الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 11:01

هل سنتقهقر الى الوراء ونعود الى المربع الاول !؟

بقلم: غسان عبدالله

غسان عبدالله
نُشر: 20/01/21 13:53,  حُتلن: 16:02

 الانجاز الاول والاهم الذي حققته القائمة المشتركة في الانتخابات الاخيرة للكنيست ال 23 هو ليس حصولها على 15 مقعدا في الكنيست فحسب ، وان كان انجاز غير مسبوق نسبيا في عدد المقاعد !!

الانجاز الحقيقي والاهم هو النهوض بمشروعنا الوطني السياسي الاستراتيجي ، مشروع الاقلية الفلسطينية في الداخل الفلسطيني اذ بات نموذجا وحدويا يحتذى به وقد تفاخرنا به امام الشق الثاني للوطن خاصة وامام العالم العربي عامة وفي ظل هذه الانقسامات الفلسطينية والتخاذل العربي.

الانجاز الحقيقي هو النقله النوعيه الكبيره في كنس الاحزاب الصهيونية من حاراتنا وشوارعنا ومن مجتمعنا العربي برمته.

ان الالتفاف الجماهيري الحاشد وبضميره الحي وبقلبه النابض حبا لمجتمعه وبقناعاته التامة وبوعيه السياسي حول القائمه المشتركة لهو الانجاز الحقيقي .

هذه الهبة الجماهيرية والاندفاع لصناديق الاقتراع ومنح المشتركة اكثر من  95% من نسبة المشاركين كان اشبه بالحصار المحكم والشامل على كل من سولت له نفسه للتصويت للاحزاب الصهيونيه لتقف اماهم سدا منيعا ودرعا حصينا واقيا وهذ هو الانجاز !!.

النضوج والوعي السياسي كانا من اجندة واولويات واستراتيجية المشتركة بمركباتها الاربعة وان هذه الوحده لمختلف المعتقدات والايديولوجيات والتوجهات الفكرية في الداخل الفلسطيني لهو الانجاز بعينه .

ان هذا الجرف او لعلني اصفه بالتسونامي ادى الى دحر كل الاحزاب الصهيونية دون استثناء والتي كانت متمترسة بالزاوية لتجد الفرصة المناسبة لتنقض على الصوت العربي!  والاهم من ذلك دحر الحطامات البشرية ( والعرب الجيدون ) واؤلائك المتخندقون وراء منابرهم الفيسبوكية المحبطون والمتربصون  وجل اهتماهم تشويه العمل النضالي والحزبي ميدانيا وبرلمانيا من اجل تعميق الشرذمة وتأجيج الخلافات بمناكفاتهم واشاعاتهم لاضعاف الوحدة مقدمين خدمة مجانية للاحزاب الصهيونية ، ولكن المشتركه كانت بالمرصاد ليعودوا الى جحورهم خائبين مذعورين وجلا وخجلا .

نعم هذا هو الانجاز الاول والاهم للقائمة المشتركة بخلقها ثقافة وطنية وسلوكا وطنيا مشرفا يختلف عنه ما كان في سنوات مضت، كان بها زلم الاحزاب الصهيونية يصولون ويجولون بقرانا ومدننا العربية بلا حياء وخجل ودون وازع او رادع متبعين سياسة المحسوبيات والمخترة، وللاسف كانت هذه الاحزاب تحصد الاصوات العربية دون رقيب او حسيب.

فهل بهذه المرحلة التاريخية المفصلية ونحن على عتبة الانتخابات الرابعة وبعد هذا الانجاز التاريخي المشرف والذي وضعنا في مكان مرموق ومكانة مشرفة

هل في هذه المرحلة وبعد هذا الانجاز وبعد ان اصبحنا الرقم الصعب في المعادلة الحزبية الاسرائيلية وعلى الساحة السياسية سنعود الى المربع الاول ؟!!

وهل سنسمح بانهيار مشروعنا الوطني ؟!!.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة