الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

أحمد الغرباوى يكتبُ:-الشتاءُ الأخيرُ..!

أحمد الغرباوى
نُشر: 21/01/21 01:42

يُنبئنى شِتاء هذا العَام:
ـ أنّه اللقاء الأخير..!
مَع إشراقة عَبث صَبْيّة عَ الشطّ.. وتطايْر أحْلام اليقظة والمَدّ.. وقذف كُرات رَمْل تسكن ندبة خَدّ.. وتلهو بحرير بَضّ وَجْه.. وسِحر الفَنّ فى تشكيل الصّخَر..
كًلّ صباح يزبدُ مَوْج.. يزبدُ حلمًا مَشْنوقاً بحنجرتى..
لحم حُبّى محشورٌ بطواف حَرْمى..!
،،،،
يُنبئنى شِتاء هذا العَام:
ـ أنّه اللقاء الأخير..!
ويتهادى الصّيْف..
فى مطارات الحلم؛ تنتظرنى عروسى.. منذ ألف ألف عام؛ هى إمرأة أحببتها مُنْتهى سدرة عِشْق.. وفى شغفٍ يمتدُّ ويمتدّ.. بقلبى يحتدُّ ويحتدُّ.. يسوّد ويسوّد بجدرانِ روحى.. يفترشُها فكرًا.. تتبعه ظلًّا.. تجرُّ نَبْضًا.. يرتلها دوام يَوْم عقب كُلّ صلاة..
وبَيْن أنامله جسدٌ.. لم يعرف الأرْض غَيْر رهافة حِسّ.. و..
ولايعود مِنّى غَيْر جواز.. جواز سفر.. و
وكَفن..!
،،،،
يُنبئنى شِتاء هذا العَام:
ـ أنّه اللقاء الأخير..!
كَفنٌ يجرّ كفنًا.. تتحقّقُ عروسى مِنْ ملامح الجَسد.. ولم ترانى.. شئٌ لم تر.. أنّها بروحى وطن..
وبَيْن نهديْها مَهدى مَدَدٌ مدد.. رحمّ أمى.. مشيمة أبَدْ..
بالثوب الأبيض مُلتحفٌ.. فى البُعاد مُزمّل بـ ( جيب جينزها) ستر روح.. واعتكاف دفء مِنْ عصف زمهرير هَجْر.. و
وما بَعْد اليوم غُربة وفُراق..
وجدٌ يسرى والروح عظم.. عَظم بدن..
ما بعد اليوم اغتراب..!
اغتراب فى لَحْدِ وَطن.. وفى لَحْدِ الوطن أعود..
والمَوْتُ بأزقّة الوطنِ عَوْدة رحم..
عَوْدةُ رَحِم..!
،،،،،
يُنبئنى شِتاء هذا العَام:
ـ أنّه اللقاء الأخير..!
كان الموعد أغسطس من هذا العام.. يعلو صوت الدفّ.. وأرتدى حلم ألف ألف عام.. وتغرّد حبيبتى عِشّ اليْمام.. وتغيّر أمّى ثوب الحداد الطويل؛ قُبَيْل المَمات..
وأختى تعودُ مِنْ غَيْبوبة حَيْاة.. وبأعلامٍ بَيْضاء؛ يبدّل أهلى السَّواد.. وبجوارى؛ يعودُ أخى مِنْ أرْضِ الغياب.. يغدو لى سنداً وزادْ..
ولكن..
بدلاً مِنْ الصيْاح.. ديكُ هذا الصباح ناح.. وسقط على الجدار.. وبَكى المؤذّن.. وعقب الصلاة؛ الإمامُ استدار.. وفى حُضنه يدسّنى إيواء غار..
وشيْخٌ طيْبٌ.. مذكورٌ فى كُلّ الأوْرَاد والأشْعَار والأسفار يباركنى.. يربتُ على كتفى.. و
ويهمسُ:
ـ ولدى..
مع إطلالة فَجْرِ هذا الصيّف توضأ.. تطهّر..
استقبل القبلة.. و
وبأجمل ثوبٍ؛ للقاء الحبيب التحف وتعطّر..
وللقاء الحبيب بأجمل ثوب تدثّر..
تدثّر..!
،،،،،
يُنبئنى شِتاء هذا العَام:
ـ أنّه اللقاء الأخير..!
أنا من اختاره الربّ..
لم يعُد أمامى حَيْاة لا تزل..
لم ولن تزل أبدًا..
أبَدْ..!
.....
(إهداء..
حبيبى.. ينبئنى شتاء هذا العام أنّه اللقاء الأخير.. فهلّا..
هلّا قليلاً أجّلتِ مَوْعد الغياب الطويل..؟)
أ.غ

مقالات متعلقة