الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 17:02

دولة ديموقراطيّة

بقلم: الكاتب والأديب محمّد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 26/01/21 17:06,  حُتلن: 01:59

نحن متّفقون ولا يمكن أن نختلف على الفاصلة أو علامتي التّعجّب والاستفهام في الجملة، ومن أنا حتّى أنفي ديموقراطيّة دولة إسرائيل!؟ هي دولة ديمقراطيّة شئتُ أم أبيتُ والاتّحاد الاوروبيّ والولايات المتّحدة يقولان ذلك بل هناك دول ديموقراطيّة عديدة تؤكّد هذا الكلام مثل البحرين والامارات والسّودان والمغرب وموريتانيا.
وماذا يعيبها اذا كانت يهوديّة وديموقراطيّة؟ ألا يوجد في ألمانيا وإيطاليا وسويسرا وغيرها أحزاب مسيحيّة وتحكم وهي دول ديموقراطيّة عريقة؟ وبالإضافة الى ذلك فهي كما قال أحدهم: دولة ديموقراطيّة لليهود ودولة يهوديّة لمواطنيها العرب.

واسمحوا لي أن اذكرّكم بأنّ الله تعالى- كما جاء في التّوراة والتّلمود والمشناه فضّل اليهود على الآخرين. لهم حقوق أكثر، ولهم موارد أكثر، ولهم قوّة أكبر ومال أكثر.. ولهم ما يشاءون ويحقّ لهم أن يطردوا المدنيّين الفلسطينيّين من المدن مثل القدس واللّد والرملة وطبريا وصفد وحيفا وعكّا وغيرها لأنّهم لا يرغبون بالعيش في المدينة ولا يسعدون به بل يحبّون الصّحراء والبداوة والخيام… يحقّ لهم باسم الدّيموقراطيّة والحقّ الالهيّ أن يهدموا أربعمائة وخمسين قرية ويزيلوا أطلالها ويغرسوا أشجارًا حرجيّة لتغطيّة الجريمة، وهذا عمل حضاريّ فيه محافظة على الطّبيعة، من لا يحبّ الشّجر؟ ويحقّ لهم باسم الحق الالهيّ التّاريخيّ أن يصادروا أراضي وبيوتًا من محافظة الخليل حتّى محافظة جنين ويستولوا عليها ويفلحوها ويقيموا عليها مستوطنات. هم أقوياء والله تعالى منحهم العقل اليهوديّ والذّكاء والقوّة.
ويحقّ لهم أيضًا أن يقتلوا باسم الأمن مئات الفلسطينيّين رجالًا ونساء وأطفالًا لأنّهم يحملون السكاكين أو المسامير أو المفكّات أو الأعلام أو المساطر أو الأقلام أو السّندويشات كي يحموا الدّيموقراطيّة.
هناك يهود وقحون وعرب وأجانب وقحون يزعمون بأنّ النّظام الاسرائيليّ من البحر الى النّهر نظام أبرتهايد. وهذا كلام غير علميّ وغير واقعيّ وغير منطقيّ. فالعرب في إسرائيل يعيشون في بحبوحة. صحيح أنّ حكومات إسرائيل منذ كاره العرب الأول دافيد بن غوريون حتّى عاشق العرب فجأة نتنياهو صادرت أراضيهم وحوّلت قراهم ومدنهم الى غيتوات مثل غيتو النّاصرة وغيتو سخنين وغيتو ام الفحم وغيتو عين ماهل وغيتو الطّيّبة وغيتو كفر قاسم ولكنّها أبقت لهم الهواء والسّماء وعوّضتهم بالتّأمين الوطنيّ والتّأمين الصّحيّ وبالجوّال والفيس بوك والبامبا والهمبورجر وسمحت لهم بالسّباحة في بعض الشّواطئ شريطة ألّا يتحدّثوا باللّغة العربيّة وألّا يغنّوا بها، كما أنّ هؤلاء العرب في يهودا والسّامرة حياتهم أفضل من أهل حضرموت وأهل طرابلس وأهل دارفور وأهل الصّعيد وأهل سيناء وأهل حماة وأهل الموصل. وعليهم أن يحمدوا الله على حكم آل صهيون على الرّغم من أنّهم يسّمونه الاحتلال. عن أيّ احتلال يتحدّثون؟ إسرائيل دولة ديموقراطيّة لا تعتدي على دولة أخرى ولا تحتلّ أراضي دولة أخرى. لا يوجد احتلال. نقطة سطر جديد!!
وإسرائيل هي واحة الدّيموقراطيّة كما وصفها أقطاب حزب "الماباي" والد حزب العمل وهي أيضًا فيلّا جميلة داخل غابة اسمها الشّرق الأوسط كما وصفها إيهود باراك، الجنرال ذو النّياشين ورئيس الحكومة الأسبق الّذي اخترع اصطلاح "لا يوجد شريك فلسطينيّ للسّلام" ولأنّها ديموقراطيّة جدًّا منحت ديموقراطيّتها مجانًّا لأهالي كفر قاسم وصندلة وعيلبون وعيلوط والعراقيب.
وإسرائيل دولة يهوديّة وديموقراطيّة ولا تفرّق بين مواطنيها في التّطعيم ضدّ الكورونا كما أنّ العديد من الأطبّاء والممرضات فيها عرب ويطعمّون اليهود شيوخًا ورجالًا ونساء وشبّانًا.. هل سمعتم أنّ يهوديًّا رفض التّطعيم من ممرّضة عربيّة؟ بل يا سادة إنّ المواطنين اليهود يأتون الى البلدات العربيّة كي يتطعمّوا ويؤكّدوا أنّ دولة إسرائيل دولة يهوديّة ديموقراطيّة…

* ملاحظة:
الى الأستاذ والمرّبي توما أسعد توما من قرية معليا، شكرًا على رسالتك ذات المعلومات الدّقيقة وأودّ أن ألفت نظر حضرتك بأنّ المقالة ساخرة والمعلومات غير الدّقيقة جزء من سخريتها.
وأهلًا بك قارئًا عزيزًا لصحيفة "كلّ العرب" ولمقالاتي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة