الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

هوى الشمس-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 15/09/21 00:27

هوى الشمس
أشتاق إليها إن غابت عنّي..
لا أدري كيفَ أواجهُ حزني..
لا أتذوق طعم حياتي..
تصبح خاويةً أوقاتي..
إن غابت بسمتُها عن عيني..
لا أبصر شيئاً يعجبني..
حين تكون قريبةْ..
تزداد الأزهارُ جمالا..
ومروجُ بلادي تزداد جلالا..
حين تكونُ على مرمى أنظاري
أتعشَّمُ في الناس الإخلاصَ
ولا أخشى أن أفشي أسراري..
هي شمسي وأنا كوكبُها السيّارْ..
هي لا تحجبُ عني الدفءَ
ولا تطفئُ في دربي وهجَ الأنوارْ..
هي ثابتةٌ لا تذروها الريحُ
ولا تهربُ من ألسِنَةِ النارْ..
وأنا محكومٌ بالدورانِ الدائمِ
حول مباهِجِها..
محكومٌ بالدوران على ذاتي..
حين أدير لها وجهي
يأتي الصبح إلى باب الدارْ..
حين أديرُ لها ظهري
يأتي الليلُ بجيش ظلامٍ جرّارْ..
ما ذنبُ حبيبةِ عمري؟
هي ثابتةٌ أبداً، لا تتزحزحُ عن موطِنها..
وأنا في دورة أسفارٍ لا تتوقفْ..
من فرط هوايْ..
هي أضحت شمسي.. وغدوتُ أنا كوكَبها السيّارْ..
ولأنّي دوّْارٌ مسكونٌ بدُوارْ..
أنا من يضعُ الليلَ على صدر نهارْ..
وأنا، في دَوَراني الدائمِ حولَ مرابِعها،
من يفتحُ أرضَ الصيفِ لغزو شتاءْ..
من أشكو.. ولمن أشكو؟
فأنا أعرفُ ما يكْمُنُ خلف الأبوابْ..
لا. لم تغبْ الشمسُ.. أنا من غابْ..
يعلمُ من يهوى الشمسْ..
مهما اشتعلت في لُبِّ جوانحه الأشواقْ..
أن عذابَ هواها يبقى عذباً في أفواه العُشّاقْ.
يوسف حمدان - نيويورك
 

مقالات متعلقة