أسيل ترى بالجانب النفسيّ للمرضى أمرا مهمًا حيث تتبادل الأحاديث معهم

أسيل بادرت بتقليم أظافر السيدات المريضات، تضع لهن طلاء الأظافر والكريمات وتعطّرهن ليشعر أنّ الحياة لا تزال امامهن 

مبادرة مؤثرة وطيّبة للطبيبة المتدّربة في المركز الطبي رابين - مستشفى بيلنسون في الشارون، أسيل بشارة، التي قررت أن لا تترك مرضى كورونا وحدهم رغم عدم قدرتها على تقديم العلاج الطبيّ لهم في الوقت الحالي، وذلك من خلال زيارتهم بشكل يوميّ في قسم الكورونا بالمستشفى، حيث تتبادل الأحاديث معهم وتقوم بتقديم "مساعدة" انسانية لهم من اجل تغيير نفسياتهم ورسم ابتسامة على وجوههم ولو بأبسط الطرق، فهي تقلّم أظافر السيدات المريضات، تضع لهن طلاء الأظافر والكريمات وتعطّرهن ليشعر أنّ الحياة لا تزال امامهن، وتقول أسيل :"صحيح لا أستطيع معالجة مرضى كورونا حاليًا لكن يمكنني اسعادهم قليلًا..".

تصوير: مستشفى بيلنسون (מרכז רפואי רבין - בילינסון והשרון)

وتحدّثت الطبيبة المستقبلية الانسانة أسيل بشار قائلة:"أردت أن أكون أكثر أهمية بالنسبة للمرضى. أردت أن أجعلهم يشعرون بتحسن حتى لو لم يُسمح لي بإعطاء الدواء لهم... إنهم يشعرون بالوحدة لأسابيع، ويجلسون بمفردهم وبالكاد يرون عائلاتهم،  أسرة"، وأضافت:"تعرض لي النساء صورًا عن حالهن في الحياة الواقعية - ويعتقدن أنهن تحت الأرض هنا لذلك ليست هناك حاجة إلى العناية والاهتمام بأنفسهن، لكني أعتقد أنه في النهاية قد يصل الإهمال وقلة العناية أيضًا إلى الروح.. لذلك قررت شراء طقم عناية خاص بقسم الكورونا من عطر وطلاء اظافر بعدة الوان ومبرد اظافر وكريم لليدين".
وتابعت حديثها:"في كل يوم بعد كل الأعمال المطلوبة مني في المستشفى أقوم بجولة بين مرضى كورونا جميعًا. يكفي أن يشمّوا القليل من الكريم او العطر أو يروا اللون في اليدين أو القدمين حتى يشعرون بمتعة أكبر!".

وقالت أسيل:"أنا أجلس مع المتعالجات هنا، أرتب لهم أظافرهن وأتحدث معهن عن الحياة، الألوان عن كل ما ليس له علاقة بما يدور هنا.. ابتسامة، طلاء أظافر ورائحة عطرة هي أمور بسيطة لكنها قادرة على تعزيز النفسية وانعاش الروح ولو للحظات قليلة.. حتى لو كانوا يتواجدون بقسم كورونا في موقف سيارات أرضي لأيام طويلة يُمنع أن نجعلهم يفقدون احساسهم بكونهم بشر"، كما قالت.