الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 11:01

مع كل العتب علينا بالتصويت.. فـ هناك وضع خطير ووضع أخطر/ وديع عواودة

وديع عواودة
نُشر: 22/03/21 10:41,  حُتلن: 13:19

العمل الجماهيري مهم جدا لرفع الظلم عن المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل لكنه غير كاف ويحتاج للعمل في الساحة البرلمانية أيضا.. من أجل التمثيل السياسي ( نحن هنا وهذا لوننا وهذا صوتنا) ومن أجل التأثير( انتزاع ما أمكن من حقوق مدنية). بسبب طبيعة إسرائيل وفي ظل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ونحن كـ أبناء للشعب الفلسطيني جزء منه لا مجال أمامنا لانتزاع كافة حقوقنا على أنواعها بسهولة ودفعة واحدة. هذه مسيرة نراكم فيها المنجزات كما فعلنا منذ نكبة 1948 في البقاء والتطّور كمّا وكيفا. هذا الواقع الحياتي المعقّد يقتضي أن نتعامل مع السياسة بـ حكمة وبعيدا عن الرومانسية والطوباوية وبمنطق الأسود – أبيض. صحيح جدا،هناك عتب وربما غضب على سلوك الأحزاب العربية لكن التنازل عن التصويت هو عقاب للذات : هناك خطير وهناك أخطر. هناك مرّ وهناك أمرّ. على ضوء حالة التعادل الشديد فإن رفع نسبة تصويت العرب لما فوق الـ 60% يعني منع نتنياهو من تشكيل حكومة غير مسبوقة من ناحية العنصرية والكراهية مع مندوبي حركة " كهانا" كـ بن غفير وسموتريتش. أخرق من يجرّب المجرّب. وأهبل من يصّدق نتنياهو ووعوده فمنذ 1996 أفعاله كلها معادية للمواطنين العرب فما بالك عندما سيتحالف مع زعران الكاهانية ؟ درء المفاسد هنا يعني أن أي مرشح من اليمين والوسط هو أهون الشرين. كذلك ممارسة المجتمع العربي دوره في إسقاط رئيس حكومة تارة يقوم بـ شيطنتنا وتارة يحاول الضحك علينا بـ وعود معسولة كـ نتنياهو ( لا منعه من تشكيل حكومة مستقرة فحسب) تعزز ثقتنا بأنفسنا كجماعة قومية في وطنها وتفرض هيبتها واحترام الآخر الإسرائيلي لها كـ لاعب شرعي وفعّال وبالتالي الاقتراب خطوات من حقوقها. عدم التصويت وبدون أي مشروع بديل يعني المشاركة في تهميش أنفسنا وإبقائنا بعيدين عن حقوقنا السياسية والحياتية.. ويبقي مشاكلنا الحارقة مثل استشراء الجريمة بعيدة عن حلها. من يبتسم في وجهك ويعطيك من طرف اللسان حلاوة وهو بالفعل يطعنك بـ أفعاله من الأمام ومن الخلف، قبل وبعد الانتخابات، هو لا يقل خطرا عن من يعاديك جهارا نهارا.
من أجل خدمة قضايانا اليوم وغدا لابد من المشاركة في التصويت لواحدة من القائمتين المشتركة أو الموحدة. هذه مسيرة ورحلة جبلية صعبة وفيها محطات ومد وجزر وانتكاسات لكن لا مفر من السير للأمام ومراكمة النجاحات حجرا حجرا
 

مقالات متعلقة