الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 23:02

عودة الوعي هو النهج السليم لإدارة سلطاتنا المحلية

بقلم: نبيل عودة

نبيل عودة
نُشر: 30/07/21 17:40,  حُتلن: 09:26

نبيل عودة في مقالته: من يخطط لخدمة مدينته وسكانها لا يقف ضد التيار، بل يساهم بطاقاته الايجابية، إذا وجدت لتعميق نهج التطوير.

الانتقاد حول السطات المحلية العربية يسود المجتمع العربي ويقود الى تعميق الخلافات والتي مبناها الجوهري هو مبنى شخصي. بينما واقعنا كأقلية مميز ضدها يفترض اعاد توحيد الصف بعد فرز نتائج التصويت، والعمل كجسم واحد لخدمة المواطنين.

يبدو لي ان الخاسرين، في الناصرة مثلا، كمعيار هام واعلى للسلطات المحلية، ينتقدون حتى ارتفاع حرارة الصيف ويتهمون رئيس بلدية الناصرة انه زادها حرارة.

احترنا يا قرعة منين نبوسك، ان من يخطط لخدمة مدينته وسكانها لا يقف ضد التيار، بل يساهم بطاقاته الايجابية، إذا وجدت لتعميق نهج التطوير.

حبنا للناصرة لا يتعلق بمن هو رئيس البلدية، هكذا كان خلال كل تاريخ الناصرة. ننتقد ولكن نرحب بكل خطوة ايجابية، ولا نعطي لسوداوياتنا ان تكون المعبر لنفسياتنا.

من هنا ادعوا لتغليب المنطق ومكانة الناصرة خاصة، قبل أي نقد لا نفهم منه الا سلبيات الصياغة والنرجسية الذاتية والتحريض الذي يتجاوز على العموم أي منطق لتعميق المصلحة العامة ويطرح المصلحة الحزبية او الشخصية الضيقة.

الخطأ الذي ارتكب في الناصرة بدأ بالوهم ان عزل شخصية مركزية في ادارة بلدية الناصرة، هو مسألة سهلة، واقصد عزل علي سلام باسلوب لا يليق بحركة سياسية خدمها سياسيا وبلديا واداريا، كان القرار صبيانيا، قاد الى تفسيخ وحدة الصف، والصراع الذي فقدت فيه الجبهة مكانتها.

ما زلت اذكر اول مقال كتبته بعد الانقسام بين علي سلام والجبهة، بان حافظوا على نهج انتخابي بلا تشهير، لأن نتائج المعركة الانتخابية قد تفرض ضرورة اعادة التحالف بينكما، الجبهة قد تحتاج علي سلام وعلي سلام قد يحتاج الجبهة. لكن الغرور تجاوز المنطق العقلي ووسع التباعد وعمق السلبيات السياسية والمدنية في مدينة من المفروض ان تكون قدوة لكل السلطات المحلية، بغض النظراذا فاز مرشحي المفضل ام خسر!!

لم انكر حين هنأت علي سلام بالفوز اني لم اصوت له بل صوت للجبهة ومرشحها في وقته. لكن ما جرى فيما بعد دفعني الى رفض نهج الجبهة الذي تجاوز منطق المنافسة البلدية الى موقف عدائي لم اتوقعه اطلاقا، وهو يتناقض حتى مع المفاهيم السياسية التي من المفروض ان تلزمنا بواقعنا كاقلية قومية مميز ضدها، الى وحدة صف وتعاضد بلدي، الناصرة اواي سلطة محلية اخرى ليست ملكا للفائز، بل الفائز هو الأول بين متساوين. هذا هو المنطق الذي يجب ان يسود سلطاتنا المحلية.

ان فوز علي سلام هو فوز لعنصر اعطي سابقا كل طاقته للجبهة انتخابيا وخدماتيا، ويمكن اعادة التلاحم ، لو ساد منطق فكري سليم بدون الانكفاء والرفض واوهام اسقاط ادارة علي سلام، والظن ان الطريق ستكون سالكة لمشاريعهم التي تعمق فشلها انتخابيا أيضا.

وقفت فيما بعد الى جانب علي سلام ليس لأني اكره الجبهة، بل من رؤيتي ان النهج الذي اختطوه لمحاربة ادارة علي سلام، الذي دُفع بسبب قراراتكم لخوض المعركة الانتخابية بقائمة مستقلة، وفاز بالأكثرية هو النهج الخاطئ.

توقعت ان يسود المنطق السليم وان تعاد الروابط بين علي سلام كرئيس للبلدية وبين اعضاء البلدية من زملائه في الجبهة وليس تعميق الحملة الغبية والتي لا تفيد الناصرة وبالتالي لم تفد الجبهة التي دخلت مرحلة التفكك لدرجة لم تجرؤ على ترشيح جبهوي شيوعي لرئاسة البلدية، فذهبوا يبحثون عن كنز توهموا بقدراته على الفوز، واعادة سيادتهم على ادارة بلدية الناصرة، لكن الهزيمة كانت اكثر عمقا واكثر اتساعا حتى من احلامهم.

حركة سياسية تحترم جمهورها ومخلصة لشعبها ولسكان اكبر مدينة عربية، كنت اتوقع ان تعيد حساباتها بدون حقد، وان تعيد الترابط مع ادارة علي سلام، لأن مصلحة مدينة الناصرة اكبر واهم من أي تنظيم او خلاف على منصب.

نحن لسنا في صراع سياسي، ولا في صراع لمكاسب شخصية، السلطات المحلية يفترض ان تكون المعيار الايجابي لكل النهج الخدماتي للمواطنين، بغض النظر عن الفائز بالانتخابات. وهذا يعني تضافر كل القوى داخل السطات المحلية لخدمة مجتمعهم. للأسف ما يجري مؤلم ولا يخدم مشاريع التطوير في البلدات العربية.

فهل نعود الى وعينا قبل فوات الأوان؟

ملاحظة اخيرة: لا ثقة لكم بالفائز يعني لا ثقة لكم باكثرية ابناء مجتمعكم. لا ثقة لكم بعلي سلام يعني انه لا ثقة لكم ب 62% من المصوتين ابناء الناصرة الذي دعموا علي سلام للرئاسة؟ هل توجد اهانة اكبر لمواطني الناصرة من هذا القول الفظ؟

احاول ان افهم تفكيركم وانا الذي تثقفت ووعيت وتعلمت في اهم مدرسة شيوعية في العالم، عدا ما اكتسبته من تجربة نضالية وادارية وقيادية في الشبيبة الشيوعية والحزب الشيوعي والجبهة والاعلام الشيوعي والتثقيف الشيوعي.

بصراحة رفاقي سابقا انتم بعيدون عن التفكير الشيوعي السليم. السياسة اعزائي هي فن الممكن، وليس فن المستحيل. السياسة ايضا هي منطق فكري وسياسي وعقلي بسيط، والويل لمن لا يدرك ذلك، لأنه لن يكون مستقبلا ايضا مستحقا للثقة!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة