرات والمتظاهرين الذين تصدوا بإراداتهم وبأجسادهم لاعتداء الشرطة
كل التحية الى الذين جرى الاعتداء عليهم واعتقالهم وإصابتهم
لقد صنتم كرامة شعب

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة